عبدالحليم حافظ.. "العندليب الأسمر" صاحب أشهر قصة حب غامضة.. ولد يتيمًا ومات وحيدًا

الفجر الفني

عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ


امتاز بصوته الحنون، وكلماته الساحرة.. ووجه حالم وإصرار وطموحات يحطم الحواجز.. حينما يقف على المسرح يصير ملكًا يتحكم في مملكته، يأسر القلوب ويخطف الأبصار؛ فينصت الحاضرون، ويدخلون في بهو السلطنة ويندمجون مستمتعين بموسيقاه الجديدة.. استطاع أن يخط نمطًا موسيقيًا مختلفًا يُضاف إلى مكتبة التراث الغنائي، هو العندليب عبد الحليم حافظ.

 

ميلاده وقصة حبه الغامضة

ولد العندليب الأسمر في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، حوّل "الفقر" الذي لاحقه منذ ولادته إلى شارة نصر ونجاح لا يُمحى حتى بعد رحيله في 30 مارس 1977.

 

عاش يتيمًا إذ توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عام من عمره توفي والده وعاش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.

 

علي الرغم من عدم زواج "حليم" طوال حياته إلا انه صاحب أشهر قصة حب مع فتاة في غاية الجمال، لم يشاهدها سوى "مجدي العمروسى" الذي قال عنها إنها صاحبه أجمل عيون رآها في حياته، ولكن لم يعلم أحد بهذه القصة إلا بعد وفاته، كما انتشرت الكثير من الأقاويل حول زواجه سراً من الفنانة "سعاد حسنى".

 

عشق الموسيقى منذ الطفولة

تجلى حب العندليب الأسمر للموسيقى والغناء منذ طفولته، وأصبح رئيساً لفرقة الأناشيد المدرسية، ثم التحق بقسم التلحين في معهد الموسيقى العربية عام 1943م وهناك التقى بالفنان كمال الطويل الذي كان يدرس في قسم الغناء والأصوات.

 

في عام 1948م رُشح العندليب للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج، لكنه ألغى سفره وعمل لمده 4 سنوات كمدرس للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيراً بالقاهرة، ثم قدم باستقالته من التدريس والتحق عام 1950م بفرقه الإذاعة الموسيقية كعازف على آله الأبواه.

 

اكتشف الإذاعي "حافظ عبد الوهاب" موهبة حليم الفنية وسمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلاً من شبانه، وفي عام 1951م بدأ "عبد الحليم حافظ" مشواره الفني الحقيقي بعد أن حصل علي إجازة الإذاعة عقب تقديمه قصيدة "لقاء" من كلمات صلاح عبد الصبور وألحان كمال الطويل.

 

علي الرغم من رفض الجمهور لذلك اللون الجديد من الغناء الذي قدمه عام 1952م من خلال أغنية "صافيني مرة"، إلا أنه أصر على استكمال مشواره الغنائي وقدم مجموعة من الأغنيات المتميزة التي لاقت قبولاً واسعاً، وعندما أعاد غناء "صافيني مرة" خلال حفل إعلان الجمهورية عام 1953م حققت نجاحاً كبيراً.

 

ميراثه الفني

تعاون "حليم" خلال مشواره الفني مع مجموعة من كبار الملحنين والكتاب، أمثال "محمد الموجي - كمال الطويل - بليغ حمدي – محمد عبد الوهاب"، و"عبد الرحمن الأبنودي – نزار قباني – صلاح عبد الصبور".

 

ومن أبرز أغانية التي بلغت حوالي 231 أغنية: يا قلبي يا خالي ويا حلو يا أسمر وحلو وكداب وظلموه ورسالة من تحت الماء وقارئه الفنجان وكامل الأوصاف وموعود ولست أدري وفاتت جنبنا وجبار.

 

كما تميز العندليب بأغانيه الوطنية التي أشعلت لهيب الثورة والحرب وأشادت بانجازات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنها ابنك يقولك يا بطل وحكاية شعب وأحلف بسماها وعاش اللي قال والمركبة عدت وعدى النهار، بالإضافة إلى أوبريت الوطن الأكبر.

 

التمثيل

لم تقتصر موهبة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ على الغناء فقط، بل امتدت إلي التمثيل وقدم عدد من الأفلام السينمائية التي زادت من شهرته كما ساهمت في تأريخ أعماله، ومن أبرزها "لحن الوفاء وأيامنا الحلوة وموعد غرام والوسادة الخالية وحكاية حب والخطايا ومعبودة الجماهير وأبي فوق الشجرة".

 

وفاته

في يوم 30 مارس عام 1977م توفي الفنان عبد الحليم حافظ في لندن عن عمر يناهز الثمانية والأربعين عاماً بعد صراع طويل مع المرض، حيث عانى كثيراً من تليف في الكبد بعد إصابته بالبلهارسيا، ولم يكتشف حليم ذلك إلا عام 1956م عندما أصيب بنزيف في الكبد.