"معبد بن عزرا" كنيسة تحولت إلى معبد يهودي.. إليكم القصة!

منوعات

المعبد اليهودي من
المعبد اليهودي من الداخل - أرشيفية


أول شئ يأتي في عقولنا عندما نسمع اسم "المعبد اليهودى" كانت سؤال مهم جدًا: هو فيه فعلا معابد يهودية فى مصر؟ ومن هنا بدأت رحلة البحث على الإنترنت، ونكلم أصدقائنا اللى شغالين فى الآثار علشان نعرف إيه الموضوع، عرفنا أن فيه حوالى 9 معابد يهودية فى مصر وهى دى اللى مسجلة تبع الآثار، وفيه معابد ثانية غير مسجلة وتقريبًا هما 8 أو 9 فى مصر، لكن النهاردة هـ نتكلم عن معبد واحد منهم وهو معبد مهم لأنه كان من أنشط المعابد فى وقت من الأوقات ده غير أنه بـ يكمل الحلقة الكاملة لفكرة تجمع الأديان اللى فى مصر القديمة، الحلقة اللى بـ ترسم فى مكان واحد الديانات الثلاثة الكبرى: الإسلام الى بـ يمثله "جامع عمرو بن العاص" أول مسجد تم بناؤه فى مصر، والمسيحية اللى بـ يمثلها "مجموعة كنائس العذراء وأبو سرجة وبربارة"، والمعبد اليهودى أو "معبد بن عزرا".

"بن عزرا" هو اسم الرجل اللى اشتراه من المسيحيين فى مصر وده له قصة هـ نقولها لكم، ومكان المعبد مميز جدًا لأنه فى نهاية منطقة الكنائس القبطية فى مصر القديمة، والمعبد ده كان أصله كنيسة وتحولت إلى معبد يهودى، والكنيسة دى بـ يرجع تاريخها بين القرن السادس والتاسع الميلادى وكانت فى الأصل ملك الكنيسة القبطية ولما طلب الوالى من أحد باباوات الكنيسة القبطية الضرائب اللى على الكنيسة، ما قدرش يدفعها واضطر البابا أنه يروح إلى اليهود فـ طلبوا منه يبيع لهم الكنيسة مقابل دفع الضرائب المستحقة عليها.

ولسه فيه حكاوى بعيدة عن التاريخ وقصة ما سجلهاش المؤرخين وحكتها الأجيال من جيل للثانى ومن أب إلى ابنه أن البابا القبطى رفض بيع الكنيسة فـ قال له اليهود: بيع لنا حق استخدامها لمدة مائة سنة، فوافق البطريرك فـ كتبوا وثيقة بينهما ملخصها: "اليهود لهم حق استعمال هذه الكنيسة لمدة مائة عام وعليهم إرجاعها إلى الأقباط بعد ذلك ويبدأ استعمالها من هذا اليوم"، ومن خبث اليهود أنهم ما كتبوش تاريخ على الوثيقة دى، وطبعًا مرت مئات السنين وفى كل مائة عام تنتهى ويريد الأقباط كنيستهم يقول لهم اليهود "من هذا اليوم" لأن اليوم غير محدد بتاريخ.

طبعًا وأنت هناك لازم تعرف أن المعبد ده للزيارة فقط، يعنى مافيش طقوس عبادة بـ تتم فيه،وطريقة رسم الزخارف داخل المعبد هى نفسها اللى موجودة فى الكنائس القريبة منه، لكن بـ يختلف عنهم فى "أطلس موسى" وهو الصندوق اللى عملته أم موسى ووضعته فيه علشان ترميه فى النيل ويروح بعد كده إلى قصر فرعون، والصندوق عليه مجموعة كتابات بـ يُقال أنها الكلمات اللى دعى بها موسى ربه لما كان على جبل الطور، بعدها هـ تلاقى “البيما” وهى زى المنبر الإسلامى، يعنى تقدر تقول عليه منبر يهودى، وهو عبارة عن بلكونة صغيرة وتحتها مجموعة سلالم بـ توصل لها، وآخرها سور طويل نسبيًا عليه نسخة من التوراة القديمة، وفى واجهة المعبد هـ تلاقى الهيكل وهو 3 أجزاء: الجزء الأوسط هو الأكبر وأمامه شمعدانين عليهم ست شمعات ومكان واحد فاضى، والشمعدان بـ يمثل أيام الأسبوع وهو عبارة عن 3 شمعات على اليمين و3 شمعات على الشمال، ونجمة داوود فى الوسط بـ تمثل يوم السبت أو يوم الأجازة عند اليهود، وفى خلف المعبد فيه بئر عميقة جدًا يعتقد اليهود أن النبى موسى وهو طفل كانت بـ تخبيه أمه فيه.

ويزوره "السافرديم "اليهود الشرقيين" والأشكيناز "اليهود الغربيين"، فى مصر معبد إبراهام بن عزرا باعتباره أهم معبد يهودى فى مصر.