حمى الغلاء تصيب "ياميش" رمضان.. ومواطنون: "توقعنا ذلك"

تقارير وحوارات

ياميش رمضان - أرشيفية
ياميش رمضان - أرشيفية


ياميش رمضان من الأكلات التى يشتهر بها الشهر الكريم، ولا يكاد يخلو منه بيت في رمضان، كما أنه من أساسيات الأطعمة التى يتجمع عليها الصائمين، وتتزين مائدة الإفطار عقب أذان المغرب بوجودة.
ورغم عشق المصريين له، وتقربهم منه طوال الشهر الكريم، الإ أنه قد أعلن مقاطعته زيارة مصر كما كان، وتمرد على أهلها.

ونتيجة الصراع الدائر الآن في سوريا أكبر دولة موردة للياميش، بالإضافة الي جشع التجار الذين تعودوا دائما علي على استغلال تلك الفرص، لملء خزائنهم، أكد مسئولون على أن "الياميش" سيكون قليل جدا خلال الشهر الكريم بالإضافة الى ارتفاع اسعاره، في الوقت الذي أستقبله المواطنون بشئ من التوقع، نتيجة الإرتفاع الذي سيطر على جميع السلع في الفترة الأخيره.

أسعار الياميش

ارتفع سعر الياميش هذا العام، ليستقر في متناول الأغنياء، أما الفقراء ليس لديهم نصيب، ليكتب عليهم دائما انتظار شنطة رمضان وغيرها من الأشياء التي يتبرع بها الأغنياء، حيث ارتفعت أسعار الياميش عن رمضان الماضي، وبلغ سعر "اللوز" العام الماضي 80 جنيها للكيلو، ولكنه زاد هاذ العام ليصل الى 90 جنيه للكيلو.

كما ارتفع سعر "عين الجمل" من 60 العام الماضي إلى 120 جنية للكيلو، كما ارتفع "البندق" من 40 جنيهًا العام الماضي إلى 55 جنيهًا هذا العام، في حين ارتفع سعر "الفستق" من 70 جنيهًا إلى 100 جنيه هذا العام، "قمر الدين" ارتفع سعرة من 60 جنيهًا للكيلو إلى 70 و80 جنيهًا للكيلوا هذا الموسم، "جوز الهند" من 60 جنيهًا للكيلوا إلى 70 و80 جنيهًا للكيلوا هذا العام.

تباين أراء المواطنين

رغم استقبال الكثير من المواطنين لارتفاع أسعار الياميش بشيء من التوقع، إلا أن البعض حمل الدولة المسئولية عن رفع أسعار الياميش، وربطوها باتجاه الحكومة إلى رفع الدعم.

كرم محمد، إمام وخطيب قال إن أسعار جميع السلع مرتفعة وليس الياميش فقط، مرجعا السبب في رفع سعر الياميش إلى اتجاه الحكومة إلى رفع الدعم، ومن ثم استغلال التجار الجشعين الأمر في رفع أسعارها في ظل غياب الرقابة، من الجهات المختصة.

طالب "كرم" بوجود رقابة صارمة من الدوله على منافذ بيع تلك السلع، فضلاً عن سن تشريعات تضمن عدم ارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى تطبيق نظام التسعيرة الجبرية على التجار.

من ناحيته قال محمد فتحي، طالب ثانوي، إن الحكومة مسئولة مسئولية تامة عن هذا الأمر، نتيجة ارتباطها بمصالح رجال الأعمال وشبكات النفوذ والتجار الجشعين.

تابع "فتحي": الحكومة تتعمد دائما أن تأتي على حساب المواطن الفقر وتقف في صالح التاجر الجشع، معقبًا "نصير الفقراء عبد الناصر، مات".

اختتم كلامه بقوله، انتخبت الرئيس السيسي علشان كلامه في 30 يونيه، عندما قال "لقد عانى هذا الشعب كثيرا لولم يجد من يحنوا عليه" وها نحن في فترة رئاسة السيسي، وما زالت المعاناة مستمرة، والأسعار في زيادة، لذا أطالبه بتنفيذ وعده وتحقيق مطالب الشعب الذي انتخبه.

من ناحية أخرى قال سعد إبراهيم، صاحب محل بيع سلع رمضانية، إن الياميش ليس متوفرًا هذا العام كسابقه، مضيفًا أن الأسعار لم ترتفع بشكل كبير كما يردد البعض.

أوضح "إبراهيم" أنه لم يستغل ضعف الكمية المعروضة من الياميش ليرفع سعرها ويربح منها الكثير، قائلاً "أعامل الله في سعره، ولا احتكره وأعلم أن الياميش من السلع المهمة للناس في رمضان".

أوضح التاجر أن هناك تجار آخرين يستغلون بالفعل هذه اللحظة من أجل الحصول على الربح الكبير من ورائها، ولا يراعوا ربهم في ذلك.

رأي خبراء

قال رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة السويس الدكتور حامد مرسي، إن السلع الرمضانية الموجودة في السوق الآن، مستوردة ومنها الياميش ومن ثم يمثل عبء على ميزان المدفوعات والموازنة العامة، كما أنها تساعد بشكل كبير في استنزاف الاحتياطي الأجنبي في البنك المركزي، وتثقل الميزانية ما يقرب من نصف مليار دولار.

تعجب من كيفية استيراد الدولة لتلك الأطعمة، والسماح للتجار باستيرادها وهي مديونة لا تستطيع توفير أبسط السلع كالزيت والسكر للمواطنين.

اختتم بقوله: "مفيش ياميش والدولة مديونة، وعلى المواطن اللجوء الي البدائل لأنه ليس من أسس الصيام، خصوصا بعد غلائه".

في سياق متصل أرجع الخبير الاقتصادي، صلاح العمروسي، زيادة أسعار "الياميش" إلى انخفاض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار، وكذلك زيادة التضخم ومعدلات الطلب علي تلك السلع، كما أوضح أن الواردات لا تكفي حاجة السوق ولا تغطية بشكل كامل.

أضاف "العمروسي": إذا أرادت الدولة حلا لذلك فينبغي تيسير الحصول علي نقد أجنبي وهذا غير متوفر في ظل الظروف الحالية.

من ناحيته قال عصام رمضان، رئيس لجنة الصحة وحماية المستهلك بالجيزة، إن شهر رمضان يعتبر موسم للمصرين في الأكل، وهذا ضمن ثقافتهم، ومن ثم الإقبال على المأكولات والمشروبات ومنها الياميش.

أرجع "رمضان" ارتفاع أسعار الياميش إلى العلاقة بين العرض والطلب في السوق، فكلما زاد الطلب علي شراءه كلما قلت كمية المعروض بالإضافة الي زياده سعره، مشيراً الى أنه في حالة تقليل الطلب سيتم تقليل السعر.

أوضح أن المجمعات الاستهلاكية الحكومية تعمل على توفير الياميش، بسعر أقل من المعروض لدى التجار، من أجل تخفيف العبء على المواطن، بـ20% من السعر المعروض.

أشار إلى وجوب استخدام بدائل "الياميش" في رمضان من خلال الإقبال على شراء أطعمه لها نفس الفائدة كالياميش بالإضافة إلى قله سعرها، للمراوغم والضغط على التجار لتقليل سعر الياميش.

لفت إلى أن الأزمة السورية، هي السبب في رفع سعر الياميش، نظراً لأنها المُصَدِّر الأول للياميش بالنسبة لمصر، لذا ينبغى سلك طرق أخرى في استيراده من إيران وتركيا، لسد العجز في السوق.
الياميش واستقطاب الناس