"داعش" يلجأ إلى جحور الجرذان ويدفن الأطفال أحياء في وكره الأخير

عربي ودولي

داعش يدفن الأطفال
داعش يدفن الأطفال



وصلت القوات العراقية، حديثا ً، لأول مرة منذ نحو ثلاثة سنوات، إلى مدينة ستراتيجية هامة من أخر ما يتحصن بها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في الساحل الأيمن للموصل، الذي شهد أيضا ً انتشال عشرات الضحايا بينهم غالبية من الأطفال والنساء دفنوا أحياء إثر القصف.

زود مركز نينوى الإعلامي، مراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم السبت 17 حزيران/يونيو، بأخر التطورات العسكرية في عمليات استعادة أخر منطقة يستولي عليها تنظيم "داعش"، في الساحل الأيمن للموصل، شمال البلاد.

وأوضح المركز، أن العمليات العسكرية الجارية حاليا ً لتحرير حي الشفاء أخر المناطق في المحور الشمالي الغربي لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي بغداد، من سيطرة "داعش" الإرهابي، متواصلة منذ 23 يومًا.
تقدم قياسي

وأضاف المركز، أن القطعات العسكرية المشتركة من الفرقة المدرعة التاسعة وجهاز الرد السريع "قوة تابعة لوزارة الداخلية"، أصبحت ولأول مرة تقف على أبواب مدينة طب الموصل بعد السيطرة وبشكل تام على الشوارع المؤدية إليها.

والجدير بالذكر، أن مدينة طب الموصل والتي تضم مشافي (الجمهوري، البتول، ابن سينا، مصرف التبرع بالدم، صالة الطوارئ الكبرى، صالة العمليات الكبرى، كلية الطب وثمانية مراكز صحية باختصاصات مرضية مختلفة) ما تزال تحت هيمنة وبشط "داعش" الإرهابي، في أيمن الموصل.

وكشف المركز، عن نسبة الدمار الذي حل في مدينة طب الموصل، لغاية الآن، بلغت 60 %، ويعزو السبب إلى استمرار سيطرة التنظيم الإرهابي على هذه المدينة التي جعل من أرضها شبكة أنفاق كبيرة "منها اشتق العراقيات تسمية "الجذران للدواعش" كونهم يتنقلون بها كالقوارض عندما تهرب وتتحصن.

وأكمل المركز، في المقابل — القوات العراقية متمثلة بجهاز الشرطة الاتحادية والرد السريع تواصل توغلها في حي الشفاء أيضا من محوري الزنجيلي والبورصة، واستعادت أجزاء قريبة من الجسر الخامس ودورة قاسم الخياط.

تطهير المناطق المحررة وانتظار تحرير مناطق أخرى لتطهيرها من العبوات والمخلفات

وتواصل فرق الجهد الهندسي والدفاع المدني عمليات تطهير المناطق التي جرى تحريرها حديثاً في أحياء الزنجيلي والبورصة وباب سنجال، غربي الموصل وانتشال جثث المدنيين الذين قضوا جراء المعارك التي دارت رحاها بين تنظيم "داعش" الإرهابي، والقوات العراقية.

وحول ما يخص محور المدينة القديمة "المعقل الأخير لـ"داعش" في الساحل الأيمن، أشار المركز إلى أن القوات العراقية من (الشرطة الاتحادية والرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب)، لا تزال تفرض طوقها الأمني على هذه المدينة بانتظار الأوامر من القيادة العسكرية العليا التي تواصل اجتماعاتها للشروع بعملية الاقتحام وتحريرها من سيطرة التنظيم.

انتشال ضحايا

وأفاد المركز نقلا ً عن مصدر له في مديرية الدفاع المدني، بانتشال 90 جثة لمدنيين بينهم نساء وأطفال من مواقع تعرضت إلى دمار هائل، في أحياء البورصة والشفاء وباب سنجار.

وأكد المركز، أن اغلب الضحايا قد فارقوا الحياة بعد تواجدهم تحت ركام منازلهم التي سقطت فوق رؤوسهم بفعل، مفخخات التنظيم الإرهابي، أو الضربات الصاروخية للطيران الحربي أو مدفعية القوات العراقية.

وضع الرهائن

وبشأن الوضع الإنساني الذي يمر به المدنيين الذين يرتهنهم تنظيم "داعش" كدروع بشرية في المدينة القديمة، قال المركز: "الوضع في غاية الصعوبة، أغلب العائلات نفذ منها الطعام والشراب منذ أسابيع، وأصبحت شفى الموت، يوازي ذلك انهيار تام في الوضع الصحي فأن سوء التغذية بدأت تفتك بالأطفال والنساء، وأصحاب الأمراض المزمنة، يعانون الأمرين، من جوع وانعدام الدواء اللازم لاستقرار حالتهم المرضية".

ونوه المركز، إلى أن القصف الصاروخي العشوائي، مازال مستمر بين الحين والأخر على المدينة القديمة، وهو ما يخلف عشرات القتلى والجرحى يوميا ً، وسط صرخات استغاثة عاجلة يطلقها سكان تلك المناطق لإيقاف هذا النوع من العمليات العسكرية كونه لا يلحق أضرارا بالتنظيم بقدر ما يخلفه من أضرار وضحايا للمدينين المحاصرين.

الجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش" الإرهابي خسر سيطرته على أغلب مناطق الموصل "ثاني أكبر مدن العراق سكانا ً بعد العاصمة بغداد"، التي استولى عليها في منتصف عام 2014.

وتواصل القوات العراقية تقدمها في استعادة الموصل، من قبضة "داعش" الإرهابي، في معركة انطلقت منذ 17 أكتوبر 2016.