في ذكرى وفاته.. لماذا سجد "الشعراوي" شكرًا على نكسة 1967

تقارير وحوارات

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي


عالم طّل علينا في حلقاته الأسبوعية في تفسير آيات القرآن الكريم بصوته الجهوري، ذو النغمة التي لاينازعه فيها أحد، فهو من مجددي الأمة، ومن أشهر علماء التفسير في العصر الحديث، له صوت هو الأعلى مصداقية بين الناس رغم وجود جحافل من كبار العلماء وقتها أمثال الشيخ عبدالحليم محمود، والشيخ جاد الحق علي جاد الحق، فكان الأكثر تغلغلا لقلوب المصريين من بين معاصريه، إنه العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

عرف الشيخ الشعراوى بالأسلوب الفريد العذب البسيط في تفسير القرآن الكريم فناسب جميع العقول والمستويات والثقافات، فكان رمزًا للدعاة المتفقهين فى دينهم، في ذكرى وفاته نرصد لكم سطورًا من حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

مولده:

ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. 

في عام 1922 م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، في ثورة سنة 1919م  التي خرجت من الأزهر الشريف.

التدرج الوظيفي:

تخرج عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، وبعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا،  انتقل  إلى المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.

منعه من السفر للسعودية:

حدث خلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، وعلى أثر ذلك منع الرئيس جمال عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية بعد أن أقام فيها عدة سنوات، وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون.

و سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس.
 
سجوده بعد النكسة:

عندما علم الشيخ الشعراوي أثناء وجوده في الجزائر بنكسة 1967 سجد لله شكراً لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر، برر ذلك  بقوله" أن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم" وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر .

وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م، واعتبر أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر .

"الشعراوي" ولحظة الاحتضار:

وفي يوم 17 يونيو عام 1998 توفى "الشعراوي"، وبحسب ما روى أحد أبنائه، أنه كان على فراشه يحتضر، وابنه يلقنه الشهادة  فيقول له: يا شيخ محمد قول أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمد رسول الله، فيقول الشيخ الشعراوي: أشهد ان لا اله الا الله .. ويصمت.. فيقول له ابنه: قول الشهادة كاملة يا شيخ.. فيكررها ويطلب منه ابنه نفس الأمر، فيقول الشيخ الشعراوي: أشهد أن لا إله إلا الله.. ثم يلتفت بوجهه ويشير إلى الحائط بإصبعه ووقال .. وأشهد أنك رسول الله .