رمضان .. شهر التسامح والغفران

إسلاميات

رمضان .. شهر التسامح
رمضان .. شهر التسامح والغفران


رمضان شهر الإنابة والإستغفار والعبور إلى صفاء الروح وتنقيتها وتثبيتها على المحبة والتسامح مع الاخرين ، وهو أيضا الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان تستقبل العابدين الزاهدين المخلصين ، وتفتح فيه أبواب الرحمة وتغلق أبواب النيران وتلجم فيه الشياطين ، وفي الشهر الفضيل ينبغي أن لا يقتصر صيامنا على الجوع والعطش فقط ، بل يجب التمسك فيه بحسن الخلق وترويض النفس على الصبر وعدم الإستسلام للغضب مهما كانت المبررات ، كما يجب الإكثار في رمضان من الدعوات والإبتهال إلى الله ، والتوسّل بأحبّ الخلق إليه أن يعفو عمّا ارتكبناه من ذنوب ومعاصي طوال العام ، وان يكون الشهر الفضيل فرصة لعقد ميثاق  بين العابد والمعبود أن لا نعود إلى سواد ما جنيناه في الماضي ، وأن نحيا حياة الإخلاص والتقوى ونمهّد للإنتتقال إلى الدار الآخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون .

كثيرة تلك فضائل شهر رمضان الكريم الذي يتضمن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، ومن أهم تجليات رمضان ومزاياه العديدة التي لاتعد ولاتحصى ، دعم الإيمان وتقوية مكارم الأخلاق في الإنسان . خصوصا  التسامح والغفران مما يطهر القلب من المشاعر السلبية مثل البغضاء والحقد ، لتحل محلها المشاعر الإيجابية وعلى راسها المحبة والرحمة والأمان، مما يسهم في تحقيق الراحة النفسية والصحة الجيدة وتوطيد العلاقات بين الناس ، فتتحقق الوحدة بين افراد الأسرة ثم تنتقل تدريجيا الى المجتمع .

 لذا يجب على المسلم في الشهر الفضيل التحلي بالأخلاق الكريمة ومعاملة  الناس معاملة حسنة، وإذا أخطأ المسلم في حق أخيه يجب أن يندم على ذلك ويسارع بالاعتذار إليه .واذا نظرنا الى التسامح نجده فطري ومكتسب ،الفطري أودعه الله تعالى في عباده بنسب و أقدار متفاوتة ،والمكتسب يكتسبه الإنسان من البيئة المحيطة به ،وأفضلها التعاليم السماوية التي تحث المسلم على العفو والتسامح ومغفرة الأخطاء والزلات. قال تعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خطاب لكل مسلم:(فاصفح الصفح الجميل ﴾الحجر85 . كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"ارحموا ترحموا،واغفروا يغفر لكم" رواه مسلم. وأخرج أبو داود والنسائي بإسناد صحيح ، وفي حديث آخر :" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ".

والتسامح من أخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام ،وهو دليل على قوة الشخصية ،فالمسامح كريم كما يقال في الأمثال العربية. والعفو والتسامح سبيل إلى العزة. ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" ما نَقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزَّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم.

والعفو والتسامح سبيل إلى الجنة مصداقا لقوله تعالى :(سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين)آل عمران134 ، كما يجب الحض على التسامح والإعراض عن الجاهلين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)) [متفق عليه]، وقال ((ومن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) [رواه البخاري].

لقد خصّ الله تعالى شهر رمضان بميزة عظيمة وهي أن أجور الأعمال الصالحة فيه تتضاعف، وأنه سبحانه يجازي عنها بغير حساب،  فهيا اخي المسلم واختي المسلمة ، هيا بادرا بالتسامح والصفح ، فإن رمضان شهر الغفران وتطهير النفوس من الذنوب ، اننا يجب ان نصافح ونتسامح لكلي نستقبل رمضـــان بقلب طاهر ونفس مرتاحة .