هاني سامي يكتب: "ريح المدام" يؤكد نجاح أحمد فهمي وفشل شيكو وهشام ماجد

الفجر الفني

هاني سامي
هاني سامي


"ريح المدام" هو المسلسل الذي أكد أشياء كثيرة بالنسبة للممثل والمؤلف الشاب أحمد فهمي الذى كون فريق ثلاثى سابقا مع هشام ماجد وشيكو، فالمسلسل الذى يعرض ضمن دراما رمضان لهذا العام ومصنف كوميدى استطاع خلال الحلقات الأولى أن يستحوذ على اهتمام المشاهدين للمتابعة وانتظار الحلقات الجديدة منه واستطاع أن يكون الحصان الأسود فرس السباق الرابح ليتفوق على كل المسلسلات الكوميدية بأبطالها وهم "هربانة منها" لياسمين عبدالعزيز ومصطفى خاطر، و"فى الـ لالا لاند" لدنيا سمير غانم و"إزى الصحة" لأحمد رزق و"خلصانة بشياكة" لأحمد مكى وشيكو وهشام ماجد.

 

 المسلسل يقدم فى إطار من "الفانتازيا" كوميديا الموقف النموذجية البعيدة عن افيهات الإسفاف والابتذال والأداء المفتعل الغير مبرر أحيانا وهذه أول الأشياء التى أكدها "ريح المدام" وهى أن أحمد فهمى ليس تاجر فن بل أنه مؤلف وممثل يعزف بعيدًا عن مفردات السوق ومتطلباته، يقدم فقط ما يؤمن به دون إعلاء لافتة "الجمهور عايز كده"، ومن الأشياء التى أكدها المسلسل أيضا هو أن فهمى نجح بمفرده فى عدة تجارب بعد انفصاله عن شيكو وهشام ماجد والذين فشلا بجدارة بعد الانفصال وهذا يعنى أن النجاح الذي حققه هذا الثلاثي فى السابق كان مبنى على أفكار وعقل احمد فهمى والأدلة فى ذلك كثيرة؛ فبعد الانفصال قدم فهمى للسينما فيلم "كلب بلدى" وحقق المركز الثانى فى الإيرادات بعد احمد حلمى فى موسم سينمائى ملتهب بينما حقق شيكو وهشام ماجد المركز الأخير فى نفس الموسم بفيلم "حملة فريزر".

 

على مستوى الدراما قدم الثلاثى خلال الأعوام الماضية مسلسل "الفرنجة" والذى بدا بشكل جيد وفقد بريقه بسبب عزوف فهمى عن المشاركة بأفكاره والتركيز فى تجاربه الخاصة مكتفيا باحترام تعاقده فقط مع الشركة المنتجة، لذا حينما قدم هذا العام مسلسل "ريح المدام" نجح بشكل مبهر وصار حديث السوشيال ميديا ومواقع الصحافة الاليكترونية بينما لم يحقق مسلسل "خلصانة بشياكة" لزميليه شيكو وهشام ماجد اللذان أرادا الوثب مع مكى ليتجاوز ثلاثتهم أزمة السقوط التدريجي فى المنحنى البيانى لنجوم الكوميديا، لم يحقق المسلسل اى نجاح يذكر وان كان يحمل بعض الجهد ولكن هذا لم يكن كافيا لإنقاذ شيكو وهشام ماجد اللذين افتقدا لعقل وفكر احمد فهمى ولجئا لمكى لإنقاذهما، والذى لم يكن لديه القدرة أصلا فى إنقاذ نفسه فى فرصة هى الأخيرة له هذا العام.

 

فى الوسط الفنى ومع الوقت الطويل لا يستمر ممثل أو مؤلف بعلاقاته فإن لم يكن موهوبا سيتلاشى بحكم الطبيعة لذا فالواضح أن ميكانيزم التفكير عند احمد فهمى وشقيقه كريم يعتمد على الموهبة والأفكار البكر الخارجة من عقول تحمل كثيرا من الوعي فى مناح كثيرة، فاللقارئ مثلا حق المعرفة بأن فهمى خريج اقتصاد وعلوم سياسية وشقيقه طبيب أسنان ولكن الفن تمكن منهما فترك فهمى العمل بالدبلوماسية بينما يمارس كريم الطب فى وقت الفراغ من اى أعمال فنية، وكريم قدم فيلم حقق نجاحا رائعا كمؤلف وممثل وهو "حسن وبقلظ" بعد أن قدم عدة تجارب مقبولة كمؤلف مثل "بيبو وبشير"، "زنقة الستات"، "هاتوا لى راجل "، "مستر اند مسز عويس" ولكن كانت ذروة التلاقى الفكرى مع شقيقه فهمى عبر "حسن وبقلظ" الذى اعتمد على الفانتازيا.

رغم أن ما نكتبه عن احمد فهمى إلا أن ذكرنا لشقيقه كريم جاء لطرح واستعراض مساحة الموهبة وهى العوامل المشتركة لدى الشقيقان المولعان بالكوميديا وإسعاد المشاهد، أحمد فهمى هو الأخر له أعمال مذهلة كمؤلف، فمثلا كثير من الجمهور بل و زملاء المهنة لا يعرف أو يتذكر أن احد أهم وانجح أفلام النجم الكبير أحمد حلمى كان من تأليف احمد فهمى وهو "كده رضا" كما كان له اليد العليا كمؤلف فى فيلم "بوشكاش" للفنان محمد سعد وحقق الفيلم نجاحا لافتا وكذلك فيلم "فاصل ونعود" وفكرته الجيدة للنجم كريم عبد العزيز والذى صادفه سوء حظ بالغ حيث عرض قبل أيام من ثورة 25 يناير 2011 وكان له نفس المصير فيلم "365 سعادة" لأحمد العز ولكن حينما عرض الفيلمان على الفضائيات حققا نجاحا كبيرا .

 

يلاحظ مما سبق أن أحمد فهمى، بقصد أو بدون، صنع منهجا خاصا لكوميديا العصر الحالى سواء بالأعمال التى قام بتأليفها لغيره أو تلك التى قام بالتمثيل فيها من تأليفه، وذلك عبر كوميديا الموقف فى إطار الفانتازيا، لذا فإن مقارنة فهمى مثلا بأحمد مكى هذا العام غير منصفة فالأخير كان نواة لمشروع نجم كمؤلف وممثل ضل الطريق ووقع فى فخ الاستسهال أحيانا و الـ"فذلكة" أحيانا أخرى، بينما فهمى يقدم السهل الممتنع والذى يهدف للإضحاك وفقط الإضحاك، أما عن شيكو وهشام ماجد فأظن أن رصيدهما قد نفذ بعد أن تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن نجاحهم السابق كان على أكتاف احمد فهمى وقد سوقنا الأدلة على هذا جيدا وان كانت لهما فرصة بعد الأخيرة فأرجو إثباتها خلال أى عمل قادم.