عمرو خالد: هذه رسالة الرسول لقريش

توك شو

الدكتور عمرو خالد
الدكتور عمرو خالد - أرشيفية


قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصطدم بقريش مرة واحدة طوال 13 سنة أمضاها في مكة قبل الهجرة إلى المدينة.

وأضاف "خالد"، خلال تقديمه برنامج "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "إم بي سي"، أن "النبي وضع كل فكره تمنع الصدام، لم يستخدم الحرم في الصلاة حتى لا يستفزهم، لم يبن مسجدًا بمكة، أو يكسر صنمًا، لم يسب أو يعاتب أحدًا، جعل دار الأرقم لاحتواء غضب أصحابه، لم يقتل أو يغتال من آذوه وقتلوا أصحابه".

وحتى بعد أن اكتسب المسلمون، قوة بإسلام حمزة بن عبدالمطلب، وعمر بن الخطاب، قال خالد إن النبي "لم يستخدم أيًا منهما لمواجهة قريش، لأنه يرفض العنف.. فلم يقل لهما لدي ثأر مع أبوجهل أو أبولهب، اذهبا فاقتلاهما أو حتى اضربهما.. لم يشكل خلية قتالية.. بحجة نعتدي على من اعتدى علينا".

بل أشار إلى أنه "استطاع أن يغير ويضبط طريقة عمر وحمزة، بأسلوب تربوي داخل "دار الأرقم"، لم يستغل قوتهما وحماستهما ضد أهله وبلده.. وكان معه القوة وليس ضعيفًا كما تدعي التيارات المتشددة بأنه سكت في مكة لأنه ضعيف، فقد كانت معه بنو هاشم والآن حمزة وعمر، لم يستخدمهم لأنه لا يؤمن بالعنف.. وكان نبي الرحمة والتسامح". 

ولاحظ خالد في إسلام حمزة وعمر، أن المرأة هي القاسم المشترك في كلا الحالتين، فقد أسلم حمزة بعد أن أبلغته امرأة بأن أخيه يتعرض للأذى من قريش فكيف يصمت على ذلك.

بينما أسلم عمر بفضل 3نساء، أولاهن جاريته، التي كان يعذبها حتى تتألم يده من شدة الضرب، والثانية امرأة من المسلمين كانت خارجة من مكة خوفًا، فأعادها، أما الثالثة فهي أخته فاطمة بنت الخطاب، التي صفعها بقوة حين علم بإسلامها، وحين طلب منها أن تعطيه صحيفة كانت بيدها تحمل الآيات الأولى من سورة رفضت حتى يغتسل، ثم عاد وقرأها، وتوجه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم حيث أعلن إسلامه أمام النبي والصحابة.

وأشار إلى أنه ترتب على ذلك أنه وللمرة الأولى يخرج الصحابة في صفين، أحدهما على رأسه عمر، والآخر على رأسه حمزة طافوا بالكعبة، لأول مرة.

وردًا على قول أحد المستشرقين بأن قريشًا كانت على حق برفضها للإسلام، لأنها كانت ستقضي على مصالحها، أوضح خالد أن "بنية قريش الاقتصادية كانت قائمة على المصلحة فقط دون قيم أو مبادئ، ومن الطبيعي أن تقف ضد ما يتعارض معها، في حين أن المبادئ التي أتى بها النبي كانت ستتضاعف أحلافهم، لأن المصالح دون مبادئ لن تستمر، وحتمًا ستنهار يومًا ما، لأنها قائمة على أساس غير راسخ".