الصحف العربية تكشف تداعيات عزل قطر دوليًا.. و"ترامب" كلمة السر

تقارير وحوارات

ترامب
ترامب



قطعت عدد من الدول العربية والخليجية العلاقات الدبلوماسية مع قطر، من بينها؛ السعودية ومصر والإمارات والبحرين، واتهمتها بـ "دعم الإرهاب" في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، ما تسبب في خسائر فاضحة لدويلة قطر، إثر وقف تلك الدول الرحلات الجوية والبرية، ووقف التعامل مع البنوك القطرية، فضلًا عن وغلق المنافذ البرية، والأسواق التجارية، وهو ما أدى إلى عزلة حقيقة لقطر، وكشفت الصحف العربية أن قرار المقاطعة جاء بعدما نفد صبر تلك الدول من ممارسات الدوحة الداعمة للإرهاب والإخوان.

عزلة حقيقة
وهنا، قالت صحيفة الرياض السعودية، إن المقاطعة العربية الخليجية إلى دولة قطر، جعلتها أصبحت جزيرة معزولة، ونقلت الصحيفة بيان المملكة العربية السعودية الذي أعلنت فيه قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
وقالت إن القرار السعودى جاء بعدما نفد صبر المملكة من ممارسات الدوحة التي تتعامل بوجهين، الخير في العلن والسيئ في الخفاء، فظاهريا تدعى أنها مع مسيرة العمل الخليجى واحترام دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها في الجانب الآخر لم تترك دسيسة ولا استغلالًا لتنظيم إرهابي إلا ووظفته للإضرار بالمملكة والبحرين ومصر على وجه الخصوص.

إجراءات قانونية ضد قطر
وصرح مصدر مسئول "أن حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقا من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطنى من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي".

المقاطعة تضامنًا مع البحرين
وفي نفس الصحيفة، قال الكاتب السعودى محمد المسعودى، إن السعودية مع شقيقاتها الكبرى الإمارات ومصر اتخذت قرار قطع علاقاتها مع قطر وإغلاق حدودها؛ تضامنا مع مملكة البحرين الشقيقة التى تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل سلطات الدوحة، والمملكة تحديدا حسمت قرارها بعد صبر طويل امتد أعواما، لم تتوقف مليا عنده إلا بعد تأكد جازم من الانتهاكات الجسيمة التي مارستها سلطات الدوحة ومكائنها الإعلامية المخترقة سرا وعلنا -والمستمر طوال السنوات الماضية- بهدف شق الصف الداخلى السعودى، والتحريض للخروج على الوطن، والمساس بسيادته، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار فى الخليج والمنطقة، ومنها جماعة "الإخوان المسلمين" و"داعش" و"القاعدة"، ودعمها لنشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران فى محافظة القطيف ومملكة البحرين الشقيقة مع تمويل وإيواء للمتطرفين لضرب استقرار ووحدة الوطن فى الداخل والخارج والخليج بأسره، وأخيرًا وليس آخر الفضائح، مساندة سلطات الدوحة لميليشيات الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن.

فضائح قطر
وكشفت صحيفة "الشرق" السعودية، نقلا عن مصادر مقربة من نظام الحكم في الدوحة، أن دولة قطر تورطت بتمويل أنشطة إرهابية بمبلغ 64.2 مليار دولار أميركي من عام 2010 وحتى 2015، في أحدث حلقة من الملف القطري الأسود.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرياض تملك وثائق تثبت تورط الدوحة بدعم عمليات العنف والإرهاب بالمنطقة. وقد وصلت هذه الوثائق للسعودية خلال عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ومنها ما حصلت عليه خلال العامين الماضيين.
وذكرت الصحيفة نقلا عن المصدر الذي لم تسمه، أن قطر خصصت مبلغ 7.6 مليارات دولار أميركي لتمويل عمليات إرهابية في 2010، وارتفع المبلغ إلى 10.4 مليارات دولار في 2011، قبل أن يقفز إلى 11.4 مليار دولار في 2012.
وفي عام 2013، زادت دولة قطر المبالغ المالية الداعمة للعمليات الإرهابية لتصل إلى 12.2 مليار دولار، ليقفز المبلغ مجددا إلى 12.6 مليار دولار في 2014، قبل أن يتقلص إلى 9.9 في 2015، بحسب الصحيفة.

عزل قطر دوليًا
أثبتت صحف بريطانية أن قرار الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات، بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، سيعمل على عزلها دوليًا، وسيلحق بها أضرارًا اقتصادية وسياسية.

أزمة دبلوماسية خليجية
وذكرت صحيفة "الجارديان" إن قرار الدول العربية بقطع العلاقات مع قطر، سيؤدى لأزمة دبلوماسية كبيرة في منطقة الخليج العربى الهادئ منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى أن دعم قطر الواضح للتنظيمات المتطرفة وتمويلها لها بالشكل الذى يحزر أمن المنطقة، بالإضافة إلى دعم الدوحة لجدول أعمال إيران فى المنطقة، كان وراء القرار العربى بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول العربية اتخذت قرارها بعد فشل جميع محاولاتها لإثناء قطر عن دعمها للتنظيمات المتطرفة وجماعة الإخوان.

تداعيات المقاطعة
وتابعت أن شرارة الأزمة بدأت بعد أن ادعت قطر قرصنة أحد مواقعها الإلكترونية التى تديرها الدولة، ونشر بيان تهاجم فيه الدول العربية، واتخذت الدول العربية قرارًا فوريًا بحجب جميع وسائل الإعلام القطرية وعلى رأسها قناة صحيفة الوسط.
وأضافت: "تعد قطر واحدة من كبرى الدول التي بها قواعد عسكرية أمريكية، وبها ما يقرب من ١٠ آلاف جندي أمريكي، وحتى الآن لم يتضح ما إذا كان القرار سيؤثر في العمليات العسكرية الأمريكية في الدوحة أم لا".
وذكرت الصحيفة إن دول الخليج العربي، هددت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر عام ٢٠١٤، بعد خلع الرئيس المصري الإخوانى محمد مرسى عن الحكم، واستضافة الدوحة أعضاء جماعة الإخوان، ما أغضب مصر كثيرًا، ودعمتها الدول العربية، التى ضغطت على قطر حتى أجبرت بعض أعضاء الجماعة على تَرْك أراضيها والتوجه لتركيا، ولم تشهد هذه الأزمة حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا، واكتفت الدول العربية بتهديد قطر بقطع العلاقات الدبلوماسية، لافتة إلى أن الاتهامات الموجهة لقطر، بدعم وتمويل التنظيمات المتطرفة، غير مقتصرة على الدول العربية فقط، فقد اتهم مسئولون غربيون قطر بتمويل هذه التنظيمات وعلى رأسها تنظيم القاعدة في سوريا.

"ترامب" على علم بالمقاطعة
ورجحت الصحيفة، أن تكون السعودية أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية قبل اتخاذها هذا القرار، بيد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعطي المملكة الضوء الأخضر لتفعيل القرار.