بعد تأديب دول الخليج لـ"الدوحة".. ضربة قاصمة توجه للاقتصاد القطري

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

تجني قطر ما اقترفته أياديها على فترات ليست بالقليلة، انطلاقا من دورها الدائم في تخريب الدول العربية، ومن هنا جاء الموقف العربي الذي يأتي في معظمه شاملا، بضرورة قطع العلاقات مع قطر، حيث أعلنت كل من ليبيا والسعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن، قطع العلاقات كاملة مع قطر تماما، وهو ما سبب ضربات قاصمة وجهت لجميع أركان النظام القطري، والتي من بينها اقتصاده.

 

تراجع البورصة

من بين ردود الأفعال الأولى على إعلان قطع العلاقات مع قطر، هو ضربات للإقتصاد القطري، حيث أصيب البورصة القطرية بتراجعات حادة، جاءت بأكثر من 8% في بداية تداولات، اليوم الاثنين.

كما تراجعت كافة الأسهم القطرية، وانخفض العديد منها بالحدود القصوى بعد قرار قطع العلاقات، في وقت بلغت تجاوزت خسائر مؤشر البورصة 800 نقطة.

 

تراجع أسهم البنوك ونتائج الشركات

وتراجعت أيضًا سهام البنوك من ضمنها  سهم بنك قطر الوطني وهو أكبر بنك في قطر ومحفظة السيولة)، أكثر من 10 في المئة.

كما تضم البورصة كبرى الشركات القطرية المملوك العديد منها من قبل الحكومة القطرية، المتحكمة بمفاصل الاقتصاد القطري، والتي ستتأثر هي الأخرى بنتائج سلبية للغاية، من بينها شركات مثل صناعات قطر، مسيعيد للبتروكيماويات، والناقلات، وغيرها، التي تتوزع أعمالها في دول مختلفة وعملياتها الإستراتيجية بقرار قطع العلاقات الأخير، مما يفسر عمليات البيع على أسهمها في حركة استباقية من قبل المستثمرين.

 

هبوط السندات الدولارية

كما هبطت السندات الدولارية السيادية لقطر استحقاق 2026 لـ 1.8 سنت وفقا لبيانات تريدويب، ححيث انخفضت تماما بعدما قطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع الدوحة متهمة إياها بدعم "الإرهاب".

 

خفض التصنيف الائتماني

وخلال الأيام القليلة الماضية أعلنت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، خفض التصنيف الائتماني لقطر، وأرجعت الوكالة أسباب خفض تصنيف قطر إلى ضعف المركز الخارجي للبلاد والضبابية التي تكتنف استدامة نموذج النمو بعد السنوات القليلة المقبلة".

 

عجز في الناتج

وتوقعت موديز اقتراب ميزان المعاملات الجارية القطري من التوازن في 2017 مقارنة مع عجز نسبته 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي في 2016.

 

ديون كبيرة

واعتبرت الوكالة أن مواطن الانكشاف الخارجي لقطر، أكبر إلى حد ما من نظرائها الخليجيين، الحاصلين على تصنيفات عالية نتيجة لأعباء الدين الخارجي الأعلى بكثير عليها.

 

انعكاسات خطيرة

فيما أكد الخبير الإقتصادي السعودي، حسين شابكشي، أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من ثلاث دول خليجية هي السعودية والإمارت والبحرين، سيكون له انعكاسات خطيرة على إقتصاد قطر خلال الفترة القادمة خاصة بعد منع الطيران وخطوط الملاحة البرية والبحرية القطرية من المرور داخل أجواء تلك الدول .

ولفت شابكشي، إلى أن الرحلة من قطر إلى لندن ستستغرق 12 ساعة بدل 6 ساعات، لأنها لن تستطيع المرور فوق أجواء السعودية ولا فوق الأجواء السورية ولا فوق الأجواء العراقية، وبالتالي الجدوى الاقتصادية للطيران من الدوحة إلى لندن ستصبح أكثر كلفة وأكثر إرهاقاً، وهناك العديد من المسائل التي سنعيد النظر فيها.

وأضاف بحسب قناة الحدث، أن 80% من المنتجات الغذائية في مراكز التموين القطرية موردها سعودي ومنفذها بري، وإذا منعت من الدخول إلى قطر سيتأذى المستهلك القطري، ويكون البديل أغلى ثمناً وصلاحية مختلفة. حيث تعتمد أغلبية الشركات القطرية على السوق الخليجي.

وتابع "ولو صنفت قطر كدولة غير مرغوب فيها ستكون حدة التنافسية للشركات القطرية مصابة بانهيار تام، لأن أكثر من 80% من إيراداتها واستثماراتها قادمة من السعودية والإمارات والبحرين. القطريون يستيقظون على سونامي اقتصادي خطير جداً، وسيكون له تبعات كبيرة من ناحية جذب رؤوس الأموال والاستثمارات الخارجية وتمويل مشروع كأس العالم بالإضافة إلى عجز الميزانية".

وقال إن التكلفة الاقتصادية لتشغيل القاعدة العسكرية الأميركية في قطر ستصبح أكثر تكلفة، لأن هناك العديد من التوريدات التي تعتمد على البحر والمياه الإقليمية السعودية فيها، والتي ستغلق منافذها على قطر، وبالتالي ستصبح تكلفتها أعلى على القاعدة الأميركية.

وأضاف شابكشي، أن العقوبات الاقتصادية على قطر سيكون لها تداعيات سلبية كبيرة من حيث التصنيف الائتماني والملاءة المالية لقطر، وهي تشبه الأحداث التي حصلت لكوبا من قبل الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن أقدمت كوبا على وضع قاعدة عسكرية روسية على أراضيها وتوجيه ترسانة من الصواريخ عليها على الولايات المتحدة الأميركية، وهو نفس السيناريو الذي كانت تنوي فعلة قطر مع إيران بوضع قاعدة عسكرية، حيث إن أهم بنود اتفاق وزير خارجية قطر مع سليماني كان بدء التفكير في قيام قاعدة عسكرية إيرانية على قطر والبدء في رفع درجة المواجهة مع السعودية.