ڤيرا باڤلوڤنا.. من أشهر الشخصيات النسائية في الروايات والقصص الأدبية

الفجر الطبي

ڤيرا باڤلوڤنا
ڤيرا باڤلوڤنا


هي بطلة رواية "ما العمل؟ – What’s to be done" للكاتب والفيلسوف الروسي نيكولاي تشيرنيشيفسكي والتي ألهمت العديد من المفكرين الروس آنذاك وعلى رأسهم ڤلاديمير لينين. حيث قام لينين بقراءة هذه الرواية خمس مرات خلال صيفٍ واحد، الأمر الذي دفعه فيما بعد إلى إصدار إحدى أهم أعماله الأدبية والفكرية مستخدماً نفس عنوان رواية تشيرنيشيفسكي "ما العمل؟ – What’s to be done".

تدور أحداث القصة حول ڤيرا باڤلوڤنا، تلك الفتاة الروسية غير التقليدية، التي تهرب من بيت أسرتها بعد أن قرروا تزويجها، وذلك لتحقق استقلالها الذاتي في المجتمع.

ڤيرا شخصية طموحة ولكنها غير جشعة، شجاعة ولكنها غير طائشة، كما أن ذكاء باڤلوڤنا وصراحتها وثقافتها كانت السبب في ارتياد أمهر الفنانين والموسيقيين والطلبة -الذين كانوا يمثلون حينها الشباب التقدمي الروسي الذي يسعى إلى نشر الفكر الإشتراكي في مجتمعهم- لمنزلها.

لم تكتفي ڤيرا باستقبال نخبة الشباب الروسي في منزلها ومناقشتهم لجميع أفكارهم التقدمية والاشتراكية، إنما قامت أيضاً بإنشاء ورشة عمل فريدة من نوعها تدعم دور المرأة في المجتمع وتساعدها على تحقيق استقلاليتها. فقد كانت الورشة تستقبل الفتيات اللواتي ينتمين إلى الطبقة الفقيرة من المجتمع. حيث كانت ڤيرا توفر لهن عملاً وراتباً ومكاناً للسكن ووجبات طعامٍ مقابل مبلغٍ زهيد كانت تأخذه منهن.

طموح باڤلوڤنا لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل وصل بها إلى حصولها على شهادة الطب، لتصبح من أوائل الطبيبات في سان بطرسبرغ. كما أنها كانت أول من وضع نهايةٍ لارتداء النسوة للكورست (مشد الخصر).

شخصية ڤيرا كانت شخصية نسائية استثنائية في القرن التاسع عشر. فثورة باڤلوڤنا على الواقع الروسي السياسي والاجتماعي، وتحدّيها لكل تقاليد مجتمعها آنذاك، وعملها المستمر في سبيل تمكين المرأة وجعلها تلعب دورا أساسيا في إحداث تغييرٍ في نظام روسيا القيصرية آنذاك والمشاركة في صنع مجتمع اشتراكي وصناعي، تجعلنا بلا شك نضعها على لائحة أهم الشخصيات النسائية في الأدب العالمي.