"عزمي بشارة".. أداة قطر لتخريب الدول العربية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يلقب بألقاب عدة، فتارة يقدم نفسه أستاذًا جامعيًا، وناشطًا سياسيًا، وأخرى مفكر قومي، وروائي، ويلبس ثوب العفة، ويظهر عكس ما يكن في باطنه، من الانقلاب على العرب للتضامن مع إسرائيل ثم الارتماء في أحضان قطر، ليصبح الذراع الأيمن للدوحة بإداراته لقناة "الجزيرة" المدافعة عن جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة، هذا هو عزمي بشارة.

قيادة الحركة الطلابية بالجامعات الصهيونية
بدأ عزمي بشارة، حياته السياسية، طالبًا في الناصرة من خلال مشاركته في صفوف الشبيبة الشيوعية وفي عام 1974 انتخب رئيسًا لمجلس الطلاب في مدرسته، كما أنه ساهم في تأسيس اللجنة القطرية للثانويين العرب وانتخب أول رئيس لها في المؤتمر القطري للطلاب الثانويين العرب يوم 6 أبريل 1974، وترأسه مدة عامين، وبعد التحاقه في جامعة حيفا ثم الجامعة العبرية شارك في قيادة الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية لسنوات عدة حتى مغادرته إلى ألمانيا لدراسة الفلسفة عام 1980 في جامعة هومبولت في برلين.
وعمل محاضرًا للفلسفة وتاريخ الفكر السياسي في جامعة بير زيت في الضفة الغربية 1986-1996.

ترشحه للكنيست
وعقب عودته، من ألمانيا، عمل بشارة عام 1990، باحثًا في معهد فان لير الإسرائيلي في القدس الغربية، ومنسق مشاريع الأبحاث فيه واستمر بالعمل هناك حتى عام 1996 حينما ترشح للكنيست.
كما شارك بتأسيس التجمع الوطني الديموقراطي وانتخب عضوا للكنيست عام 1996 بعد ترشحه في قائمة مشتركة بين الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديموقراطي.
وأعيد انتخابه عام 1999 مرشحا عن التجمع الوطني الديموقراطي وذلك في قائمة تحالفية مع أحمد الطيبي مندوب الحركة العربية للتغيير ثم أعيد انتخابه عام 2003.
ثلاث مرات وقف خلالها عزمي بشارة تحت سقف "الكنيست" بعد فوزه بالانتخابات العامة الإسرائيلية ليقسم بولائه لدولة الكيان: "أُقسم أن يكون ولائي فقط لـ(دولة إسرائيل)، وأن أخدم وبولاء الكنيست".. إلى أن تم طرده عام 2007، في إطار صفقة مشبوهة بين الكيان الإسرائيلي ودولة قطر، التي استوردت بشارة إلى ديارها.

تحويله للتحقيق
تحولت علاقة عزمي بشارة مع السلطات الإسرائيلية بشكل دراماتيكي بعد حرب يونيو عام 2006م، حيث قام عزمي بشارة في ذلك العام بزيارة لبنان وسوريا، وأشاد بحزب الله وبالرئيس بشار الأسد، استدعته الشرطة الإسرائيلية وحققت معه في تهم في غاية الخطورة، منها، إعطاء معلومات عن الجيش الإسرائيلي لكيان معادٍ أثناء فترة الحرب، وتلقي أموال مقابل ذلك، والتخابر مع جهات عدوة، وغسل أموال لصالح أنشطة إرهابية.
وما هي إلا أشهر على هذه الواقعة حتى صوتت الكنيست الإسرائيلية بتاريخ على رفع الحصانة عن النائب عزمي بشارة وقدمت لائحة اتهام ضده على خلفية زيارته سوريا وكلمته في القرداحة ومديحه المقاومة وظهوره إلى جانب الأمين العام لحزب الله وتنظيمه زيارات متتالية لفلسطينيي الـ 1948 لرؤية أقاربهم في سوريا.

إسقاط التهم عنه
وفي 2003 أسقطت المحكمة الإسرائيلية لائحة الاتهام عن بشارة في خصوص زيارات الأقرباء إلى سوريا، وتم السماح له بالمشاركة في الانتخابات النيابية للعام 2003.

احتمائه بقطر
وبعد التحقيق الأولي، غادر بشارة إسرائيل، استقر عضو الكنيست بشكل دائم في قطر، وقدم استقالته من الكنيست في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وحصل على الجنسية القطرية.
علق بشارة على استقالته من الكنيست بأنه ليس هناك جدوى من البقاء فيه، فهي أنها ليست سوى تكتيكات ومناورات سياسية يستفز من خلالها ما يسمى بالمعسكر اليساري أو المعتدل في الكيان الصهيوني، وذلك لكبح التيارات اليمينية المتطرفة ولتنال طروحاته قبولا لدى المعتدلين.

قيادة قناة "الجزيرة"
وما لبث أن حصل "بشارة" على الجنسية القطرية، ولجأ إلى الإقامة بقطر، حيث يقود قناة «الجزيرة» التي أسسّها أمير قطر وقتها، حمد بن خليفة العام 1996، بعد عام واحد من انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثاني، لصرف الأنظار عن الانقلاب ومهاجمة كل الأنظمة العربية والتدخل في شؤونها، وزادت سطوة بشارة مع وصول تميم للحكم بعد الانقلاب الناعم على والده حمد وتسلمه السلطة، وصعود نجم بشارة على حساب حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق الذي كان متحكمًا في قناة الجزيرة.
وإضافة لتلفزيون "العربي الجديد" الذي تمّ تأسيسه وتعريبه ليكون نائبًا لـ"الجزيرة"، بعد أن فقدت مصداقيتها لمحاولتها الفاشلة تحريض الشعوب أثناء الربيع العربي، وزعمت أنها ستكشف المزيد وهي التي لم تستر عورتها، وهي التابعة لشركة فضاءات ميديا التي يديرها بشارة.

دور "بشارة" في قطر
وكشف ديفيد وينبيرغ خبير الشرق الأوسط وأحد المشاركين في الندوة التي أقيمت فى أمريكا حول قطر ودورها في دعم الإرهاب عن دور عزمي بشارة المعقد بقطر وعلاقته بالجماعات الإرهابية، بأن "بشارة" يقدم المشورة إلى الديوان الأميري في قطر، بالإضافة إلى استشارات لبعض وسائل الإعلام القطري ويدير مركزًا بحثيًا ممولًا من قطر والذي استضاف في عدة مناسبات مرتبطين بتهم إرهاب.

لماذا تلجأ قطر لتدعيم الإرهاب؟
وعن دوافع حكومة قطر للاستعانة بعزمي بشارة"، قال "وينبيرغ"، قطر دولة صغيرة لذلك فإنها تشعر بفقدان الأمن والقدرة على الدفاع عن نفسها من خلال جيش نظامي كباقي الدول لذلك فإنها تلجأ لتدعيم الجماعات المتطرفة كالإخوان لتبقى ورقة رابحة بيدها وتشعرها بأمنها وفي النهاية يحق لكل دولة أن تؤمّن نفسها إلا أن طريقة قطر تؤدي إلى تعزيز عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها.

دور "بشارة" في توطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية
ويعد بشارة مهندس تطوير وتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية، والمروج الأكبر لفكرة انسلاخ قطر عن العالم العربي والانضمام لمنظومة إقليمية جديدة تقودها إسرائيل ضمنا وقطر علنا، وهي التي وضعت خطة مايسمى بالـ «الربيع العربي» لصناعة شرق أوسط جديد، يحكمه أتباع إسرائيل في المنطقة.

تنفيذ مخطط أمريكي قطري
واتضح جليًا أن عزمى بشارة الذي قدم نفسه للساحة السياسية بصفته "قوميًا"، قد حافظ على الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، حيث يقوم بتنفيذ اتفاقيات وخطط إسرائيلية بإشراف وتمويل قطري خلال السنوات الأخيرة، هدفت إلى تفتيت الدول العربية.