الشاعرة عائشة التيمورية.. مالاتعرفه عنها

منوعات

بوابة الفجر


 

اسمها والدها بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لما رأى فيها من بلاغة وفصاحة، كانت تسمع جلسات الأدباء في بيتهم، علمها والدها القراءة والكتابة، أنها الشاعرة عائشة التيمورية كانت تميل إلى المطالعة من أشهر قصائدها القصيدة الحزينة التي كتبتها رثاء لابنتها الوحيدة توحيدة.

 

نشأتها:

ولدت الشاعرة التركية عام 1840 في مصر من أسرة أصولها تركية وشركسية، حيث كان جدها لأبيها محمد بن اسماعيل من أصول كردية تركية جاء إلى مصر مع الخديوي محمد علي باشا، بينما والدتها من أصول شركسية.

هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور،  ولدت في أحد قصور درب سعادة وهو أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الارستقراطية ولعائلاتها العريقة.


 
شغل والدها منصب رئيس القلم الافرنجي وزارة الخارجية للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل، ثم أصبح رئيسًا عامًا للديوان الخديوي.

 
والدتها ماهتاب هانم وهي شركسية تنتمي للطبقة لارستقراطية، وهي أخت العالم الأديب أحمد تيمور وعمة الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور.


حياتها:


 
كانت عائشة تميل إلى المطالعة، إلا أن أمها كانت تعارض هذا ولم تقبل بميول ابنتها وأصرت على أن تتعلم عائشة ما تتعلمه الفتيات مما ينفعهن في حياتهن الزوجية وعملت على تعنيفها حرصاً منها على تعلم ما يصلح لها، خاصة وأن ذلك العصر كان يقيس المرأة بمقاييس العرف السائد.

 
كان لوالدها موقف معاكس من والدتها، تفهم طبعها فما لبث أن اهتم بموهبة ابنته الأدبية وعمل على تشجيعها وجلب لها المعلمين والمعلمات لتعلم القرآن الكريم والفقه والخط والشعر وعلم العروض، كما أحضر لها أستاذين،  أحدهما لتعليم اللغة الفارسية والآخر للعلوم العربية، مما ساهم في صقل موهبتها وظهورها بشخصية تختلف عن بنات عصرها.

 كانت عائشة حريصة على أن تحضر مجالس الأدب التي اعتاد والدها أن يقيمها في بيته تستمع لأقوال الأدباء والشعراء من خلف ألابواب دون أن يعلم بها أحد، الأمر الذي أدى إلى حدوث صراع بين الأم والأب عبرت عنه في مقدمة ديوانها "حلية الطراز".

في عام 1854م تزوجت عائشة وهى في الرابعة عشرة من عمرها من محمد بك توفيق الإسلامبولى فعاشت معه كسيدة أرستقراطية فهيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة، فاستدعت سيدتين لهما إلمام بعلوم الصرف والنحو والعروض، ودرست عليهما حتى برعت، وأتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية، وقد أخذتهما عن والديها.

تولت عائشة تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفى بعد ميلاده بعامين، فتعهدته بالتربية والتعليم حتى عرف طريقه، وقد صار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربى.

قصائدها:


 
نشرت عائشة في جريدة الآداب والمؤيد عددًا من المقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور، ومن آثارها الأدبية : "مرآة التأمل في الأمور،و ديوان باللغة العربية باسم "حلية الطرازوآخر بالفارسية تم طبعه فى مصر ولأستانة وإيران.

ولديها رواية بعنوان "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال" طبعت بمصر وتونس، وصنفت بأنه بمثابة العمل الأول فى الكتابة النسائية المصرية، ولذلك عدت كاتبتها رائدة القصة النسائية فى مصر والعالم العربى.


 
وتعد هذه الرواية نموذجا للروايات التى تأثرت بأشكال التراث الشعبى وبخاصة ألف ليلة وليلة، رغم تأثرها من ناحية الأسلوب بالتراث العربى القديم، فهى فى تعبيرها تقيدت بالسجع العربى، وبدأ ذلك بوضوح فى عنوان الرواية.

فقدان ابنتها:


 
فقدت عائشة ابنتها توحيدة التي توفيت في سن الثانية عشر وظلت سبع سنين ترثيها بعدة قصائد منها "بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي".

وفاتها:

وجنحت إلى الوحدة وانصرفت تواسي نفسها بقراءة القرآن عاكفة على دراسته ، وتنهل من الحديث الشريف حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد فانقطعت عن الشعر والأدب، ولم يخرجها من هذه الحالة إلا ابنها محمود فتقرب إليها وجمع لها أشعارها واستأذنها في طبعها في ديوان.


وفي عام 1898 أصيبت بمرض في المخ استمر أربع سنوات حتى توفيت  في 25 من مايو سنة 1902.