بعد غضب أمريكا.. "الدوحة" في مأزق بسبب قاعدة "العديد".. و"تميم" يستنجد بـ"أردوغان"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كشفت تقارير إعلامية اعتزام الحكومة القطرية الاستعانة بتركيا والاستنجاد بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان من خلال الاتفاق على التسريع من وتيرة بناء القاعدة عسكرية فى الدوحة، لتكون أول قاعدة تركية فى منطقة الشرق الأوسط بموافقة أمير قطر تميم بن حمد.

 

غلق القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر

جاء التحرك المشبوه لأمير قطر تميم بن حمد فى وقت اعتزام واشنطن غلق قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية فى قطر نظرًا لتجاوزات الإمارة ودعمها وتمويلها التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وإيواء عناصر جماعة الإخوان على أراضيها فضلا عن تبنيها أجندة تحريضية بهدف ضرب استقرار دول الجوار عبر فضائية الجزيرة ومواقع قطر الإلكترونية.

 

دولة خليجية أخرى

وتحدثت العديد من التقارير الإعلامية الغربية عن اعتزام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل قاعدة "العديد" إلى دولة خليجية أخرى، فيما كشفت وسائل إعلام تركية معارضة أن أمير قطر طلب من أردوغان التسريع من وتيرة بناء القاعدة العسكرية، بعد العزلة التى فرضها على نفسه فور تصريحاته المسيئة لدول الخليج الأسبوع الماضى، حيث أجرى تميم بن حمد اتصالا هاتفيا عقب الأزمة.

 

إلغاء المملكة العربية السعودية صفقة سلاح

التقارب بين قطر وتركيا يأتى بعد إلغاء المملكة العربية السعودية صفقة سلاح تقدر بـ2 مليار دولار من أجل شراء 4 قطع بحرية من تركيا، الأمر الذى أغضب أردوغان من الرياض التى تمكنت من شراء أسلحة تقدر بـ110 مليار دولار من الولايات المتحدة وذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمملكة الشهر الجارى.

 

تركيا تحسن علاقاتها مع قطر

من جانبه، أكد موقع "تركيا بوست" المقرب من حزب العدالة والتنمية فى تقرير له أنه فى الآونة الأخيرة سعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع قطر، واكتسبت العلاقات بينهما زخما كبيرا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

 

التطور مثير للاهتمام

وتابع الموقع التركي، أن هذا التطور المثير للاهتمام فى العلاقات بين أنقرة والدوحة، يتضح عند إلقاء نظرة عن كثب على طبيعة وخلفيات هذا التقارب، فعندما زار أمير قطر تركيا فى شهر ديسمبر 2014، أطلقت الدولتان برنامج تعاون ثنائى، تحت مسمى "اللجنة الاستراتيجية القطرية التركية العليا"، فضلاً عن قيام الدولتين بتوقيع عدد من الاتفاقيات المختلفة، فى مجالات تبادل خبرات التدريب العسكرى، وصناعة الأسلحة بالإضافة إلى نشر قوات مسلحة تركية فى الأراضى القطرية.

 

مقرًا دائمًا للقوات التركية

وقال الموقع التركى إنه نتيجة لذلك، تمركز حوالى 150 عنصرا من أفراد الجيش والبحرية والقوات الخاصة التركية، في قاعدة عسكرية قطرية، منذ شهر أكتوبر من عام 2015، فى انتظار الانتهاء من بناء القاعدة العسكرية، التى ستصبح مقرا دائما للقوات التركية هناك بنهاية العام الجارى، ولذلك تعتزم تركيا زيادة قواتها هناك إلى ثلاثة آلاف عنصر، حالما تجهز قاعدتها العسكرية الخاصة.

 

تصدير أجهزة عسكرية

وأشار الموقع التركي، إلى أنه من المتوقع أن تقوم تركيا بتصدير أجهزة عسكرية إلى قطر، تبلغ قيمتها 2 مليار دولار عبارة عن سيارات مدرعة، ورادارات، وطائرات بدون طيار، ومعدات عسكرية متنوعة للاتصالات.

 

أهمية العلاقات بين تركيا وقطر

وفي هذا الصدد، أكد أردوغان خلال زيارته إلى قطر فى 15 فبراير الماضي، فى ختام جولته الخليجية، على أهمية العلاقات بين تركيا وقطر، قائلاً إن "قطر لطالما كانت، خاصة فى الأوقات الصعبة الأخيرة حليفًا قويًا لتركيا، ومع قطر، نحن نأمل فى حل جميع المشاكل الإقليمية، فضلا عن أننا نطمح لأن يكون هذا التعاون الوثيق القائم بين تركيا وقطر مهما جدا لمستقبل المنطقة ككل".

 

تركيب أنظمة ومنصات صواريخ

كما ستوفر تركيا لقطر تركيب أنظمة ومنصات صواريخ ذات تقنية عالية، على غرار منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ "القبة الحديدية"، وكذلك أقمار صناعية، ووسائل تجسس على الدول العربية وأجهزة تكنولوجية فضائية، وطائرات دون طيار، وفرقاطات.

 

تدهورت العلاقات التركية مع روسيا

من ناحية أخرى، كانت قطر الملاذ الآمن لتركيا عندما تدهورت العلاقات التركية مع روسيا، التى كانت المورد الرئيسى للغاز الطبيعى لتركيا، بعد إسقاط الطائرة الروسية، فى شهر نوفمبر عام 2015، حيث وافقت قطر على تزويد تركيا بالغاز الطبيعى المسال.

 

الفراغ الأمنى

واستغلت كل من قطر وتركيا الفراغ الأمني فى الشرق الأوسط الذى حدث نتيجة ثورات الربيع العربى، للعبث بأمن المنطقة، وأتاح لهما ذلك انتشار تنظيم داعش الإرهابى .

 

وثيقة رسمية

وفى المقابل كشفت وثيقة رسمية، صادرة عن سفارة قطر فى العاصمة التركية أنقرة، عن الدور الذى لعبته الدوحة فى توفير مرتزقة لحماية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خلال تعرضهلتحركات الجيش فى 15 يوليو الماضى.

 

إرسال عناصر من القوات الخاصة الأميرية

وأشارت الوثيقة الموقعة من السفير القطري لدى تركيا، سالم مبارك آل شافى، والموجهه إلى أحمد حسن مال الله الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية، إلى أن أردوغان وجه بعد يوم من تحركات الجيش رسالة إلى السفارة القطرية فى أنقرة يطلب فيها إرسال عناصر من القوات الخاصة الأميرية القطرية لتوفير الحماية له لمنع أى محاولة اغتيال تطاله، وهو الطلب الذى ردت عليه الحكومة القطرية بإرسال 150 عنصرا من قواتها الخاصة إلى مطار أنقرة العسكرى على متن طائرات خاصة، ووفقا للوثيقة فإن "هذه القوات القطرية تمكنت من إنقاذ حياة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من محاولة الاغتيال وإيصاله إلى بر الأمان".

 

غادرت تركيا

ووفق ما ورد فى الوثيقة، فإن القوات القطرية الخاصة غادرت تركيا إلى الدوحة فى سرية يوم 19 من يوليو، أى بعد أربعة أيام من تحركات الجيش الفاشلة، بعدما تأكد أردوغان من فشل التحركات وضمن بقاءه فى السلطة.

 

التبرؤ من هذه الوثيقة

ورغم أن الخارجية القطرية، حاولت اليوم التبرؤ من هذه الوثيقة، إلا أن مصادر أكدت أن الوثيقة سليمة، وتكشف عن دور حكومة قطر فى توفير مرتزقة لتأمين حياة المتحالفين مع قطر وأميرها تميم بن حمد، موضحة أن الدوحة عملت خلال الفترة الماضية على تجنيد عدد من المرتزقة للعمل فى القوات الخاصة الأميرية القطرية، من عدة دول عربية وآسيوية، مهمتها الأساسية حماية نظام تميم، فضلا عن التدخل لتنفيذ عمليات خاصة يتم تحديدها من جانب المخابرات القطرية، كما حدث فى عملية توفير الحماية لأردوغان، ومن قبلها القيام بعمليات خاصة فى ليبيا وسوريا لدعم الميليشيات الإرهابية التى تدين بالولاء للحكومة القطرية.

 

تغيرات سياسية

من جانبه، قال الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن المنطقة تشهد تغيرات سياسية غير مسبوقة.

 

سياسة هدامة

وأضاف سمير، أن قطر وتركيا من المتوقع أن يكون هناك توطيد بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين للعديد من الأسباب أبرزهم سياستهم الهدامة لتفتيت الوطن العربي.