"الشيخة موزة" رأس الحربة المدبر للصراعات بالدوحة.. نكشف سر انقلاب الأبناء على الآباء في قطر

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ظاهرة الانقلابات في قطر، لم تكن حديثة كما يروج البعض، ولكنها سر الحكم الملكي في الدويلة، حيث بدأت سلسلة الانقلابات، عندما عيّن الشيخ حمد آل ثاني شقيقه علي خلفًا له لأنه أصلح من ابنه خليفة ليتولى العهد من بعده، لكن الشقيق ترك الحكم لابنه هو ولم يعده لابن شقيقه، لتتورط الشيخ موزة في سر الانقلابات فيما بعد، وتساعد "تميم" للانقلاب على أبيه، والسيطرة على مفاصل الدولة، ومن ثم توثيق علاقاته بأمريكا، للاحتماء بها، وينتظر الجميع انقلابًا جديدًا على تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر الحالي، ليكتمل مشهد الانقلابات.

سلسلة الانقلابات
البداية، حينما تولى الشيخ حمد آل ثاني، مقاليد الحكم عام 1977، ليعين شقيقه علي خلفاً له، لأنه أصلح من ابنه خليفة ليتولى العهد من بعده، لكن الشقيق ترك الحكم لابنه هو ولم يعده لإبن شقيقه، مرورًا بنجله تميم بن حمد آل ثاني الذي تولى مقاليد الحكم في 2013.
وفي عام 1971، كانت قطر تحت حكم أحمد بن على آل ثاني الذي أطيح بانقلاب نفذه ابن عمه خليفة بن حمد آل ثاني، وسلم مفاصل الدولة إلى أولاده.
ولعل المرجع للذهن، هو أن حمد كان أكبر أولاد خليفة ولكنه كان أفشلهم بالدراسة، حيث أرسل لإحدى الكليات العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن من إنهاء الدراسة فيها، فُصل بعد 9 أشهر ليعود لقطر برتبة جنرال ويستلم قيادة الجيش وولاية العهد عام 1971.

زيجات المصلحة
وهنا، تزوج حمد 3 مرات، الزواج الأول كان من ابنه عمه مريم بنت محمد، والزواج الثاني من موزة بنت ناصر المسند، والزواج الثالث من نورا بنت محمد.
أما زواج حمد من موزة، كان صفقة سياسية بين آل خليفة والمسند لوضع حد لآل المسند لأن الأخير كان من أشد المعارضين لحكم خليفة، فتم تزويجهما مقابل امتيازات سياسية ومالية ضخمة.
كان حمد قد تزوج من ابنة عمه وأنجب منها الشيخ مشعل والشيخ فهد، كما تزوج من ابنة عمه الثانية أيضاً وله منها خالد وعبد الله ومحمد وخليفة.

تدبير "موزة"
الشيخة موزة كانت رأس الحربة وراء عملية انقلاب حمد على أبيه، فهى لاحظت اهتمام خليفة بحفيده الشيخ مشعل كحاكم قادم خصوصًا بعد إصابة حمد بمرض في الكلى.
واتهمت موزة الشيخ مشعل بالتآمر مع جده على أبيه حمد، فعزلته من جميع مناصبه العسكرية ووضعته قيد الإقامة الجبرية بإشراف ولدها جاسم الذي كان يتولى جميع الشؤون الأمنية في المشيخة بما في ذلك رئاسة المخابرات القطرية.
وكان مصير الأخ الثاني لمشعل الشيخ فهد مشابهًا لمصير أخيه فقد جُرد من مناصبه العسكرية بعد اتهامه بالجنون وبدعم الأفغان العرب بسبب علاقته الوطيدة بأسامة بن لادن.

انقلاب حمد على أبيه
في 27 يونيو عام 1995، وقع الانقلاب الأول، حينما كان الشيخ خليفة غادر قطر إلى سويسرا في رحلة استجمام، وهنا كانت خطة حمد للإطاحة بأبيه قد أنجزت برغم ظهور الأخير وهو يقبل يد أبيه خلال توديعه في المطار.
وفي صبيحة اليوم الأول لسفر الأب، قطع التلفزيون القطرى الإرسال لإعلان البيان الأول، حيث عرض التليفزيون صورًا لوجهاء الإمارة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفًا لأبيه وقيل فيما بعد إن المشاهد التي عرضت كانت مزورة، وأسفر انقلاب حمد وموزة عن اعتقال 36 من المقربين للشيخ خليفة، وتم الزج بهم في سجن بوهامور.
وطالب الأمير حمد بالحجز على أموال والده في المصارف السويسرية باعتبار أنها تعود إلى إمارة قطر إلا أن هذا الأمر لم يحصل بعدما تم الاتفاق برعاية عربية أن تبقى الأموال مع الأب الشيخ خليفة مقابل امتناعه عن القيام بأي تحركات مريبة أو اتصاله بمؤيديه في الداخل والخارج وموافقته على تسليم كبار معاونيه الذين كانوا يقيمون آنذاك في أبو ظبي.

انقلاب "تميم" على "حمد"
وفي يونيو 2013 انقلب الأمير تميم على أبيه حمد، واستلم الحكم، حيث تمكن بمساعدة والدته الشيخة موزة من تحقيق ما حققه والده من قبله، أي الوصول الى الحكم بالانقلاب على الوالد.
لم يُعلن الكثير عن "الانقلاب الناعم" الذي نفذه تميم إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن عددًا من الفاعلين داخل العائلة القطرية الحاكمة قرروا أن الآوان قد حان لتنحي الأمير حمد بن خليفة عن الحكم بالإضافة إلى تنحي الشيخ حمد بن جاسم عن مسؤولياته أيضًا.

خلافات عائلية بسبب "موزة"
ولم تتوقف الصراعات الداخلية، بين القيادات عند الانقلابات، فحسب، بل اتسعت مشاكل الابن مع والده، وآخرها كان قيام تميم بإطلاق الرصاص في الهواء فوق والده داخل القصر، والسبب هو الزيارات الكثيرة للشيخة موزة برفقة رئيس الوزاء القطري السابق حمد بن جاسم، والتي كان آخرها زيارة إلى تل أبيب، حيث يوجد مصنع خمور تملكها الشيخة موزة.

سيطرة "تميم" على الدولة
لم يكتف "تميم" بانقلابه على والده، والسيطرة على الحكم، إلا أنه منذ تعيينه وليًا للعهد سيطر على المناصب الأمنية والاقتصادية الأساسية، كما تسلم الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية.
وتولى قيادة القوات المسلحة، ورئاسة اللجنة الأوليمبية، وأصبح نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، وتولى رئاسة مجالس وهيئات رئيسية فى قطر، مثل "المجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجلس قطر للاستثمار".

احتمائه بأمريكا
وعمد "تميم"، منذ توليه الحكم بقطر، إثر انقلابه على أبيه، توثيق العلاقات مع مختلف دول العالم وأهمها الولايات المتحدة خاصة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى آى أيه"، حيث وافقت قطر على إنشاء قواعد عسكرية أمريكية على الأراضى القطرية.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن استثمارات قطر في أمريكا بدأت تتزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث إنها تحاول إنقاذ الولايات المتحدة من أزمتها المالية من خلال ضخ الاستثمارات فيها وشراء المعدات العسكرية منها.