لمحات من حياة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

الفجر الطبي

أرشيفية
أرشيفية


محمد صلى الله عليه وسلّم هو آخر الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله تعالى إلى الخلق لدعوتهم إلى عبادته وحده فقط وعدم الإشراك معه أيٍّ من المخلوقات الأخرى، وقد اتّصف النبي صلى الله عليه بعدة صفاتٍ جعلته النبي المختار، وعندما نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلّم وهو في غار حراء يتعبّد كان ذلك في فترة زواجه من السيّدة خديجة رضي الله عنها وقد وقفت إلى جانبه وطمأنته، وكانت هي الزوجة الأولى له عليه الصلاة والسلام ولم يتزوج مرةً أخرى إلّا بعد وفاتها.

خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، وولدت في مكة المكرّمة سنة 68 قبل الميلاد، وقد كانت من أعرق بيوت قريش نسباً وحسباً وشرفاً، وهذا أمرٌ طبيعي إذ إنّ الله تعالى لن يكتب لسيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم زوجةً تشوبها أيّة شائبةٍ، ولقد اتصفت السيّدة خديجة منذ صغرها بالأخلاق الفاضلة والحميدة على الرغم من انغماس قريشٍ بكل ما فيها بالملذات والصفات غير الجيّدة.، فقد كانت تلقّب " بالطاهرة".


زواج خديجة من سيّدنا محمد:

لقد كانت السيّدة خديجة تتصف بالمال والجاه والتجارة الرابحة في الجاهلية، وكانت تستأجر الشباب للتجارة بمالها، حيث كانت ترسلهم إلى الشام لشراء البضائع، فسمعت عن صدق وأمانة سيّدنا محمد فاستأجرته وأعطته مالاً أكثر ممّا كانت تعطي الذين قبله، فقبل النبي بذلك وخرج في مالها مع غلامها ميسرة، وباع النبي صلى الله عليه وسلّم البضاعة التي معه واشترى بضاعةً جديدةً وعاد إلى مكة المكرمة وباعت السيّدة خديجة البضاعة وربحت ضعف ما كانت تربح في الغالب.

أخبر ميسرة سيّدته خديجة عن أخلاق سيّدنا محمد في السفر وصفاته المميّزة فأرسلت إليه صاحبتها تطلبه للزواج فقبِل عليه الصلاة والسلام، فطلبها للزواج وتزوجها وكان عمره في ذلك الوقت خمسة وعشرين عاماً وهي في الأربعين من العمر، وولدت له القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم وفاطمة.

لقد عاشت السيّدة خديجة خمسةً وعشرين عاماً مع النبي صلى الله عليه وسلّم، ووقفت إلى جانبه عندما نزل عليه الوحي بالرسالة الربانية وكانت أول من آمن به، وكانت تخفف عنه صلى الله عليه وسلّم كل ما به من حزنٍ وأذى يلحق به من قريشٍ، وعاشت معه كل ماعاش من أذى قريشٍ.

وفاة السيدة خديجة:
توفيت السيّدة خديجة قبل الهجرة بثلاثة أعوام وقد سبب وفاتها الكثير من الحزن للنبي صلى الله عليه وسلّم.