3 رمضان .. حادثة التحكيم بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان

منوعات

بوابة الفجر


 

حدث في مثل هذا اليوم 3 رمضان 37هـ، الحادثة الأشهر في التاريخ الإسلامي والتي حدثت عقب وقعة صفين بين جيشي العراق والشام، ظهرت قضية التحكيم على الصراع الذي دار بين الإمام علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان على الخلافة.

 

عقب أيام قليلة على استخلاف علي بن أبي طالب، حتى بدأ الذين شاركوا في قتل الخليفة عثمان بن عفان في التسلسل إلى جيشه، لمحاولة الهيمنة عليه، أمر الإمام علي أمرًا بعد توليه الخلافة بإسقاط الولاة الذين عينهم عثمان من قبل ومنهم سعيد بن العاص والي الكوفة، ومعاوية بن أبي سفيان والي الشام فرفض وأصر على عدم مبايعة علي قبل القصاص من قتلة ابن عمه عثمان.

 

أما رأي علي أن يُبايع أولًا ثم تأتي خطوة القصاص لاحقًا، وقد رفض معاوية هذا القرار، فانقسم الصحابة إلى ثلاث أقسام، الطائفة الأولى: طلحة والزبير وعائشة ومعاوية، ترى هذه الطائفة أنه يجب التعجيل بالقصاص من قتلة عثمان، و الطائفة الثانية: فئة علي بن أبي طالب ومن معه ويرون حسم الخلافة أولًا ثم القصاص لاحقًا، أما الطائفة الثالثة: يمثلها سعد، وابن عمر، وأبو هريرة، ومحمد بن مسلمة، والأحنف، وأسامة بن زيد، وأبو بكرة الثقفي، ومعظم الصحابة، وترى هذه الطائفة اعتزال الجميع.

 

خرج علي بن أبي طالب بجيشه قاصدًا بلاد الشام لمقابلة معاوية والتشاور بشأن البيعة، فما كان حتى خرج المعسكر الثاني من الصحابة بقيادة عائشة رضي الله عنها والزبير وطلحة من المدينة إلى العراق للقتال ضد قتلة عثمان الذين تجمعوا هناك ولما علم علي بذلك قرر تعديل وجهته إلى العراق أيضًا فتلك الخطوة اعتبرها خطيرة وهي أن يقوم معسكر آخر محسوب على الخلافة باتخاذ قرارات دون أوامره، وقد نصيحة الحسن ابنه بعدم الذهاب بالجيش إلى العراق.

 

عندما وصل إلى وادي ذي قار أنزل القعقاع بن عمرو للتفاوض مع طلحة والزبير في مدينة البصرة على شروط الرجوع ونجح فعلًا في إقناعهم بذلك.

 

فخرج قتلة عثمان في ظلام الليل ومعهم العديد من الأتباع وأشعلوا القتال في كل جبهة من المعسكرين فصاحوا أن (عليّا قد خان الهدنة) وصاح الخائنون في معسكر علي (أن الزبير وطلحة يحاولون قتل الإمام) فتقاتل الجيشان وأدرك علي فورًا أنها خيانة لما رأى أن الجيش يدافع عن الجمل الذي تركبه السيدة عائشة.

 

فقرر علي الانتهاء سريعًا من تلك الكارثة فأمر بذبح الجمل وتخليص عائشة ولما انتهت المعركة التي استغرقت 4 ساعات كان المعسكران قد خسرا آلاف الجنود أبرزهم الصحابي طلحة بن عبيد الله.

 

وانتهت معركة الجمل بتحقيق انكسار حاد في المعسكر الإسلامي بقيادة علي وتحقيق نصر معنوي لجيوش العراق.

 

للمرة الثانية ينصح الحسن بن علي ابن أبي طالب أباه ألا يذهب للقتال ضد معاوية، مما فيه خطورة على المسلمين وإراقة الدماء.

 

خرج معاوية  ومعه جيشه في منطقة صفين من بلاد الشام وبدأت المراسلات بين علي و معاوية على السمع والطاعة والقصاص، لكن لم تنجح تلك المراسلات  فبدأ القتال بين الطرفين سقط على إثرها من معسكر علي الصحابي عمار بن ياسر.

 

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ويح عمار .. تقتله الفئة الباغية"، كما قال النبي لعمار "أنه سيموت في قتال بين فئتين مؤمنتي" فعلم جيش معاوية أنهم على خطأ.

 

ومن هنا قرر معاوية بتخطيط من عمرو بن العاص أن يحتكم إلى القرآن الكريم فيما يعرف بواقعة التحكيم ووافق عليها علي بن أبي طالب.

 

فاختار معاوية طرفًا مفاوضًا من جيشه هو عمرو بن العاص بينما اختار علي بن أبي طالب المفاوض أبو موسى الأشعري لتقع بينهم عمليه التحكيم.

 

بعد التحكيم وانتهاء المعركة بين الطرفين دون بيعة أحدهم للآخر قرر علي بن أبي طالب أن يتنازل عن بلاد الشام لصالح معاوية ويبقي تحت سلطته بلاد العراق والكوفة والمدينة ومكة ووافق الطرفان.

 

وتعتبر واقعة التحكيم  اشتعلت الخوارج لقتل الإمام علي ، وتولى من بعدهالحسن رضي الله عنه ابنه الذي قرر وقف الحروب نهائيًا فذهب في كتائب لمقابلة معاوية وهناك بايعه أميرًا للمؤمنين وتنازل هو عن الخلافة حقنًا لدماء المسلمين.