مانشستر يونايتد يعود من الباب الكبير.. إنه "سبيشيال وان"

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



حقق فريق مانشيستر يونايتيد بقيادة مدربهم الداهية البرتغالية جوزيه مورينيو ما سعوا إليه منذ بداية الموسم، وفازوا بالدورى الأوروبى ( اليوروباليج )،  وكتبوا ومدربهم كليهما التاريخ لنفسه وذاته وكبريائه والأهم من كل هذا وذاك ذهبوا أخيرآ وبعد أن طال الانتظار لعشاقهم وعشاق الكرة بشكل عام إلى البطولة الأمجد والأعرق والأقوى دورى أبطال أوروبا الموسم المقبل .

 

نجح سبيشال وان جوزيه مورينيو فى انتشال الفريق من وضع لم يمر به مانشيستر يونايتيد وجماهيره تقريبآ منذ تأسيسه والحديث هنا عن فترة ما بعد رحيل السير أليكس فيرجسون أسطورة المانيو حتى تعيين البرتغالى مطلع هذا الموسم ، فلم يعش جمهور اليونايتيد من قبل فترة كتلك التى عاشها بعد رحيل فيرغسون من سوء واضح وفاضح فى الأداء والنتائج وطريقة همجية فى التعاقدات مع اللاعبين والتى كانت معظمها فاشلة وطريقة تسيير للبطولات جعلت القاصى والدانى يسخرون من أداء ونتائج الفريق داخل إنكلترا وخارجها في أوروبا ، فتعيينات فاشلة لمدربين لا يصلحون لقيادة هذا الصرح العريق والذى كان يصول ويجول فى أوروبا شرقآ وغربآ شمالآ وجنوبآ والحديث هنا عن الهولندى لويس فان خال والإسكتلندى ديفيد مويس ، وتعاقدات للاعبين ينحر الزمان نحرآ لإرتدائهم يومآ بل ساعة واحدة قميص مانشيستر يونايتيد وهم من كانوا لا يحلمون يومآ بالذهاب إلى قلعة الأولد ترافولد مسرح الأحلام المانشيستراوى والمصيبة الكبرى أنهم أتوا بمبالغ هائلة لا يستحقونها بكل تأكيد والحديث هنا عن لاعبين أتوا ورحلوا كممفيس ديباي ومن على شاكلته ، واستغناء آخر عن لاعبين رائعين ونجوم كبيرة ولها ثقلها نتصور للحظة لو كانوا فى حوزة البرتغالى وتحت إمرته هذا الموسم فلربما كان إنقلب الوضع رأسآ على عقب وشاهدنا مورينيو وكتيبته فى مكان آخر غير هذا المركز السادس الذى لم يعتد عليه لا الفريق ولا مدربه وأقصد هنا لاعبين على غرار الأرجنتينى أنخيل دى ماريا والكولومبى راداميل فالكاو والمكسيكى خافيير هيرنانديز تيتشاريتو وجميعنا تابع أداءهم الكبير هذا الموسم مع فرقهم باريس سان جيرمان وموناكو وبايرليفركوزن .

 

ولم يكن هناك سبيلآ لدى إدارة مانشيستر يونايتيد سوى البحث عن من يستطيع إزالة كل هذه الشوائب التى حدثت وتغيير سمعة علقت في أذهان الجمهور الأوروبى والعالمى بأن زمن المانيو قد انتهى وسيصبح مانشيستر يونايتيد ماض جميل نتذكره بالخير فقط ولن يعود الفريق كسابق عهده كما كان وسيصبح هذا النادى الكبير كغيره من فرق كانت يومآ ما كبيرة ولم نعد نعرف متى وكيف ستعود تلك الفرق لأوروبا وهي من كانت يومآ تبث الرعب فى أوروبا كلها حين يسمع إسمها والحديث هنا عن أياكس العريق والميلان الكبير بل الكبير جدآ ، ولكن هيهات، فأبت إدارة النادى وجماهيره أن يصل بهم الحال كما ذكرنا ، ليظلوا فى رحلة البحث على مدار ثلاث سنوات وأكثر لمن ينقذ الفريق من هذا الوضع الغير مأسوف عليه ويعود الفريق كبيرآ مرعبآ فى أوروبا كمن كان يقارعهم من كبار القوم من ذى قبل كريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وهو بالفعل لا يقل عنهم كبير إنكلترا وزعيمها ، وكان للنادى ما أراد ، ووجد ضالته فى الرجل الذى لا يصلح سوى أن يكون فى هذا المكان ، جوزيه مورينهو ، هذا الإسم الذى دخل ومازال وسيظل يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويعانق المجد أينما ذهب وإرتحل ، فهو من وضع بورتو على طريق المجد وأحرز معه دورى الأبطال بطولته المفضلة وفاز معه بالثلاثية التاريخية ، وهو من أخبر العالم بأن هناك فريقآ فى ضواحى لندن يرتدى اللون الأزرق إسمه تشيلسى لم يكن يعرفه أحد ولا يعرف أحدآ ما هو لون قميص هذا الفريق إلا بعد أن أخبر الإستثنائى العالم بأن هناك فريقآ سيسيطر على إنجلترا تحت قيادته وقد كان ، وهو من عاد بالإنتر الكبير زعيمآ لإيطاليا وفاز معه بدورى الأبطال للمرة الثانية في تاريخ البرتغالى بعدما أقصى حامل اللقب آنذاك برشلونة على أرضه ووسط جماهيره وتوج بالثلاثية التاريخية على حساب العملاق البافارى بايرن ميونيخ على ملعب سانتياغو بيرنابيو ليصبح سبيشال وان هو المدرب الأول والأوحد فى تاريخ كرة القدم الذى يتوج بالثلاثية التاريخية مع ناديين مختلفين بورتو البرتغالى وإنتر الإيطالى.

 

وحتى الفيلسوف الإسبانى بيب جوارديولا والذى كان يملك أفضل فريق في تاريخ كرة القدم برشلونة ميسى وتشافى وإنييستا وبويول لم يتوج بالثلاثية سوى مرة واحدة متخلفآ عن غريمه اللدود مورينهو بواقع ثلاثية واحدة وبينما كانت الثلاثية الثانية فى الطريق لغوارديولا أوقفه أيضآ مورينهو ومنعه من معادلة إنجازه بعدما تغلب عليه مع الفريق الملكى ريال مدريد بكأس ملك إسبانيا موسم ٢٠١١/٢٠١٠ تاركآ إياه يتوج بثنائية الليغا والأبطال.

 

هنا نحن لا نتحدث عن تقييم فنيات مورينهو ، فجوزيه ومنذ وقت بعيد أصبح خارج التقييم ولا نتحدث عن قدراته الفنية فى التدريب ، فأرقامه خير دليل على ذلك ، ويكفى القول أنه أكثر مدرب حائز على بطولات فى العالم فى الوقت الحالى .

أما فى مانشيستر ، وبعد أن كان الفريق محل سخرية وإستهزاء كافة منافسيه محليآ وقاريآ داخل إنكلترا وخارجها ، وينال مانشيستر الهزائم تلو الأخرى ، ولم يعد قادر على المنافسة فى أي بطولة يخوضها الفريق منذ رحيل السير أليكس ، أتى مورينهو وأتت معه بصمته الشهيرة التى لا يذهب مكان إلا ويضعها البرتغالى ، وعاد اليونايتيد للبطولات من جديد مع الرجل صاحب البطولات ، وتوج النادى بالدرع الخيرية مطلع هذا الموسم على حساب من حققوا معجزة القرن الحالي ثعالب ليستر سيتي ليبدأ مورينهو عهدآ مع جماهيره توجه منتصف الموسم بكأس الرابطة على حساب ساوثهامبتون لتعود السعادة مرة أخرى إلى جماهير اليونايتد الغفيرة ويعم الفرح من جديد جنبات الأولد ترافولد بعد فترة ساد فيها الظلام مع من دمروا النادى بأفكار غريبة.

 

وأخيرآ وليس آخرآ ، توج مانشيستر ومورينيو موسمهم الشاق والصعب والذى صرح البرتغالى بأنه أصعب مواسمه في تاريخه بلقب أوروبي لن أقول كبير فهو ليس دورى أبطال أوروبا بكل تأكيد ، ولكنه لقب تمنع عن دخول خزائن النادى على مدار تاريخه ، وكان ينقص النادى هذا اللقب ليصبح النادى الوحيد داخل إنكلترا والثانى فى أوروبا الذى فاز بكل الألقاب الممكنة ، أعاود التأكيد على أنها وإن كانت ليست بالبطولة الكبيرة ولا تجوز المقارنة بينها وبين دورى الأبطال فشتان الفارق بين البطولتين كالفرق بين الثرا والثريا ولكن لكي لا ننسى فهي بطولة تمنعت من دخول خزائن النادى فى مرات سابقة وعهود مضت مثلما أقصي الفريق الموسم الماضى من البطولة ذاتها تحت قيادة فان جال أمام ليفربول الكبير فى ربع النهائى الموسم الماضى وأيضآ كان قد أقصي الفريق من البطولة ذاتها تحت قيادة الأسطورة أليكس فيرجسون فى دور ربع النهائى أيضآ أما أسود الباسك أتليتيك بيلباو موسم ٢٠١١/٢٠١٠ ، كما أن الفائدة الأهم من تحقيق هذه البطولة هو عودة الفريق مرة أخرى للواجهة الأوروبية ولكن هذه المرة من الباب الكبير عبر البطولة الحقيقية عبر بطولة إعتاد عليها الداهية مورينهو لا وبل أصبح يعشقها ويعيش نشوة اللعب فيها ومن قبله بكل تأكيد جمهور مانشيستر يونايتيد الذى طالما إشتاق وإنتظر سماع نشيد دورى أبطال أوروبا يعزف مرة أخرى فى أركان مسرح الأحلام .

 

الخلاصة..  هنيئآ لنا جميعآ وهنيئآ لمانشيستر ومورينيو اللقب الأوروبى والموسم الكبير وهنيئآ لنا جميعآ عودة الشياطين لدورى الأبطال، ولكن إحذر يا جوزيه ؛ ففي دوري الأبطال هنالك العمالقة يكسرون العظام ولا يرحمون فستطدم بالريال وبرشلونة والبايرن واليوفى ولن تجد سيلتافيجو وإندرلخت وزوريا الأوكرانى، فنحن في إشتياق لمعرفة اللاعبين الذين سيتعاقد معهم مورينهو فى الميركاتو ليقارع عمالقة اللعبة فة بطولة العمالقة ، ولكن المؤكد أننا أمام دورى أبطال أوروبا ناري وساخن للغاية أكثر من أي وقت مضى الموسم المقبل ، لم لا وقد عاد له مانشيستر يونايتيد وكلنا فى إشتياق ولوعة .