أسباب صمت إسرائيل عن صفقة الأسلحة الأمريكية الضخمة للسعودية

العدد الأسبوعي

بنيامين نتنياهو،
بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الاسرائيلية


قدرت بحوالى 350 مليار دولار


أثارت إسرائيل ضجة عالمية واسعة طوال السنوات التى تلت قيام الدولة العبرية، من أجل منع الولايات المتحدة الأمريكية، من بيع السلاح المتقدم  للملكة العربية السعودية تحديداً.

خلال تلك الفترة قام جميع قادة إسرائيل، باستخدام أعضاء جماعة الضغط اليهودية داخل الكونجرس «إيباك»، لوقف تصدير أى أسلحة حديثة للمملكة، علاوة على قيامهم بمحاولات عديدة لم تتوقف لاستخدام الصحف الأمريكية والعالمية، لنفس الغرض. والغريب أن أعضاء الحكومة الإسرائيلية، ورئيسها بنيامين نتنياهو، لم يعلقوا بالمرة على صفقة السلاح التى قُدرت بـ320 مليار دولار، والتى وقعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مع خادم الحرمين منذ أيام، لم يعلق عليها سوى وزير الطاقة الإسرائيلى «يوفال شطاينس»، الذى حذر من خطورتها، مُعتبراً المملكة بمثابة العدو، ودعا إلى ضرورة التفكير فى أسبابها، وحجمها المُبالغ فيه . الصُحف الإسرائيلية رصدت أسباب عدم تعليق الحكومة، واصفة ذلك بـ«صمت الحملان»، وأشارت إلى أن الرياض تجمعها حاليا مصلحة مشتركة مع تل أبيب، تتعلق بالرغبة المشتركة فى صد الخطر الإيرانى .

ووفقا لبعض التحليلات الأجنبية، هناك تنسيق مباشر بين البلدين من الناحية الأمنية والمخابراتية، بغرض وقف الهيمنة الإيرانية على المنطقة، وتعطيل برنامجها النووى الذى يهدد البلدين. السبب الثانى وراء الصمت الإسرائيلى، يكمن فى أن قادة الحكومة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يرغبون فى إغضاب الرئيس الأمريكى، فلا أحد منهم بإمكانه توقع ردة فعله، بالإضافة إلى أنه فى حال انتقاد إسرائيل الصفقة، وإعلان غضب تل أبيب أمام  العالم، فإن هذا لن يؤدى إلى إلغائها بأى حال من الأحوال، فالصفقة وفقاً لمعاريف، ستمنح ترامب القوة لمواجهة الناخبين الأمريكيين، وإثبات صدق وعوده الانتخابية، فيما يتعلق بتوفير فرص عمل.

معاريف أشارت أيضا إلى أن حجم الصفقة التى ستتجاوز حاجز الـ 300 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، يُعتبر أكثر بعشرة أضعاف مما ستحصل عليه إسرائيل من مساعدات أمنية خلال الفترة ذاتها، وأوضحت الصحيفة أن الصفقة لا يجب أن تخيف إسرائيل، حيث إن جزءا كبيرا منها تم الاتفاق عليه قبل  دخول ترامب للبيت الأبيض، كما أن  نوعية الأسلحة لن تؤثر على التفوق الإسرائيلى على كل دول المنطقة.

وأضافت الصحيفة أنه وفقاً لما نُشر حتى الآن، فإن الولايات المتحدة ستبيع للسعودية 150 مروحية هجومية من طراز «بلاك هوك»، ودبابات، وأربع سُفن حربية، وأنظمة دفاعية متقدمة مضادة للصواريخ البالستية، من ضمنها صواريخ «باتريوت».

وأوضح التقرير أن هذه النوعية من السلاح ستحسن من كفاءة الجيش السعودى ضد  الحوثيين فى  اليمن، الذين يتلقون دعماً كبيراً من إيران، علاوة على حماية سماء المملكة من الصواريخ الإيرانية.