بعد تمويلها بالمليارات.. لماذا تدعم قطر جبهة النصرة في سوريا؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ارتبط اسم دويلة قطر، بالعمليات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، إثر دعمها لتلك المليشيات والتنظيمات المسلحة لزعزعة استقرار الدول العربية واضطراب أمنها القومي، وهو ما ظهر جليًا إثر تمويلها بمليارات الدولارات لجبهة النصرة في سوريا، لتنفيذ توجيهاتها ومخططاتها لهدم العرب، وتدمير وحدتهم.

 

دعم جبهة النصرة

في ٢ أكتوبر ٢٠١٤ كشف تقرير لــ«نيويورك تايمز» ضلوع قطر فى دعم بعض التنظيمات المتشددة التى تعمل فى سوريا عن طريق بعض الأشخاص والجمعيات الخيرية التى تقوم بجمع التبرعات وتوجيهها لجماعات بعينها، على رأسها جماعة جبهة النصرة فى سوريا، كما كشف مساعد وزير الخارجية التونسية أن عديدًا من الجمعيات القطرية ضالع فى تمويل الإرهاب فى تونس، على خلفية القبض على ١١ عضوًا تونسيًا ينشطون بإحدى الجمعيات بتهمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتلك الاتهامات في الحقيقة ليست جديدة على نظام جمع التبرعات والجمعيات الخيرية القطرية.

 

وفى عام ٢٠١٢ وجهت جريدة «فورين بوليسي» اتهاما لجمعية «قطر الخيرية» بدعمها جهاديين من تنظيم القاعدة فى دولة مالي، وهؤلاء الجهاديون لم يكونوا مسلحين تسليحا جيدًا فقط، بل كانوا ممولين بشكل جيد أيًضا.

 

مصالح اقتصادية

وتسعى قطر، للاحتفاظ بنفوذها في سوريا من خلال تمويلها لجبهة النصرة حتى تتمكن من الحفاظ على مصالحها الاقتصادية، ومنها تمرير خط غاز عبر الشام، وهو السبب ذاته الذي تدعم من أجله قطر جماعة الإخوان الإرهابية لتحقيق أهدافها الاقتصادية بالإضافة إلى بسط نفوذها في المنطقة وتحقيق مكاسب سياسية.

 

 لقاءات مع زعماء جبهة النصرة

الأدلة التي تثبت تورط قطر في دعم الإرهاب هو قيام قناة الجزيرة بترتيب لقاء مع زعيم جبهة النصرة الإرهابية لمحاولة تسويق فكرها وتحسين صورة زعيمها محمد الجولانى والترويج له لتولى السلطة فى سوريا بعد الأسد، وهو الشخص المصنف دولياً على أنه زعيم منظمة إرهابية.

 

تمويل الجبهة بشروط

وعرضت الدوحة تمويل الجبهة، مقابل الانفصال عن القاعدة، والتحالف مع جبهات أخرى، ومحاربة «داعش»، وقد وافق الجولانى.


وأفادت معلومات عن وساطة قام بها حزب الأمة الكويتى السلفى بين جبهة النصرة الموالية للقاعدة فى سوريا والمنشقة عن «داعش» وبين أجهزة مخابراتية خليجية، تهدف إلى خلع بيعة النصرة للقاعدة مقابل رفعها عن قوائم الإرهاب واندماجها فى فصائل إسلامية توصف بالمعتدلة فى سوريا.

 

وتداولت معلومات تفيد بأن أبومحمد الجولانى، زعيم جبهة النصرة، قال لأتباعه إنه يرغب فى إعلان إمارة، وخلع بيعة القاعدة منذ وقت طويل، وأنه صرح لعناصر جبهته بأن بيعته لأيمن الظواهرى، زعيم القاعدة، هى بيعة قتال وليست بيعة عامة، وهو ما يترتب عليه جواز خلع البيعة ما دام استطاع إعلان الإمارة، وهو ما يرفضه «الظواهرى»، بعدها أرسلت الدوحة مندوبًا للنصرة، حيث التقى قادتها ومنهم أبوالفرج المصرى (قتل مؤخرًا) للترتيب لعقد لقاء تلفزيونى مع الجولانى، وتسويق الأخير، كمعتدل، وهذا ما حصل حيث ذهب أحمد منصور للقاء أمير الجبهة، إلا أن الأخير أصر على أن يخفى وجهه، وتم اللقاء، وبدا أمير جبهة النصرة، فى لقائه مع أحمد منصور، مهتزًا بعض الشىء، لكنه عاد للتماسك فى آخر اللقاء.

 

انقسام "النصرة"

بعد تلك الحوارات مع الدوحة تشققت جبهة النصرة، ووقع انقسام داخلى، مع رفض الفصيل الأول الذى يقوده أبوقتادة الفلسطينى، بظهور أبو محمد الجولانى، زعيم الجبهة على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية مع الإعلامى أحمد منصور، وهو ما خالفه، ودعمه أصحاب الاتجاه الثانى الذى يقوده أبوماريا القحطانى، المسئول الشرعى المنفصل عن الجبهة.

 

اغتيالات "النصرة"

وبدأت سلسلة اغتيالات لقادة النصرة، وكان آخرهم أحمد سلامة مبروك أبوالفرج المصرى، واتهم «داعش» الجولانى بتسليمه كشوفًا بأسماء وأماكن قادته للدوحة، مقابل مزيد من الدعم، وأموال وإمدادات وخلافه، والجبهة لا حل أمامها سوى الموافقة.