هل تتجه الأوضاع في تونس إلى قيام ثورة حقيقية؟.. خبراء يوضحون

عربي ودولي

بوابة الفجر


بين الحين والآخر تندلع الاحتجاجات والتظاهرات في تونس، واليوم تشهد تونس احتجاجات واسعة، شملت مناطق مختلفة من البلاد للمطالبة بالتنمية وتوفير فرص عمل للعاطلين، إلا أن الأمور ذهبت بعيدًا حيث قتل أحد المواطنين، نتيجة اعتداءات قوات الأمن عليه، مما زاد من الاحتجاجات الشعبية.

"تطاوين" تشتعل
واشتعلت الاحتجاجات اليوم، لتعم أرجاء مدينة تطاوين الواقعة جنوب البلاد، حسبما أفادت وكالة "رويترز" بأن مواجهات عنيفة اندلعت، اليوم الاثنين، في مدينة تطاوين بين محتجين غاضبين يطالبون بالتشغيل، وقوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز ضد محتجين، حاولوا غلق محطة لضخ النفط الكامور بصحراء تطاوين في جنوب البلاد.

المظاهرات تزداد
وخرج مئات من المحتجين إلى وسط مدينة تطاوين، عقب إطلاق قنابل الغاز على المعتصمين في الكامور ليتجمعوا أمام مقر المحافظة، فما كان من قوات الأمن إلا أن فرقتهم بالغاز أيضا، لتزداد الأحداث إلى صدامات مع المحتجين في شوارع المدينة.

كما خرج المئات من أبناء مدينة الفوار من محافظة قبلي المجاورة، في مظاهرة للاحتجاج على نقص التنمية وللمطالبة بفرص الشغل والمطالبة بنصيب في الثروة النفطية.

الجيش يحذّر
وكان الجيش التونسي قد حذّر،أمس، من أنه قد يلجأ للقوة ضد أي احتجاجات تهدف بوقف الإنتاج، لا سيما أن المعتصمون بمنطقة الكامور أغلقوا محطة لضخ النفط قبل أن تُفتح، أمس، من جديد وسط تعزيزات كبيرة من الجيش والحرس الوطني.

احتجاجات قبل ذلك
وقبل ذلك بأيام اندلعت موجات من الاحتجاجات شملت ذات الولاية "تطاوين" بعد إضراب عام نظمه الأهالي، لدفع السلطات في العاصمة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكل الولاية، التي يعتريها مشكلات البطالة، إلا أن الاحتجاجات امتدت بعد ذلك إلى ولايات أخرى من بينها الكاف والقيروان وسيدي بوزيد والقصرين.

مظاهرات طلابية
وفي إبريل الماضي وتحديدا 1442017، نظم طلاب في تونس إضرابًا تنديدًا بعنف الشرطة خلال مظاهرة طلابية جرت قبل ذلك، وتجمّع وقتذاك ما بين 200 و300 من المحتجين في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية وسط انتشار أمني تضمن نحو 30 من سيارات الشرطة.

ورددوا هتافات أمام المسرح البلدي، إذ حاولوا الوصول إلى وزارة الداخلية الواقعة في مكان قريب لكن الشرطة منعتهم ما تسبب في بعض التدافع، وأصيب نحو 42 طالبا في كلية القانون بجروح بينهم خمسة كانت إصاباتهم خطرة.

قرارات وراء الأزمة
وجاءت تلك التظاهرات الطلابية ردًا على قرار حكومي صدر في 9 مارس، متعلق بتنظيم المعهد الأعلى للقضاء، وضبط نظام الدراسات والامتحانات، إلا أنه أثار حفيظة طلبة الحقوق، وقوبل بموجة من الاحتجاجات رفضا لتلك القرارات.

بائع يشعل النيران في نفسه
وقبل هذه الاحتجاجات بنحو 10 أيام، أشعل بائع تونسي النار في نفسه، أمام مركز شرطة احتجاجًا على منعه من بيع الفراولة، مما فجّر احتجاجًا ومواجهة مع الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز لتفريق المحتجين في بلدة طبربة، لكن تم إسعافه ونقله إلى المستشفى.

يؤمنون بالانتخابات
من جانبه أكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، أن المواطن التونسي، يحتاج إلى التنمية، مشيرا إلى أن الثورات العربية، لا تزال منحسرة في المطالب الحوائجية، وأن ما يحدث في تونس اليوم، هو شبيه الغد من ناحية المطالب التي خرجت بها الثورة التونسية، من عدالة اجتماعية وغير ذلك.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"لفجر"، أن الأمور لن تتجه إلى قيام ثورات كما حدث قبل ذلك، موضحا أن الأمر لا يعدو عن كونه حراكًا حوائجيًا، لن يخرج عن المطالب الأساسية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعيشة.

ولفت إلى أن التونسيون يؤمنون تمامًا بصناديق الاقتراع، وأي إسقاط للحكومة لن يحدث إلا عبر الانتخابات، والطرق الديمقراطية، وبالتالي لن تكون تلك الاحتجاجات نواة لأية ثورة عارمة، مثلما يظن البعض، أو يحسب.

لا تطور
من جانبه يرى الدكتور، محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، أن الحراك التونسي، لا يعدو عن كونه حراكًا يتبع مواقف معينة، مشيرا إلى أن الأمور لن تتطور، بحيث تنقلب لثورة، تكون ملهمة مثلا لبقية دول المنطقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الشعوب العربية، تستشعر الخطر من إيجاد أي ثورة، أو الذهاب في هذا الاتجاه مرة أخرى، مبينا أن هذا الثورات العربية برغم ظروفها، إلا أنها أثرت كثيرا على حياة المواطن العربي في جميع الدول.

سرعان ما تهدأ
الدكتورة، هدى راغب، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أكدت هي الأخرى، أن بعض الممارسات التي تفعلها منظومة الأمن في تونس، تسبب بعض المشكلات التي تتأجج في أعقابها الأوضاع، مشيرة إلى أنه من الطبيعي تواجد مثل هذه الانفعالات والاحتجاجات، إلا أنها تستمر لفترات قليلية وسرعان ما تهدأ.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المواطن العربي بات يعلم أن أجواء بلاده لم تعد قادرة على إيجاد ثورات أخرى من أي نوع، مما سيؤثر تمامًا على انفعالاتهم وإمكانية عدم توسيعها.