لماذا اجتمع إخوان اليمن والحوثيين على رفض المجلس الجنوبي؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


منذ إعلان مُحافظ عدن المُقال عيدروس الزبيدي، تشكيل مجلس انتقالي لإدارة جنوب اليمن، والذي ضم 26 شخصية بينهم، 4 مُحافظين، وأعربت جماعة "الإخوان" عبر ذراعها في اليمن حزب الإصلاح، وميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح عن رفضهم لـ"المساس بوحدة اليمن، ومحاولات فصل جنوبه عن شماله"، مُحذرين من مُخططات لتقسيم المنطقة.

 

حيث جاء بيان للإخوان حمل عنوان "لا للمساس بوحدة الشعب اليمني"، ناشدت فيه شعب اليمن "للوقوف صفا واحدا ضد أية محاولات لتفتيت وطنهم"، كما طالبت الجماعة، "الأطراف المعنية إقليميًا ودوليًا (لم تسمهم) بتكثيف المساعدات العاجلة إخراج اليمن من أزمته"، كما قالت إنها "تُحذر من مُخططات باتت تطل برأسها مستهدفة تقسيم دول المنطقة وإشعال الفتن بين شعوبها بغية إضعافها وإنهاء دورها لصالح المشاريع الاستعمارية الطامعة".

 

"السؤال" الذي يطرح نفسه بقوة لماذا اجتمع رأي ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح وجماعة الإخوان حول رفض المجلس الانتقالي الجنوبي؟، في التقرير التالي يُجيب اليمن العربي على هذا التساؤل المًهم بالعودة لتأسيس الإصلاح حيث انشأه  في الأساس عبدالله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد يوم 13 سبتمبر 1990 بمساعدة المخلوع علي عبد الله صالح، حتى بات أحد أكبر الأحزاب السياسية المعارضة في اليمن فيما بعد، حيث كان يهدف صالح حينها مواجهة الفكر الاشتراكي في عدن فليس ذلك بغريب عليه.

 

استخدم صالح “الإصلاح” أوراق سياسية نجح في كل مرة يستخدمها، وهي عندما واجه الفكر الاشتراكي واستطاع القضاء عليه في جنوب اليمن، وبعد ذلك استخدمهم في استخراج فتاوي دينية لقتال الجنوبيين حينما أعلنوا الانفصال على اليمن، ونجح في ذلك أيضًا.

 

وفي عام 2003 عندما بدأ التمرد الحوثي، استخدم صالح حركة الإخوان المسلمين، وجيّش الكثير من كوادره الشبابية ليزج بهم إلى جبال صعدة لإخماد ذلك التمرد، والتي اندلعت ست مرات وانتهت في 2010، قبل أن يتفاجأ اليمنيون بحلف إخواني حوثي يطالب لإسقاط صالح في 11 فبراير 2011.

 

تحالف المخلوع علي عبدالله صالح مع الإخوان  منذ وقت مبكر، وحاربوا معه وتحت لوائه في عدة حروب مفصلية بدءً بالمناطق الوسطى ومواجهات الجبهة، مرورا بصيف 94 وانتهاء بحرب الحوثيين.

 

وبعد انتهاء التحالف بينهم عام 2006، إبان الانتخابات الرئاسية وصفهم بأنهم كانوا عبارة عن (كرت) لعب به واستنزفه إلى أن انتهى وقته، فهل رفض المخلوع والإخوان للمجلس الانتقالي الجنوبي هو عربون عودة التحالف بينهما ليستمر نهب وسرقة مُقدرات شعب الجنوب المًستمرة منذ 1990؟.