بعد الضربات الجديدة للتحالف في سوريا.. هل ستندلع الحرب بين روسيا وأمريكا؟

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لا تزال القضية السورية، منطقة الصراع الأولى حاليًا التي لا تسبب تدمير لذاتها فحسب، بل تمثل منطقة صراع تتكالب عليها جميع الدول، من كل حدب وصوب، لا سيما الكبرى في العالم، يأتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، فبين اللحظة والأخرى تتأرجح العلاقات بينهما، إذ يسودها التوتر خاصة منذ أن حلّ دونالد ترامب رئيسًا، وقام بضربة أصابت أهدافًا سورية، وهو ما أثار غضب روسيا بعض الشيء، فهل ستنتهي الأمور بحرب؟

ضربة جديدة للتحالف على النظام السوري

أمس الخميس قام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتوجيه ضربة جديدة على قوة عسكرية متحالفة مع الجيش السوري في محيط قاعدة التنف جنوب سوريا، حسبما أكد التحالف في بيان له.

وأضاف التحالف، أن طيرانه نفذ الضربة على قوات موالية للحكومة السورية كانت تتقدم، يوم 18 مايو، داخل منطقة وقف التصعيد شمال غرب التنف، الأمر الذي كان يمثل تهديدا بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، حسب تعبيره.

لماذا الضربة؟

وقال التحالف إن تلك الضربات التي شنتها قواته، تأتي بعد أن فشلت محاولات روسيا، في إقناع القوات الموالية للحكومة بعدم التقدم باتجاه التنف، ما دفع التحالف إلى استعراض القوة، بعد أن قام بإطلاق طلقات تحذيرية.

ماهية الأهداف الأمريكية

وفي الوقت ذاته لم يتحدث التحالف عن هوية القوة التي تعرضت للضربة الجوية، بينما أفادت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلا عن مصادر في السلطات الأمريكية، أن البنتاجون لا تتوفر لديه بعد معلومات عما إذا كان عسكريون من الجيش السوري كانوا ضمن القافلة المستهدفة.

زاحم السلوم، المسؤول في جماعة "مغاوير الثورة" التابعة للمعارضة المسلحة السورية والمدعومة من الولايات المتحدة، قال عكس ذلك، حيث أفاد في حديث له مع "رويترز"، أن طائرات التحالف ضربت قافلة للجيش السوري مع فصيل مسلح تدعمه إيران، كانت تتجه صوب قاعدة التنف في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن، حيث تتمركز هناك وحدات من القوات الأمريكية الخاصة.

روسيا تعلّق

الروس كعادتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، سرعان ما لجأوا إلى رد فوري، حيث تؤكد روسيا أن الوضع خرج عن السيطرة في سورية بشكل تام، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بسبب استهداف التحالف الأمريكي للجيش العربي السوري قرب التنف.


ليست الأولى

وليس الأولى أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربات لأهداف تتبع النظام السوري الموالي لإيران وروسيا، ففي مطلع ابريل الماضي، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربات صاروخية، استهدفت مطار الشعيرات، الأمر الذي طرح من جديد إمكانية حدوث مواجهات بين أمريكا وروسيا على الأراضي السورية، وهو ما يتخوف منه الكثير.

البنتاجون: ليس بهدف التصعيد

وزارة الدفاع الأمريكية بدورها، أوضحت عقب تلك الضربات الأمريكية، أن الضربة على القافلة العسكرية لا تعني تصعيدا للوضع، مؤكدة أن لا تغيرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، حسب تعبيرها.
وأوضح البنتاجون قائلا "استعراض القوة "بطلقات التحذير" لم يوقف القوات الموالية للحكومة السورية التي رفضت التراجع من منطقة وقف التصعيد، ولهذا السبب دعت القيادة على الأرض القوات الجوية".

زيادة القلاقل

ويرى اللواء، حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن أي تدخلات في سوريا من الولايات المتحدة الأمريكية، ما هو إلا أمرا عبثيا، حيث سيزيد من القلائل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تزال تقوم باستفزازات كثيرة.

وأَضاف سويلم في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الضربات الأمريكية التي تحدث بين الحين والآخر، لا يقصد بها الحرب المباشرة مع روسيا، التي لا تزال تمتلك زمام الأمور في سوريا.

ولفت إلى أن القوى الدولية، ليس بالسهل عليها، لا سيما روسيا وأمريكا، أن تدخل في حرب، مبينا أنهما يدركان تمامًا خطورة هذه الأمور، ولذا تحدث الضربات ويعقبها تهدئة في التصريحات التي تلاحقها.

استفزازات أمريكية

الدكتور جمال أسعد، أشار في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم باستفزازات كثيرة للغاية، ودائما ما توجد أسباب لتبرر ضرباتها وتدخلاتها في سوريا، مذكرا أنه ليس بالبعيد عنها أن ما حدث من ضربات كيماوية في خان شيخون سابقا، كان من تلفيقها وذلك لشرعنة تواجدها.

وبسؤاله عن إمكانية اندلاع حرب بين الطرفين في سوريا، قال أسعد، إنه من الصعب حدوث ذلك، لافتا إلى أنها تأتي لاستعراض القوى فقط للولايات المتحدة الأمريكية، وربما تقوم بها أمريكا بهدف إرضاء المملكة العربية السعودية.

لن ترقى لحرب

وأوضح اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن تلك الضربات التي تشنها الولايات المتحدة على فترات، تسبب مشكلات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن لن ترقى لأية حروب.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن التصريحات التي تأتي متلاحقة بعد حدوث الضربات الأمريكية، توضح بأنها ليست للتصعيد، وبالتالي لن تذهب الأمور باتجاه حروب أو خلاف ذلك.