بعد إعلان تأييدها لسالم عبد الجليل.. "أقباط": الدعوة السلفية أفكارها مُتطرفة وتدعم الإرهاب

تقارير وحوارات

سالم عبدالجليل
سالم عبدالجليل


بعد تصاعد أزمة التصريحات التي أدلى بها الشيخ سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف الأسبق بشأن بتكفير المسحيين، التي أثرها أعلن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة منع سالم عبد الجليل من الخطابة، ألا أن الدعوة السلفية لم تصمت كثيرًا وأصدرت بيانًا أعلنت فيه تأييدًا لتصريحات الشيخ سالم عبد الجليل قائلة إن المسيحيين واليهود كفار، الأمر الذي أكد عليه الأقباط أن أفكارها مُتطرفة ولن تنال من وحدة المصريين.

هل يعقل
قالت الدعوة السلفية في بيانها: "ما يطالب به البعض من أن يبين علماء كل دين عقيدتهم دون التطرق لعقائد الآخرين فغير ممكن عقلًا، وإلا فهل يُعقل ألّا يُدرس فى عقائد المسيحيين موقفهم من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو حتى موقفهم من الخلاف التاريخى بين الكنائس؟".

ينفى عنها أى شبهة
وتابعت: "أما الإسلام فلا تتم عقيدة التوحيد إلا بترك ما يضاده، وكما يُعلِّمُ المسلمون صغارَهم عقيدة الإسلام من خلال قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وغيرها من السور والآيات كثير، وأخطر من هذا ما ينادى به البعض من منع تدريس آيات من القرآن فى المدارس، أو حتى منع تفسيرها فى برامج تليفزيونية دينية، يعلم الجميع مسبقًا أنها موجهة للمسلمين مما ينفى عنها أى شبهة إساءة لغيرهم.

المعاملة
وأكدت أن العقيدة فقال الله في شأنها: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.

أركان الإسلام
كما أشارت أنه من المعلوم للقاصي والداني أن ركن الإسلام الأعظم وباب الدخول إلى الإسلام هو: "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"، والملل الأخرى تخالف الإسلام فى أصل شهادة "أن لا إله إلا الله"، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}.

القرآن يقرر كفر من أنكر
وأكدت تخالف الإسلام فى شهادة "أن محمدًا رسول الله"؛ وإلا لصاروا مسلمين، والقرآن يقرر كفر من أنكر نبوة نبى من الأنبياء، فكيف بمن أنكر نبوة خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-؟، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}، ولذلك أجمع المسلمون عبر العصور على "كفر كل الملل غير ملة الإسلام"، قال ابن حزم فى مراتب الإجماع: "واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفارًا"، وكذلك قاله القاضى عياض فى (الشفا ببيان حقوق المصطفى).

غير مقبول
من جانبه، قال جورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن البيان الذي أصدرته الجماعة السلفية تأييدًا للتصريحات التي أدلى بها الشيخ سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف الأسبق بشأن بتكفير المسحيين غير مقبول جملة وتفصيلاً.

مسئولين عن الإرهاب
وأضاف إسحاق، أن تأييد الدعوة السلفية لسالم نابع عن وجها الحقيقي بدعمها المُفرط للإرهاب المُتطرف، مؤكدًا أن السلفيين يؤمنون بأفكار مُتطرفة قادمة من الوهابيين وهم المسئولين عن العمليات الإرهابية التي تحدث.

نداء للأزهر
كما أكد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أنه على مؤسسة الأزهر الشريف أن يقوم بإيضاح التفسير الحقيقي الآيات القرآنية التي استشهد بها هؤلاء الإرهابيين في بيانهم.

تدخل الدولة
وفي نفس السياق، قال الدكتور كمال زاخر المُفكر القبطي في تصريح خاص لـ"الفجر"، إنه على الدولة أن تتدخل لحل الأزمة التي تظهر ما بين الوقت والآخر ألا وهي تكفير المسحيين.

مُعاقبة مثيري الفتن
وأضاف زاخر، أنه لابد من مُحاسبة مُثيري الفتنة في مصر بقوة القانون كي يكونوا عبرة لغيرهم لمن يسعون لتفتيت وحدة الوطن.