رجال الأمن السعوديين يتصدون لعملية إرهابية بالـ"مسورة"

السعودية

أرشيفية
أرشيفية


يحقق القطاع الأمني في المملكة نجاحات كبيرة في كل عمل يهدف للحفاظ على أمن الوطن ومقدراته؛ والتصدي لقتل الأبرياء دون وجه حق، وهذا يأتي بفضل جهود وتوجيهات قيادة المملكة في التصدي بكل قوة ومحاربة الإرهاب فكرياً وأمنياً؛ حتى أصبح ذلك محل تقدير واحترام العالم، نتيجة حرص المملكة على قطع جذور الإرهاب والتطرف من خلال تنفيذ المبادرات الأمنية الاستباقية الناجحة، وتجفيف منابعه.

إنجاز أمني
آخر تلك الإنجازات الأمنية كان في حي "المسورة" بمحافظة القطيف, التي وقفت أمام رعاة الإرهاب ومموليهم وداعميهم, وخططهم ونواياهم الإجرامية, وتم تشديد إجراءات الأمن وعمليات الضبط المتلاحقة ومساعدة الآمنين؛ مما أسهم في القضاء على العديد من الأهداف الإجرامية الواضحة والقبض على العابثين، إلى جانب يقظة رجال الأمن وقدرتهم  على تقديم واجبهم من خلال تنفيذهم العمليات الاستباقية الناجحة.
 
أجندة خارجية
في هذا السياق، أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي, أن "إرهابيي المسورة" ينفذون أجندة خارجية هدفها زعزعة أمن المملكة, مضيفاً "إننا لا نستبعد وجود كميات وأنواع أخرى من الأسلحة التي يستخدمونها استخداما عشوائيا غير عابئين بأرواح الأبرياء من المارة والمقيمين بجوار الحي وسلامتهم".
 
وقال اللواء التركي في حديث سابق لـ"الإخبارية": "إن الإرهابيين حريصون على إفشال مشاريع التنمية بحي المسورة", مشددا على أنهم ينفذون أجندة خارجية ولا يختلفون عن "داعش" و"القاعدة".

خلايا متحصنة
وأوضح مختصون أن تسلسل تلك الحوادث الإرهابية من خلال الخلايا المتحصنة في حي المسورة يؤكد استهداف رجال الأمن والأعمال التنموية, وذلك من خلال حملهم للسلاح ومواجهة رجال الأمن بالإيقاف والقوة المنظمة, مضيفين أن استخدام صواريخ من نوع الـ"آر بي جي" يدل على استعدادهم المسبق لهذه المواجهات و الأعمال التخريبية تجاه الآمنين.
 
وكانت "وزارة الداخلية" قد كشفت، أمس، في بيان لها عن تعرض عمال الشركة المنفذة لأحد المشاريع التنموية، التي تشرف عليها أمانة المنطقة الشرقية لتطوير حي المسورة في محافظة القطيف، لإطلاق نار كثيف مع استهداف الآليات المستخدمة في المشروع ‏بعبوات ناسفة لتعطيلها من قبل عناصر إرهابية من داخل الحي، مما نتج عنه مقتل وإصابة عدد من المواطنين والمقيمين, وقد تعرضت دورية أمن أثناء أدائها لمهامها في حفظ النظام العام بمحيط منطقة حي المسورة في محافظة القطيف، بعد منتصف ليلة يوم الثلاثاء الموافق 20-8-1438، لقذيفة صاروخية من نوع "آر بي جي" أطلقتها عناصر إرهابية من داخل الحي؛ مما نتج عنه استشهاد الجندي أول من قوات الطوارئ الخاصة وليد غثيان ضاوي الشيباني، وإصابة خمسة من رجال الأمن, مؤكدة أن الحادث لا يزال محل المتابعة الأمنية للوصول لمرتكبي هذا الفعل الإجرامي وتقديمهم لأيدي العدالة.

عبوات ناسفة
وأعلنت وزارة الداخلية أن استخدام العناصر الإرهابية لمثل هذه القذائف وغيرها من عبوات ناسفة وألغام أرضية لإعاقة أعمال المشروع التنموي القائم في حي المسورة ومهاجمة العاملين بالمشروع التطويري ورجال الأمن، يدل دلالة قاطعة على مدى خطورتهم وإجرامهم، وأنهم في سبيل تنفيذ ما يملى عليهم من الخارج من مخططات إرهابية لا يتورعون عن الإقدام على ما يوصلهم لغايتهم الإجرامية، غير عابئين بأرواح الأبرياء من المارة والمقيمين بجوار الحي وسلامتهم، كما يؤكد في الوقت ذاته ما سبق الإعلان عنه باتخاذهم من المنازل الخربة والمهجورة في هذا الحي أوكاراً لهم ومنطلقاً لأنشطتهم الإجرامية وبؤراً لتخزين الأسلحة والمتفجرات التي تشكل تهديداً بالغ الخطورة على حياة الناس.

التنمية مستمرة
وعلى الرغم من الأهداف والأعمال الإرهابية في حي المسورة؛ فإن عجلة التنمية مستمرة؛ حيث أكدت أمانة المنطقة الشرقية سعيها لتطوير جميع الأحياء في المنطقة وتنفيذ مشاريع تنموية وتطويرية، ومن ضمنها مشروع إجراءات الإزالة لحي المسورة في بلدة العوامية.
 
وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن الأمانة تمضي في أعمال التطوير حتى يتم الانتهاء من جميع أعمال الهدم والإزالة، فيما تتضمن أعمال الهدم إزالة عدد من المنازل العشوائية القديمة المتداخلة ضمن أزقة ضيقة لا يتجاوز عرضها المتر ونصف المتر، مما تسبب في تشكيل خطورة على ساكني الحي، إضافة إلى وجود عدد من المنازل المهجورة والمهدمة، كذلك قدم شبكات الخدمات الموجودة بالحي وافتقارها لجميع وسائل السلامة.
 
وعد الصفيان المشروع أحد أهم المشاريع التنموية بالمحافظة، حيث تم وضع عدد من الرؤى والمقترحات المهمة للمرحلة الأولى للمشروع بعد انتهاء أعمال الإزالة التي بدأت مؤخراً وفق الدراسات والمخططات التي وضعتها الأمانة في تطوير وسط العوامية التي لقيت ترحيباً كبيراً من الأهالي بشكل خاص ومحافظة القطيف بشكل عام لما لذلك من انعكاسات ايجابية من الناحية التنموية والتطويرية.
 
ويتضمن المشروع إنشاء سوق النفع العام ومحلات تجارية ذات طابع تراثي، إضافة إلى المنطقة الأثرية، كذلك إنشاء مركز ثقافي ومكتبة عامة وصالة رياضية وكافيتريات ومطاعم وقاعات مناسبات رجال ونساء، إضافة إلى إنشاء مجمع تجاري ومبان استثمارية وناد نسائي وإنشاء رياض الأطفال وعدد من مواقف انتظار السيارات بطاقة استيعابية تصل إلى 610 مواقف.