العلاقات القطرية الإسرائيلية.. "مقطوعة" في العلن.. و"صفقات مشبوهة" في الخفاء

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


في الوقت الذي تلوم فيه الدولة القطرية "إسرائيل" بسبب عملية الرصاص المصبوب، التي تم فيها ضرب قطاع غزة بالقنابل الفسفورية، ونتج عنها قطع للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2010، احتفظت الدوحة بعلاقاتها مع تل أبيب سراً، فيستنكرون السياسة الإسرائيلية علنًا، ويتعاقدون معها بعلاقات وعدة صفقات سرية مشبوهة.

 

خطة قطرية إسرائيلية لضرب مصر

في أغسطس2011 كشفت وثائق ويكيليكس أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف واللعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضي عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرا محوريا في الخطة.


زيارة قطرية لإسرائيل

بعد ذلك بشهر واحد وبعد نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة مباشرة، قام أمير قطر ووزير خارجيته بزيارة إسرائيل والتقيا خلالها بـ"تسييي ليفني" زعيمة حزب "كاديما" الإسرئيلي وقتها وإحدى الشخصيات المؤثرة في القرار الإسرائيلي وفي أمور أخرى كثيرة.


تبرع أمير قطر لمعاقي الجيش الإسرائيلي

وفي عام 2014 نشرت إذاعة " صوت إسرائيل" تقريرًا بعنوان: "هكذا تبرع أمير قطر بـ 2.5 مليون يورو لمعاقي جيش إسرائيل"، وكشف التقرير أن الأمير القطري "الشيخ تميم بن حمد آل ثاني" اشترى منزلا في الحي الثامن الراقي بالعاصمة الفرنسيّة باريس، من جمعية معاقي الجيش الإسرائيلي، رغم أن السعر أغلى من الثمن الأصلي بعشرات الأضعاف.


أضاف التقرير، أن الأمير دفع 2.5 مليون يورو تم تحويلها لحساب الجمعية الإسرائيلية في بنك "هبوعليم"، في تل أبيب.


تبرع لفريق كرة قدم إسرائيلى

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، كشفت أيضأ أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، تبرع بـ10 ملايين دولار لفريق كرة قدم إسرائيلى، كما وقع الطرفان اتفاقا قطريا إسرائيليا لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية بوادي عربة، وبالاستعانة بالخبراء الإسرائيليين لمنافسة منتجات السعودية والإمارات التي تملأ المحال القطرية.

 

رفع العلم الإسرائيلي على أرض خليجية

وفى عام 2016، سمحت قطر برفع العلم الإسرائيلى لتكون الدولة الخليجية الوحيدة التى تسمح بذلك وذلك اثناء افتتاح مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية، العام الماضى، وسيشارك فى المنافسة منتخب إسرائيل.


وأضافت القناة أن إسرائيل قدمت طلب المشاركة للدولة المضيفة قطر منذ شهرين، وحصلت على الموافقة، ولم يسبق لأى دولة خليجية رفع العلم الإسرائيلى خلال أى مسابقة رياضية من المسابقات، وجرت العادة مشاركة إسرائيل بدون رفع العلم على سبيل المثال مشاركة إسرائيل فى بطولة الجودو الأخيرة التى أجريت بالإمارات، ورفضت رفع العلم.


علاقات اقتصادية خفية بين الدوحة وإسرائيل

في أواخر عام 2016، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في ملحقها الاقتصادي تفاصيل العلاقات الاقتصادية التي تربط الدوحة وتل أبيب، وكشفت النقاب عن أن إسرائيل تصدر لقطر معدات خاصة بالصناعة العسكرية ويمثل ذلك 75 % من إجمالي التصدير للدوحة، و20 % متعلق بالماكينات والمعدات من أنواع مختلفة.


وأوضحت أن حجم التبادل التجاري بين قطر وإسرائيل بلغ فى عام 2010 حوالى 2.8 ملايين دولار، طبقا لبيانات رسمية صادرة عن مكتب التصدير الإسرائيلي، وأكدت أن العلاقات التجارية بين البلدين تتم بشكل غير مباشر عبر دولة ثالثة هى تركيا وقبرص، حيث أن إسرائيل تبيع لقطر الماكينات والمعدات التكنولوجية، بينما تستورد تل أبيب المواد الخام لكونها دوله غنية بالنفط وخاصة البلاستيك الذي يعد محور استيراد تل أبيب.

 

سياحة إسرائيلية في قطر

الأسرة الحاكمة في قطر تسمح للسياح الإسرائيليين بزيارتها وتفتح لهم الفنادق لتكون الدولة الخليجية الوحيدة فى شبه الجزيرة العربية التى تفعل ذلك، وقد اعترفت إسرائيل باحتضان أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى للسياح الإسرائيليين ويسمح لهم بزيارة قطر والقيام بزيارات متتابعة للدوحة، وأعلن مكتب مكافحة الإرهاب التابع لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه يطالب رعاياه الموجدين فى قطر، الذين يقومون بالتنزه بتوخى الحذر الشديد خشية تعرضهم لأذى أو هجمات إرهابية.


وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد كشفت فى تقرير مصور له عن العلاقات الوطيدة بين الدوحة وتل أبيب لدرجة أن ليئور ديان، حفيد وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق موشى ديان، الذى قاد حرب 5 يونيو 1967 ضد الدول العربية، قام بزيارات متتالية للدوحة برفقة حسناء إسرائيلية.


كما تغزل الإعلام الإسرائيلى فى الخطوط الجوية القطرية "فطر إير وايز" ، وأعدت الإذاعة العامة الإسرائيلية تقريرا صوتيا عن تميز الخطوط الجوية القطرية ومدى التطور الذى تشهده الشركة فى عصر الأمير تميم بن حمد آل ثانى.


شركات إسرائيلية في قطر

بحسب الإعلام العبرى يوجد داخل قطر العديد من الشركات الأمنية الإسرائيلية التي تحمى آبار النفط، هذا إلى جانب قيام الدوحة بدفع مبلغ 2 مليار دولار لشركات إسرائيلية، لتأمين مونديال كأس العالم 2020 الذي من المقرر أن تستضيفه الدوحة بعد أن نجحت في دفع رشاوى لاستضافة المونديال، ومن بين هذا الشركات شركة "ريسكو" الإسرائيلية.

 

وهناك شركات إسرائيلية عديدة تستثمر في قطر، ووفقًا لموقع NRG العبرى، فإن هناك شركة تدعى "مئولا" للاستثمار وهى شركة ماسونية الأصل بتمويل مجموعة من المستثمرين القطريين الجنسية تساهم في بناء المستوطنات الإسرائيلية، مضيفة أنه توجد أيضًا مؤسسات تجارية إسرائيلية بوجه قطري، مثل شركة "خومشكى" و"قطر القابضة" و"دار الأزياء الإيطالية".

 

تعاون إعلامي قطري إسرائيلي

قال "ليئور بن دور" المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية الإسرائيلية، بأن هناك تعاونًا إعلاميا مهما بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل في قناة الجزيرة التي تستضيف "ليئور" أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشاتها، بالإضافة إلى الأموال القطرية التي دعمت حملات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، كما كشفت منافسته تسيبى ليفنى زعيمة حزب الحركة.

 

منح للطلاب الإسرائليين.. وتمويل مشاريع إسرائيلية

"شالوم فرويند" مستشار قانونى إسرائيلى يقول أن الشيخة "موزة" والدة الأمير القطري، تقدم منحا مالية للطلاب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما أنها تدفع بمشاريع ضخمة ومتنوعة داخل إسرائيل تصل قيمتها إلى الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى المنح المالية التي تقدم إلى منظمات اجتماعية إسرائيلية، ومنها مؤسسة "تيد أريسون".

 

صفقات الغاز

وأكد حسام العواك العميد السابق في جهاز المخابرات السورى والخبير في الشئون الإقليمية، أن هناك تعاونا اقتصاديا كبيرا بين قطر وإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بشراء الغاز، حيث تتم الصفقات من قبل المافيا الروسية التي يرأسها أحد رجال الأعمال الإسرائيليين الكبار "أرجادى جادماك" الملقب بـ"ساشا"، حيث يصل الغاز إلى تل أبيب بأسعار زهيدة.

 

وأضاف أن "جادماك" يتنقل بين قطر وروسيا وإسرائيل، كما أسس شركات في قطر لاستيراد مواد العزل من إسرائيل، من بينها "الشركة العالمية للاستيراد والتصدير"، موضحًا أن "قطر" تشترى أفضل أنواع مواد البناء والعزل من الاحتلال.

 

تعاون أمني بين تل أبيب والدوحة

وشدد "العواك" على أن هناك تبادلا أمنيًا معلوماتيًا بين تل أبيب والدوحة، مؤكدًا أن قطر جزء من منظومة استخبارية لصالح الموساد، وتتعاون مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية، حيث تمد الاحتلال بمواقع وإحداثيات وأماكن وجود عناصر المقاومة مما يسهل استهدافهم.

 

تعاون استخباراتى

ونوه إلى دور عضو الكنيست عزمى بشارة المقيم في قطر، في التعاون الاستخباراتى بين جهاز المخابرات القطرى والموساد الإسرائيلى، حيث أصبح جزءا من جهاز المخابرات القطرى فيما يتعلق بالشق الإسرائيلى، مؤكدًا أنه ليس مطرودًا أو منفيا كما يذاع، ولكنه يزور أهله في إسرائيل من حين لآخر، ثم يعود مجددًا إلى الدوحة، ويمد إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية المتاحة.