بالمستندات.. الكنيسة الأرثوذكسية تقبل الكاثوليك دون تعميد

العدد الأسبوعي

البابا فرنسيس - البابا
البابا فرنسيس - البابا تواضروس


قبل بيان المعمودية بشهرين ونصف الشهر

■ خلافات بين البابا تواضروس و«المجمع المقدس» أجّلت إعلان الاتفاقية ومحاكمات كنسية للأساقفة المعارضين


حصلت «الفجر» على شهادة رسمية بانضمام أحد المسيحيين الكاثوليك إلى الكنيسة الأرثوذكسية، والتى تكشف أن الأخيرة لم تشترط تعميد الوافد الجديد إليها من جديد، وذلك منذ نحو شهرين ونصف الشهر من البيان المشترك لكل من البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والتى تم إصداره خلال زيارة الأخير إلى مصر.

وجاء نص الشهادة: «نحيط علم قدسكم أن المجلس الإكليريكى فى جلسته المنعقدة بتاريخ 14 فبراير قرر إحالة ماريو سامي، التابع للكاثوليك، إلى قدسكم لتلقينه الإيمان الأرثوذكسى ثم أخذ اعترافه ورشمه بالميرون ومناولته من الأسرار المقدسة والإفادة لإتمام إجراءات قبوله فى عضويه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية».

الخطاب الرسمى مختوم وموقع من وكيل البطريركية القمص سرجيوس سرجيوس، والذى اعتبر أن غضب الأقباط من اتفاقية عدم إعادة التعميد بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، «هايف»، إذ إن الكنيسة ومنذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، كانت تطلب من الكاثوليك الراغبين فى الانضمام إلى الكنيسة الأرثوذكسية قراءة قانون الإيمان الأرثوذكسى، قبل مسحهم بزيت الميرون، أما فى عهد البابا تواضروس، فيقرأ الكاثوليكى الراغب فى التحول إلى الأرثوذكسية قانون الإيمان فقط، ليتم الاعتراف بمعموديته.

وفى السياق نفسه كشفت مصادر كنسية، كواليس التراجع عن توقيع اتفاقية المعمودية المشتركة التى بدأت الأربعاء السابق لزيارة بابا الفاتيكان إلى مصر، حيث أبلغ الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، 18 أسقفاً بعقد اجتماع طارئ وسرى لمقررى لجان المجمع، وذلك بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون.

وفى الاجتماع قال البابا تواضروس: «سأوقع اتفاقية مع بابا الفاتيكان»، وهو ما أثار دهشة الحاضرين فتساءلوا: «أى اتفاقية»، فأجابهم بعد إلحاح شديد: «عدم إعادة المعمودية مع الكاثوليك»، فساد القاعة ضجيج خاصة بعد رفض البابا تواضروس إطلاعهم على نص الاتفاقية التى كتبها الأنبا رافائيل وأطلع عليها البابا تواضروس فقط، ورد البابا غاضبا: «كل حاجة أنوى أعملها توقفونى فيها»، لينقسم الأساقفة إلى فئة رافضة لفرمان البطريرك، وأخرى تؤيده على رأسهم الأنبا إيساك والأنبا بافلى والأنبا أبيفانيوس.

قبل زيارة بابا الفاتيكان بيوم واحد، حاول البابا تواضروس بمعاونة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، تهدئة الأجواء، فأرسل إلى الفاتيكان خطاباً يطالبهم فيه بعدم نشر الوثيقة التى سيتم التوقيع عليها لكن الموقع الرسمى للفاتيكان كان قد نشرها، وسرعان ما استجاب الفاتيكان للطلب، واستبدل موقعه الإلكترونى الوثيقة بالبيان المشترك الذى نص على أن «الجانبين يسعى كل منهما إلى توحيد المعمودية بينهما»، وفى مساء ذات اليوم وقبل ساعات من وصول بابا الفاتيكان، أصدر الأنبا رافائيل بياناً باسم المجمع المقدس، أكد فيه أنه لا وجود لاتفاق نهائى على الاعتراف بالمعمودية، ولكن الكنيستين ستستمران فى الحوار.


1- البابا يؤدب معارضيه بمحاكمات كنسية

وعقب الغضب العارم للأقباط الرافضين لتوحيد المعمودية، والتسريبات عن رفض المجمع المقدس لإرادة البابا تواضروس، بدأت محاكمات كنسية حسب قانون الكنيسة الأرثوذكسية، منذ أيام، لعدد من الكهنة والقساوسة الرافضين لرغبة البابا.

وتوقعت مصادر أن ترقية 7 رهبان ليصبحوا أساقفة قبل ساعات من انعقاد المجمع المقدس، فى الأسبوع الأخير من مايو الجارى، ذلك لزيادة أصوات أعضاء المجمع المؤيدين للبابا، لزيادة عدد الموافقين على رغبة تواضروس الثانى بتمرير اتفاقية المعمودية.

ورغُم أن الأساقفة الجدد من المفترض أن يظل عملهم إدارياً لمدة 3 أشهر فضلاً عن 40 يوماً بعد التصعيد، لتلقى الطعون ضدهم فى حال وجودها والتحقيق فيها ومن ثم إعلانهم أساقفة من عدمه، إلا أن الأساقفة الجدد سيشاركون فى اجتماع المجمع القادم، ومن المرجح أن يكون التصويت على الاتفاقية علنياً.


2- زيارات تواضروس الغامضة

بعد نهاية زيارة البابا تواضروس، لمدينة ميلانو الإيطالية، سافر فى هدوء إلى إنجلترا دون أن توضح الكنيسة الأرثوذكسية أسباب واضحة للزيارتين. ومن المقرر أن تستمر زيارة البابا تواضروس والوفد المرافق له الذى يضم الأنبا مقار أسقف مراكز الشرقية ومدينة العاشر من رمضان والأنبا بافلى الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه والمشرف على خدمة الشباب بالإسكندرية والقس أنجيلوس إسحق سكرتير قداسته، إلى إنجلترا لمدة 17 يوماً، حيث سيعود إلى القاهرة قبيل انعقاد المجمع المقدس.