إيران والكويت.. تاريخ من الصداقة المشتركة ونكران الجميل

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بين الصعود والهبوط، صارت العلاقات الإيرانية الكويتية منذ 1961، ولكن السمة الغالبة في علاقة الدولتين هي "التوافق والودية"، ولكن دون التدخل في الشئون الداخلية لكل دولة، خاصة بعدما طالب أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

 

التعاون بين الكويت وإيران

القرب والودية في العلاقات الإيرانية الكويتية، لم يكن في شكل العلاقة وحسب، بل كان أيضًا في أمور آخرى فلا يوجد للكويت حدود مباشرة مع إيران، بل يفصل بينهما العراق ومياه الخليج العربي، وتستضيف إيران  200 ألف زائر كويتي لأراضيها سنويًّا، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 150 مليون دولار.

 

بداية العلاقة الكويتية الايرانية

بداية العلاقة بين الكويت وإيران كانت في 1961،  فعندما نالت الكويت استقلالها في ذلك العام، اعترفت إيران بالاستقلال خلال أشهر من إعلانه وكانت من أول الدول التي إعترفت باستقلال الكويت، ثم قامت بإجراء فعلي يدل على الإعتراف بتأسيس سفارتها في مدينة الكويت في يناير 1962.

 

مساندة الكويت ضد العراق

ومع تهديد العراق للكويت، في 1973، قالت إيران بأنها ستقف مع الكويت ضد تهديدات العراق وعبَّرت عن استعدادها لإرسال قوات عسكريَّة للكويت، حيث قال رئيس الوزراء الإيراني آنذاك أن إيران لن تسمح لأي تغيير في النظام الجيو-سياسي في المنطقة.

 

توتر العلاقات الكويتية الإيرانية

إلا أن الكويت لم ترد الجميل في الأعوام التالية من ذلك التاريخ ففي 1979، اعترفت الكويت بالثورة الاسلامية في إيران إلا أنها ظلت حذرة ومُترقِّبة، وأثناء الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر 1980؛ وقفت الكويت موقفًا مُحايدًا وطلبت من كلتا الدولتين إنهاء الحرب، ثم دعمت العراق ضد إيران ففتحت منافذها للعراق وأعطت العراق قروضًا بلا فائدة بقيمة 4 مليار دولار أمريكي، فردت إيران على ذلك بضرب حقل أم العيش الكويتي بصاروخ.

 

مساندة الكويت بعد إحتلال العراق

ورعم نكران الجميل من الكويت في 1980 إلا أن إيران كانت المساند الأقوى للكويت بعد احتلال العراق لها في أغسطس 1990، حيث رفضت إيران الاحتلال وأكَّدت أنها لن تسمح للعراق باحتلال الكويت حتى إذا فشلت الدُول العربية في التعامل مع الموضوع بشكل حاسم، ودعت إيران لانسحاب كلّ القوات العراقية من الكويت وشدَّدت على دعمها كل العقوبات الاقتصادية لخروج القوات العراقية من الكويت.

 

وبعد تلك المساندة عادة العلاقات مرة آخرى بشكل قوي، وبدأت الزيارات المتبادلة بين الدولتين ثم بدأت الدولتين في إرساء مفهوم للصداقة بشكل رسمي، ففي 1997 زار وزير الخارجية الإيراني الكويت بهدف تعزيز علاقات إيران مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي 2002، زار وزير الدفاع الإيراني الكويت وفي نفس العام  زار المُتحدِّث في مجلس الأمة الكويتي إيران، وفي 2003، زار وزير الخارجية الكويتي إيران ووقَّع ثلاث اتفاقيَّات تجارية مع إيران.

 

علاقة صداقة رسمية

والعلاقات بين الكويت وإيران إتخذت الشكل الرسمي، ففي نوڤمبر 2014، قام وفد الصداقة الإيرانية الكويتية بزيارة طهران ووضع برنامج عمل للسنوات المقبلة يتضمن جميع أشكال التعاون والانشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية وآلية عمل لذلك من خلال إنشاء اللجان الخمسة؛ لاجتماعية والقانونية والثقافية والاعلامية والاقتصادية، وبدأت الزيارات والتهاني بين الدولتين تزداد.

 

وآخر الزيارات الإيرانية الكويتية كانت في فبراير 2017، حيث قام الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة رسميَّة لدولة الكويت، بعد دعوة تلقاها من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. كان برفقة روحاني خلال الزيارة كذلك وزير الشؤون الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وغيره من الوزراء وكبار المسؤولين.

 

وخلال الزيارة، أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئیس الإیراني حسن روحاني على أهمیة الوحدة والتضامن بین الدول المسلمة والمجاورة، وضرورة تبادل الآراء والتنسیق لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمیة في المنطقة.

 

وأشار "روحاني" إلى وجود الكثیر من الطاقات لتعمیق وترسیخ العلاقات بین إیران والكویت في مختلف الأبعاد حیث یمكن تفعیلها كلها فی مسار مصالح الشعبین وكذلك المنطقة.

 

تواصل إيراني كويتي بشأن مضيق هرمز

وبعد أزمة سيطرة إيران على مضيق هرمز، أجرت الكويت إتصالا مع إيران وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح: "وقد تلقينا تأكيدات من إيران بعدم إقدامها على أي تصعيدات عسكرية ضد دول مجلس التعاون الخليجي".

 

صراع كويتي إيراني لم يكتمل

وفي السنوات الأخيرة كانت هناك بوادر صراع بين الكويت وإيران ولكنه لم يكتمل، وذلك ظهر عندما استدعت الخارجية الكويتية بأعمال السفارة الإيرانية لديها احتجاجا على طرح إيران مشروعين لتطوير حقل الدرة النفطي، حسبما ذكرت الخارجية الكويتية.

 

وقالت الخارجية الكويتية، إنها سلمت مذكرة احتجاج بسبب تقارير أشارت إلى قيام شركة النفط الوطنية الإيرانية بإصدار نشرة بشأن الفرص الاستثمارية النفطية في إيران متضمنة فرصا للاستثمار في أجزاء من امتداد حقل الدرة، الواقع في المنطقة البحرية المتداخلة التي لم يتم ترسيمها بين الكويت وإيران.