"السيد أبو الحجاج".. أشهر موالد الصعيد (صور)

محافظات

بوابة الفجر


دأبت الأقصر منذ ما يزيد عن 350 عاما على الاحتفال بمولد السيد أبو الحجاج، الذي يعد من أشهر الموالد في صعيد مصر، لموقعه بوسط المدينة الذي يحتل جزءًا من مبعد الأقصر، ويأتي إليه عشرات آلاف الزوار من المحافظة والمحافظات المجاورة.




وتبدأ الاحتفالات بمولد سيدي أبو الحجاج الأقصري، بداية من اليوم السابع في شهر شعبان حتى تنتهي في اليوم الخامس عشر، لإحياء ذكرى تاريخ دخوله الأقصر، وانتصاره على السيدة تريزا راعية الكنيسة التي كانت مقامة مكان المسجد الحالي، حيث تعد قصتهما الشهيرة هي السبب الرئيسي فيما نرى اليوم من مظاهر احتفال بالموكب الذي يمر بأغلب شوارع الأقصر.


وتعود أحداث القصة إلى قيام السيد أبو الحجاج عند دخوله الأقصر قادما من الإسكندرية بصحبة أبناءه، بعدما تركت بغداد وسافر إلي السعودية التي قضها بها 10 سنوات، إلى طلب من الراهبة أن تسمح له بامتلاك قطعة أرض ما يساوي اتساعها مقدار جلد جمل يقيم عليه مدى حياته، فأجابته بعقد كتابي بشهادة أحد مستشاريها، فقام بتقطيع جلد الجمل على شكل حبال صغيرة استطاع من خلاله إحاطة الكنيسة كاملة.


وهناك بعض العادات القديمة المتوارثة حتى الآن التي يقوم بها الأهالي في الاحتفال بالمولد، منها مرور الموكب في شوارع المدينة، على غرار ما قام به السيد أبو الحجاج على أرض الأقصر وامتلاكه لها، ودعوة أهلها للدخول في الإسلام.


وهناك ظاهرة أخرى في تلك الاحتفال وهي المركب التي يجرها الناس في الدورة باليوم الخامس عشر من شهر شعبان، بين مظاهر التكبير والتهليل، فهي من الناحية التاريخية تعتبر امتدادًا لموكب الإله آمون في العصور الفرعونية، ولكن هناك رأي آخر يشير إلى ارتباطها بأن السفينة كانت هي وسيلة نقل السيد أبو الحجاج في نشره الدعوة إلى الإسلام.


ومن أهم مظاهر الاحتفال، توافد المداحون، لذكر النبي وسيرة آل بيته، مستخدمين القصائد المطولة على دق الطبول، كما تشهد الليلة الختامية حضور محافظ الأقصر والقيادات الشعبية بالمحافظة لإقامة احتفالية كبرى يتخللها المدح والوعظ وقراءة القرآن.