بعد تركها تعيق المشاة على الرصيف.. "كابينة مينتال" ماذا تفعل في الشوارع؟ (صور)

تقارير وحوارات

كابينة ميناتل
كابينة ميناتل


بالرغم أن كبائن الخدمة العامة التي تعمل بالكارت المدفوع مقدمًا الشهيرة بـ"كابينة ميناتل"، معطلة  منذ سنوات عديدة، إلا أنها لازالت منتشرة في شوارع القاهرة، تعيق المشاه على الرصيف، فضلا عن أنها باتت مرتعًا للقمامة، في حين تغمض الجهات المنوطة، والمسئولون أعينهم عنها، فلا يتم الاستفادة منها وإحلالها، أو حتى التخلص منها وإزالتها.

تعمل ميناتل في السوق المصرية منذ مطلع مارس عام 1998، بناء على ترخيص مزاولة نشاط تركيب وتشغيل وإدارة شبكة الهواتف العمومية، وساهم فيها كل من" البنك الأهلي المصري، وشركات إيجي تل، والأهلي للاتصالات، وأتكوم"، وعدد من الصناديق الأجنبية و المحلية ومساهمين أفراد، وقد حققت"مينتال" شعبية كبيرة ونجاحا كبيرًا آنذاك، حين كان سعر دقيقة المحمول باهظًا، حيث استحوذت علي الحصة الاكبر من الكبائن المتواجدة حينها بواقع 30,78 الف كابينة، تليها شركة "النيل" بواقع 18,6 الف كابينة، ثم الشركة "المصرية للاتصالات" بنحو 6,2 الف كابينة، وبمرور الوقت فقدت الشركة مكانتها، وباتت مدانة للشركة المصرية للاتصالات بمديونية قدرت بنحو 50 مليون جنيه.
 

المصرية للاتصالات تستحوذ على شركة ميناتل

خرجت "مينتال" من الخدمة،في منتصف مارس عام 2009، بعد استحواذ شركة المصرية للاتصالات (ETEL) عليها، في محاوله منها لإعادة نشاط الخدمة، بإعادة 30 ألف كابينة تليفون "ميناتل" في المطارات والأماكن الاجتماعية، وكذلك الأماكن النائية المحرومة من خدمات التليفون الثابت، لكن دون جدوى، لتظل هذه الكبائن كما هي بلا فائدة على الأرصفة والطرقات، وواجهة نفس المشكلات بسبب الزيادة المتسارعة في استخدام الهواتف المحمولة، حيث اكتفت الشركة بترك الكبائن عرضة للسرقة والنهب بدون حراسة أو صيانة، بعد أن أغلقت الشركة أبوابها تاركة خلفها ملايين الجنيهات المهدرة، وآلاف الكبائن المنسية في الشوارع خارج الخدمة.
 

إعادة استثمارها وتصديرها للدول الإفريقية

في ضوء ما سبق علق إيهاب سعيد، رئيس شعبة مراكز الاتصالات بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن شركة مصر للاتصالات هي المسئولة عن هدر كابينة مينتال المنتشرة في الشوارع دون استفادة منها، مشيرًا إلى أنها كان من الممكن أن تقدم حلولاً للاستفادة من هذه الكبائن بشكل متطور ومواكبة التكنولوجيا ولو عن طريق إعادة استثمارها وبيعها للدول الإفريقية.

وأوضح "سعيد"، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن تصدير هذه الكبائن التي كلفت بملايين الجنيهات إلى الدول النائية التي لم تستطيع مواكبة التكنولوجيا وليس بها خدمات محمول جيدة، ستساعد على النهضة الاقتصادية في مصر، بل تساعد في اسهامات للنهوض بقطاع الاتصالات، فضلا عن إهدار المال العام في إعاقة حركة السير دون فائدة.

وأشار رئيس شعبة مراكز الاتصالات بالغرفة التجارية بالقاهرة، إلى أن جميع محافظات مصر يغطيها شبكات المحمول حتى النائية منها، لذا من الصعب الاستفادة منها في مصر، منوهًا أن تركها بهذا الشكل يعد إهدار للمال العام، ويجب المسألة القانونية عليه.

تحويلها إلى سيرفس إنترنت بمقابل مادي نهضة للاقتصاد المصري

ويرى أحمد أبو طالب، مستشار وزير الإتصالات الأسبق وخبير تكنولوجيا المعلومات، أن كابينة "مينتال" تكنولوجيا قديمة، لاقيمة لها، لذا لابد من الاستفادة منها عن طريق تحويلها إلى سيرفس إنترنت، بمقابل مادي.

وأوضح "أبو طالب، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن طالما هذه الكبائن موصل بها الخدمة فمن الممكن استغلالها بما يواكب العصر، فكثيرًا منا ممكن الإنترنت يفصل منه لعدة أسباب فاستغلال هذه الكبائن في توفير الخدمة له سوف تساعد على نهضة هذا القطاع.

وأشار مستشار وزير الإتصالات الأسبق وخبير تكنولوجيا المعلومات، إلى هذه الكبائن في البداية كانت لاتخدع لحسبة اقتصادية، بل استغنت عنها أمريكا لصالح مصر بعدما فشل المشروع هناك، ومن ثم تم بيعها لشركات الاتصالات، ولكن أمام التغير التكنولوجي فشلت الحكومة بالاستفادة من هذا المشروع، متسائلاً ما دور هذه الكبائن في الشارع الأن.