في الذكرى الـ 41 لتوحيد الجيش الإماراتي.. إليكم قصة نجاح صُنعت من المستحيل!

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


ربما يكون التجمع والاتحاد هو أصعب فكرة تنفذ الآن، لا سيما مع الوطن العربي الذي تقطعت أوصاله، وبات يعاني من الانعزالية، والانفرادية، وتمزق الهوية، مما جعلهم لقمة سائغة في أفواه أعدائهم، إلا أن ذكرى توحيد الجيش الإماراتي، تجسد أسمى معاني الترفع على الأهواء الذاتية، والنزول على رغبة الجماعة، وهي التوحد في جماعة واحدة، فكان توحيد جيش الإمارات قصة نجاح صُنعت من المستحيل.

 

القرار التاريخي

يعتبر يوم السادس من مايو 1976 علامة فارقة، ونقطة مضيئة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث صدور قرار توحيد القوات المسلحة  تحت علم واحد، وقيادة مركزية واحدة وشعار واحد، لتصبح درعا يحمي دولة الإمارات من الأعداء، ومنذ تلك اللحظة كان للجيش الإماراتي الدور الأبرز في حماية أمن الوطن، والمساهمة في جهود التنمية الشاملة، وحفظ السلام الدولي، فضلا عن تقديم يد العون والمساعدة في مناطق الكوارث والنزاعات في مناطق العالم المختلفة.

 

وطن واحد لا يتجزأ

كما يعد هذا القرار الإماراتي، من أهم الرسائل على التجمع وليس التشرزم، والتوحد لا التفرق، حيث يأتي تعبيراً عن الإيمان بالأمن الوطني الواحد الذي لا يتجزأ، وأن الوحدة هي الضمان الأساسي لتحقيق هذا الأمن، لا سيما أنها ترتبط بالقوة التي لا يستطيع أحد اختراقها، إذ ربط هذا القرار بين أبناء دولة الإمارات برباط الواجب المقدس في الدفاع عن الوطن، وعزز مفهوم الهوية والانتماء إلى الأرض، الواحدة والشعب الواحد في مواجهة التحديات الواحدة.

 

مسيرة تحديث وتطوير

ومنذ هذا التاريخ، عملت دولة الإمارات العربية المتحدة  على تحديث قواتها المسلحة وتطويرها، ورفع كفاءتها القتالية وجاهزيتها للتعامل مع مختلف التحديات والتهديدات، فكان التحديث على اتجاهين:

الاتجاه الأول تمثل في حرص قيادة الإمارات على استخدام أحدث الأسلحة المتطورة، حيث حظيت القوات الجوية والدفاع الجوي بالنصيب الأكبر من الاهتمام، في عمليات التحديث والتطوير، فأصبحت قوة قادرة على ردع أي تهديدات أو مخاطر تواجه الدولة.

 

أما الاتجاه الثاني، فتمثل في العمل على تأهيل الكوادر العسكرية الوطنية، وعليه قامت بإنشاء المعاهد والمدارس والكليات العسكرية، التي تقوم بتدريب المنتسبين إليها، وتأهيلهم عسكرياً وتزويدهم بكافة العلوم والخبرات التي تؤهلهم لكي يكونوا قادرين على استيعاب ما يسند إليهم من مهام مستقبلاً.

 

معارض عسكرية للاستفادة

 

هذا وتقوم دولة الإمارات بتنظيم عددا من المعارض العسكرية الدولية على أراضيها، إيمانا منها بالتحديث والتطور الدائم، من بينها معرض الدفاع الدولي "آيدكس"، الذي يشارك فيه العديد من الدول المتقدمة والمتطورة في مجال التسليح وإنتاج الأسلحة.

 

 وهناك أيضاً معرض دبي الدولي للطيران، الذي يستقطب العديد من الشركات العالمية المتخصصة في مجال الطيران، وعلوم الفضاء، والذي يتم فيه عرض أهم الأسلحة في مجال الدفاع الجوي، للاستفادة من أحدث تقنيات عالم الطيران.

 

المعاهد والكليات العسكرية في الإمارات

كما حرصت الإمارات منذ اتخاذ هذا القرار التاريخي على أن يكون هناك معاهد متخصصة في العسكرية، تحمل الخبرات وتدفعها دفعا تجاه جنودها وقياداتها، ومن تلك المعاهد، كلية زايد الثاني العسكرية التي تأسست عام 1972، والكلية البحرية "مارس 1999"، وكلية خليفة بن زايد الجوية "أغسطس 1982"، وكلية القيادة والأركان المشتركة "سبتمبر 1991"، والمدرسة الثانوية الجوية "1992"، ومدرسة التمريض المعروفة بمديرية الخدمات الطبية "1970"، ومعهد الدراسات الفنية الذي تأسس في عام 1991، ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية التي تأسست عام 1991 بهدف إعداد كفاءات نسائية للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة.

 

مناورات عسكرية ومشاركات لحفظ الأمن العربي

كما أن المناورات العسكرية كانت هدفا هاما جدا لرفع كفاءة القوات المسلحة الإماراتية، ومن ثم عملت منذ اليوم الأول على إشراك جنودها في مناورات عسكرية والتي من بينها التمرين العسكري المشترك "خليج 2012"، الذي أقيم على أرض الدولة بين القوات المسلحة الإماراتية وقوات الجمهورية الفرنسية خلال الأيام الماضية.

 

وشاركت أيضا ضمن قوات دول مجلس التعاون في التمرين المشترك "درع الجزيرة 9" من 10- 26 فبراير 2013، الذي أقيم في دولة الكويت، حيث نفذت عدداً من العمليات العسكرية، والتي تمت بدقة متناهية، أبرزت نجاحا كبيرا.

 

كما استضافت الإمارات في ذات العام، فعاليات التمرين العسكري المشترك "حافة الريادة 2013"، بين القيادة العامة للقوات المسلحة، والقيادة المركزية الأميركية، وبمشاركة 28 من قوات الدول العربية وغيرها، إضافة إلى الهيئات والمؤسسات الاتحادية في الدولة، والتي عقدت في الفترة من 17 يناير إلى السادس فبراير 2013.

 

نجاحات القوات المسلحة الإماراتية

ولم يقتصر الأمر على المشاركات والتدريبات، بل للإمارات دور مهم ونجاحات كبيرة من خلال جيشها، في ترسيخ أركان دولة الاتحاد وحمايتها، بل الحفاظ والاهتمام بالأمن القومي العربي، وإرساء السلم الدولي، ومساعدة الشعوب في تحقيق الأمن،  ومن أبرز هذه النجاحات، مشاركتها عام 1976 في لبنان ضمن قوات الردع العربية، فيما شاركت ضمن قوات درع الجزيرة لتحرير الكويت، في عام 1991.

 

وفي عام 1992انضمت مع قوات الأمم المتحدة في عملية إعادة الأمل للصومال، فيما قدمت كثيراً من المساعدات للمشرّدين والمحتاجين في إقليم كوسوفا عام 1999.

 

كما شاركت عام 2001 في تطهير الجنوب اللبناني من الألغام، بينما شاركت عام 2003 في أفغانستان ضمن قوات "إيساف"، ولعبت دوراً حيوياً في تأمين المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، وإعادة الإعمار والحفاظ على الأمن.

 

وخلال عام 2003 شاركت ضمن قوات درع الجزيرة للدفاع عن الكويت وشعبها الشقيق، فيما لعبت دورا كبيرا  في إطار عمليات الإغاثة الكبرى بمد يد العون للشعب الباكستاني عام 2005.

 

 وفي عام 2008 لعبت دوراً فاعلاً في إغاثة المنكوبين في اليمن، نتيجة الظروف الطبيعية العنيفة، بينما تشارك الإمارات منذ عام 2015 في عملية "إعادة الأمل"، تحت مظلة التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي بدأتها مع عملية "عاصفة الحزم" ضد الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران.