بابا الأقباط فى روما لاستكمال المفاوضات حول الاعتراف بـ"معمودية الكاثوليك"

العدد الأسبوعي

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


كشف مصدر كنسى، عن أن رحلة البابا إلى روما والتى بدأت قبل 7 ساعات فقط من مغادرة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، مصر، جاءت لاستكمال ما بدأه الاثنان فى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، على صعيد التقريب بين الكنيستين، والسعى لاعترافهما بمعمودية كل منهما، فى حال انتقال أى من رعاياها إلى الكنيسة الأخرى، وهو الأمر الذى فجر مشاعر غضب عارمة بين الأقباط الذين شعروا أن كنيستهم تتخلى عن تعاليمها الموجودة منذ أكثر من 16 قرنًا.

غضب الأقباط ظهر قبل إعلان الكنيستين لـ«البيان المشترك»، ما دعا المجمع لاستنكار الشائعات المنتشرة حول الأمر، لكنه ساهم فى مزيد من البلبلة، حيث أكد المجمع أن البيان هو اتفاق على إنهاء الخلاف بين الكنيستين حول التعميد، بما يوحى أنه اتفاق نهائى، كما ساهمت صياغة البيان بـ«روح كاثوليكية»، فى تأكيد مسألة تراجع الكنيسة القبطية عن عدم اعترافها بالتعميد على الطريقة الكاثوليكية. القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكسية، قال لـ«الفجر» إن ملامح كيفية تطبيق البيان لم تظهر بعد، لأنه يحتاج لدراسة من جانب آباء وأساقفة الكنيسة، منبهاً إلى أن هدف البيان القول بوجود محبة وسلام بين الكنيستين.

وأضاف وكيل البطريركية، إلى أن الحوار المشترك بين كنيستى روما والإسكندرية، قديم، يعود للزيارة الرسمية التى أجراها البابا شنودة الثالث للفاتيكان فى مايو 1973، حيث تم وقتئذ توقيع بيان مشترك، والاتفاق على تشكيل لجنة من الكنيستين لتوجيه دراسات مشتركة فى المسائل الكنيسة، حتى تتمكنا من التعاون وحل الخلافات بينهما، وأن الحوار لايزال قائماً، ويتم عقد جلسات فى روما والقاهرة، والزيارات المتبادلة بين البابا تواضروس وبابا الفاتيكان، تؤكد استمرار الحوار، مؤكداً أن الكنيسة القبطية لم ولن تتهاون فى المعمودية.

أما مينا أسعد، مدرس اللاهوت الدفاعى فى الكنيسة الأرثوذكسية، فقال إن فتيل الأزمة اشتعل بمجرد الإعلان عن أن البيان هو اتفاقية تقضى بقبول الكنيسة القبطية، لمعمودية الكاثوليك، بعد رفض دام مئات السنوات لكن سرعان ما خرج بيان من سكرتارية المجمع المقدس ينفى الأمر، بجانب رفض عدد كبير من الأساقفة التعقيب، ما يكشف أن البيان لم يتم عرضه على المجمع، وأنه مبادرة فردية من جانب البابا تواضروس.

وأضاف أسعد، أن البيان تسبب فى تراشق لفظى وتبادل اتهامات وتشكيك فى العقيدة بين الأقباط المؤيدين للبيان والرافضين له، وسط صمت كنسى باستثناء بيان المركز الإعلامى للكنيسة الذى ساهم فى مزيد من البلبلة بقوله إن البيان الأزمة كان لعرض العلاقات بين الكنيستين فقط وليس اتفاقية، وأنه لم يتضمن أى تغيير على الصعيد الإيمانى، سوى التمسك بالسعى فى طريق الوحدة بين الطائفتين، فيما يشير البيان بوضوح إلى أنهما اتفقا على «السعى الجاد» نحو اعترافهما بمعمودية كل منهما.

وتابع أسعد، أن الطابع الكاثوليكى للبيان المشترك، جعل البعض يظن أن الكنيسة القبطية تسرعت للتوقيع دون ترو، بجانب وجود أخطاء دينية ترفضها الأرثوذكسية، سبق ورفضها البابا الراحل شنودة الثالث.

من جانبه قال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، إنه لم يتم التوقيع على اتفاق نهائى بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حول المعمودية، وأن موقع الفاتيكان الناطق باللغة العربية، تراجع عن الخبر الذى نشره بهذا المعنى، وذكر أن البيان المشترك خطوة على الطريق وليس اتفاقاً.

بيان التعميد، لم يكن الأمر الوحيد الذى فجر الجدل خلال زيارة بابا الفاتيكان لمصر، حيث أثار قيام 250 شابا كاثوليكيا بالحج الدينى فى منطقة التجمع الثالث، قبل صلاة القداس الإلهى مع البابا فرنسيس فى استاد الدفاع الجوى، استنكاراً قبطياً، لأن العائلة المقدسة لم تمر بهذه المنطقة، وحسب فريد رزق، أحد المشاركين فى الحج الكاثوليكى، أقامت المجموعة فى بيت «دى لاسال» الكاثوليكى، ولم يغادروه وفقاً للتعليمات الأمنية، لسهولة تأمين المنطقة.