القصة الكاملة لانتهاكات قوات "الباسيج" في إيران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أبناء الريف الفقراء، ساومتهم الدولة الإيرانية بالإغواءات المالية والمكافآت، ليقدموا لهم فروض الطاعة، ويتحوّلوا إلى مليشيا عقائدية مسلحة إيرانية، ممولة مباشرة من الدولة، تستخدمها طهران كأداة عسكرية لحماية مصالح نظامها السياسي داخليًا وخارجيًا.

 

فكرة تأسيس الباسيج

بدأت فكرة تأسيس قوات الباسيج، عندما دعا الخميني إثر نجاح الثورة الإسلامية، إلى إنشاء جيش من عشرين مليون رجل، لحماية الثورة، فتأسست قوات "الباسيج".

 

أهداف قوات الباسيج

الباسيج حماية نظام الثورة والتصدي لكل ما ينال من هيبته داخليًا وخارجيًا، ففي الداخل تتولى الباسيج قمع المعارضين السياسيين، وفي الخارج؛ تتدخل قوات الباسيج لحماية المصالح الإيرانية تحت ذريعة "حماية الأماكن المقدسة".

 

من يقود "الباسيج" في إيران

الباسيج تخضع لمبدأ ازدواجية القيادة، فإنها تتلقى الأوامر رسميًا من قائد الحرس الثوري، لكن قياداتها تتصل مباشرة بمكتب المرشد الأعلى للثورة الذي يمتلك حصرًا تعيين قائد الباسيج بناءً على اقتراح من قائد الحرس الثوري.

 

الهيكلة لـ"قوات الباسيج"

قوات الباسيج تتكون من قسمين رئيسيين هما: "كتائب عاشوراء" التي تضم أعضاءها من الذكور و"كتائب الزهراء" لمنتسباتها من الإناث، ويتوزع الأعضاء في كل مدينة إيرانية على "نطاقات مقاومة"، مقسمة هي الأخرى إلى "مناطق مقاومة"، و"قواعد مقاومة"، و"مجموعات فرعية".

 

وفي عام 2008 دُمجت قوات الباسيج في الهيكل الإقليمي للحرس الثوري فصار كل منهما مقسما إلى 31 وحدة، بمعدل وحدة واحدة لكل محافظة إيرانية ووحدتين لمنطقة طهران، وفي أكتوبر 2009 دُمجت الباسيج رسميا في القوات البرية التابعة للحرس الثوري.

 

مستويات الباسيج "الخاص العسكري والعمالية والطلابية"

الباسيج ثلاثة مستويات أعلاها "الباسيج الخاص"، ويتلقون تدريبهم السياسي والعسكري والعقائدي في أكثر من خمسين ألف قاعدة ومكتب تابعة للباسيج، موزعة على المساجد والمصالح الإدارية الحكومية والمصانع والمؤسسات التعليمية في عموم البلاد، كما توجد فيها عدة تصنيفات فئوية مثل الباسيج العمالية والباسيج الطلابية.

 

تشير مصادر، إلى أن عدد أعضاء الباسيج يصل إلى عشرة ملايين شخص من الجنسين، يقدرهم الأستاذ الجامعي الأسبق بجامعة طهران الدكتور سعيد جولكار في كتابه "مجتمع أسير"، بخمسة ملايين عضو فقط، "65% من الموظفين في الدولة هم أعضاء فاعلون في هذه المنظمة الأمنية"، موضحًا أن طالب إيراني واحد من بين كل ثلاثة طلاب يمكن أن يكون عضوا فاعلا ومدربا فيها، بسبب قانون نافذ في إيران يخصص نسبة 40% من المقاعد الجامعية لأعضائها.

 

مكافآت إيرانية لـ"الباسيج"

تدفع الدولة رواتب ثابتة من ميزانية الحرس الثوري للكادر العامل والأعضاء المتخصصين في الباسيج، كما يحصل الأعضاء المنتسبون على امتيازات عديدة، منها مكافآت مالية وقروض ميسرة وتخفيضات لأسعار الرحلات الدينية لزيارة "المدن المقدسة" لدى الشيعة. كما تسيطر على إدارة مصالح اقتصادية ومالية مهمة في البلاد.

 

أبرز مهام الباسيج وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان

كان للباسيج عدد من المهمات الداخلية والخارجية، التي حققوا فيها انتصاراً للنظام الإيراني، فمن أبرز مهامهم الداخلية، فض التجمعات الطلابية التي نظمها الطلاب المؤيدون للتيار الإصلاحي في الجامعات الإيرانية عام 2002، حيث أنهم رفعوا بعض المطالب "الإصلاحية"؛ وهدد المرشد الأعلى علي خامنئي باستدعاء "القوى الشعبية (أي الباسيج) لقمع أي اضطرابات"، وهو ما تم فعلا مما أدى لاشتباكات انتهت لانتصار الباسيج.

 

وفي عام 2009 نزلت قوات الباسيج بقوة وكثافة إلى الشوارع الإيرانية لقمع عشرات آلاف المتظاهرين الذين رفضوا نتائج الانتخابات الرئاسية في ذلك العام وأطلقت عليهم الرصاص الحي فقتلت بعضهم، وهو ما أدى في النهاية إلى توقف احتجاجاتهم التي عُرف بـ"الحركة الخضراء" واعتـُبرت الانتفاضة الشعبية الأبرز على حكم رجال الدين في إيران.

 

وفي الخارج؛ تدخلت قوات الباسيج لحماية المصالح الإيرانية في العراق تحت ذريعة "حماية الأماكن المقدسة"، وشاركت في "مهمات استشارية" لدى الجيش العراقي وخاضت معه معارك متعددة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة إثر سقوط الموصل وفي معركة الفلوجةعام 2016 التي قـُتل فيها القائد السابق لـ"كتائب عاشوراء" في الباسيج علي رضا بابايي.

 

كما أرسل الآلاف من قوات الباسيج إلى سوريا حيث قـُتل العديد من عناصرها ضمن أبرز العسكريين الإيرانيين القتلى في سوريا الذين كانوا يقدمون الدعم العسكري لنظام بشار الأسدإثر اندلاع الثورة السورية منتصف مارس 2011، وقاتلوا معه الفصائل السورية المسلحة جنبا إلى جانب مع مليشيات شيعية أخرى أبرزها حزب الله اللبناني.

 

وخلال الحرب العراقية الإيرانية بين عاميْ 1980 و1988، أسندت إلى قوات الباسيج مهمة اقتحام حقول الألغام لتمهيد الطريق للقوات النظامية التي كانت تقفو أثرها، وتفيد مصادر إيرانية بأن الباسيج قامت بتعبئة مليونيْ شخص أثناء الحرب خدم ربعهم في جبهات القتال.

 

وبعد انتهاء الحرب أصبح أعضاء الباسيج يمثلون قوة يُستعان بها لكبح السلوك المنافي للنظام الإسلامي (شرطة أخلاقية)، ولقمع التجمعات السياسية المعارضة له، ولمساعدة قوات الشرطة العادية في ضبط الأمن عند اندلاع أحداث أمنية كبرى تفوق طاقتها، وفقا لقانون سنه مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أواخر عام 1992 لتنظيم المهمات الشُّرطية التي تضطلع بها الباسيج.

 

التطلع لإنشاء الباسيج في "مصر والأردن"

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية مطلع عام 2014 عن قائد قوات الباسيج الجنرال محمد رضا نقدي (ذو أصول عراقية) قوله إن بلاده تعتزم إنشاء وحدات لمنظمته في الأردن ومصربعدما خاضت تجربة تشكيلها في فلسطين ولبنان، وإن "تزايد مكونات الهيمنة الإيرانية في المنطقة يتزامن مع انحسار الهيمنة الأميركية فيها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979".

 

وفي الإطار نفسه؛ قال الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني -أواخر عام 2014 بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس الباسيج- إن "فكر الباسيج ينتشر في أنحاء العالم الإسلامي وجماعات المقاومة في فلسطين ولبنان، بما يتماشى مع الإستراتيجية الإيرانية".