إيرانيون بلا حقوق.. الأتراك والاذربيجان والبلوش على رأس القائمة

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


هناك عدد من الطوائف في إيران على رأسهم الأتراك والاذربيجان والبلوش ليس لهم أية حقوق رغم أنهم مثلهم مثل أي إيراني، إلا أن السلطات في طهران تمنعهم من ممارسة حقوقهم، فالدستور ينص على حرمان هذه الاقليات من حقوقها الاجتماعية والسياسية ويمنع عليها حرية الاحتجاج والتعبير، الأمر الذي دفع بهذه الأقليات إلى التمرد والمواجهة.

 

ويدرج الدستور الإيراني الأقليات غير المسلمة فقط وهم: الأرمن واليهود والزرادشتيون والآشوريون والكلدان، في خانة الأقليات المعترف بها، في حين لا يتم تضمين المكونات العرقية المسلمة "غير الفارسية" في تلك الخانة، وهو ما يشكل مانعاً لحصولها على حقوقها الدستورية، في بلد يضم أكثر من 90 لغة ولهجة حيّة، وعلى رأس هذه اللغات “اللغة التركية”، التي تعد واسعة الانتشار في إيران، وهي منطوقة من قبل الشعوب التركية في إيران وهم الأذريون والتركمان والقاشقاي وأتراك خراسان وأتراك الخليج والقازاق والأوزبك، يليها اللغة العربية ثم الكردية ثم البلوشية.

 

حرمان الأتراك من التعليم

يعيش في إيران أكثر من 30 مليون تركي، ورغم تبوئهم مناصب نافذة في البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي، إلا أنهم ما زالوا يعانون من بعض المشاكل مثل عدم الإعتراف بلغتهم الأم، أو السماح لهم بالتعليم والتعلم بها، لذلك الأتراك دائمين التظاهر في إيران.

 

وقد انتفض الشعب التركي الأذري في يونيو/حزيران 2006 احتجاجاً على التمييز والاضطهاد القومي، وذلك بعد عام من انتفاضة الشعب العربي الأحوازي، سقط خلال التظاهرات المليونية عشرات القتلى ومئات الجرحى، وتعتقل إيران حالياً المئات من النشطاء الأتراك الأذريين في سجونها؛ بسبب مطالبتهم بحقوقهم اللغوية والثقافية والسياسية.

 

اضطهاد الاذربيجان بإيران

على الرغم من أن المرشد الأعلى الحالي لإيران علي خامنئي ينحدر من أذربيجان، وعددا آخر من المراجع والمسؤولين، وبالرغم من أن معظم الأذريين شيعة، إلاّ أنهم – كسائر المكوّنات غير الفارسية في إيران- يتعرضون لمختلف صنوف الإقصاء والتهميش وطمس الهوية، والتي يمكن تلخيصها في الآتي:

 

1-  عدم الاعتراف بثقافتهم وهويّتهم المستقلة، أو بِلغتهم الأذربيجانية التركية، أو السماح لهم باستخدامها في التعليم، ما جعل الطلاب الأذريين في بداية العام الدراسي، في 23 سبتمبر/ أيلول من كل عام يقاطعون المدارس احتجاجا منهم على حرمانهم من التعلّم بلغتهم، ولِلفت انتباه المسؤولين إلى انتهاك أحد حقوقهم. وقد اقتنع الأذريون بكذب المسؤولين في هذا الشأن، فقبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعد الرئيس حسن روحاني الأذريين بتأسيس "مجمع للثقافة واللغة التركية في أذربيجان" كاعتراف منه بخصوصيتهم الثقافية، لكن بعد فوزه بالرئاسة تجاهل مطلبهم هذا، وافتتح بدلا من ذلك "مؤسسة أذربيجان للثقافة والفن والأدب" ما اعتبره الأذريون حركة التفافية وصورة مشوهة لما طالبوا به.

 

2-  تشويه صورة الأذريين في وسائل الإعلام، واحتقارهم، ففي مايو/ أيار 2006م، قامت صحيفة حكومية بنشر صورة كاريكاتيرية لحشرة الصرصار وهي تتحدث اللغة الأذرية، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في عدّة مدن إيرانية. وتكرر الأمر في سنة 2015م، وعلى شاشة التلفزيون الإيراني، إذ ظهر في برنامج أسبوعي، رجل من الأتراك الأذريين يقف مع ابنه في فندق بالعاصمة طهران، يشتكيان من رائحة الغرفة التي يقطنان فيها، فيما يكتشف صاحبُ الفندق لاحقاً، أن السبب وراء الرائحة هو فم الطفل الذي كان ينظف أسنانه بفرشاة تنظيف المرحاض.

 

3-   اتهام الأذريين للحكومة الإيرانية بإهمال بحيرة أرومية، في شمال غرب إقليم أذربيجان، والتي تعد ثاني أكبر بحيرة مالحة في العالم، ما أدى إلى جفافها، الذي أدى بدوره إلى الإضرار بالزراعة والثروة الحيوانية في المنطقة المحيطة بها، نتيجة للرياح المحملة بأملاح المناطق الجافة من البحيرة.

 

4-  إغلاق صحفهم ومطبوعاتهم الناطقة بلغتهم واعتقال صحفييها وسجنهم، وعلى سبيل المثال فقد أغلقت السلطات الإيرانية مؤخرا صحف ومطبوعات: يربق وديلماج ونداء أذربيجان وراوي وشمس تبريز ويشمك. وفي سنة 2007، أُلقي القبض على الصحفي سعيد ماتنبور، وهو ناشط ثقافي من مدينة زنجان، وحوكم محاكمة غير عادلة بدون حضور محامٍ له. وفي يونيو/ حزيران 2008م، حُكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة الدعاية ضد النظام الإسلامي، وإقامة علاقات مع الأجانب. ويعمل ماتنبور على نشر انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ويدعو إلى زيادة الحقوق السياسية والثقافية واللغوية للجماعات الأذرية التركية في إيران.

 

5-  تغيير أسماء مدن وقرى تركية في إقليم أذربيجان إلى أسماء فارسية.

 

6-  رزوح العشرات من النشطاء الأتراك الأذريين في سجون إيران بسبب تشكيلهم لأحزاب علنية خاصة بهم أو المطالبة بحقوقهم الثقافية.

 

7-  محاولة إضعاف روابطهم مع وطنهم الأم، فعمومًا تتّسم علاقات إيران بجمهورية أذربيجان بالفتور والتوتر، بسبب أنشطة إيران الاستخباراتية في الأراضي الأذربيجانية ومحاولاتها التدخل بشؤونها، واتخاذها موقفا مؤيدا لأرمينيا في نزاعها الحدودي مع أذربيجان، وحديث الأذريين بين الحين والآخر عن استعادة الجزء المحتل من بلادهم، ومما قامت به السلطات الإيرانية لإضعاف الروابط بين شطري أذربيجان الحدّ من انتقال الأذريين لديها من وإلى أذربيجان، أو حتى الزواج منهم.

 

وضع البلوش في إيران

وعن حال البلوش في إيران، كشف نائب الجنة التنمية الريفية والمناطق المحرومة في حكومة روحاني، أبو الفضل رضوي، عن الحالة المأساوية التي يعيشها أبناء أهل السنة في بلوشستان المحتلة.

 

وقال رضوي خلال زيارته لمدينة شابهار البلوشية: لم أرى في أي مدينة ما رأيته اليوم من فقر وتهميش وحرمان للمواطنين البلوش السنة، وإن الأسر التي تسكن في ضواحي مدينة شابهار تعاني من ابسط إمكانات الحياة الكريمة ولا يستطيع أحد ان يتصور المعاناة التي يعانونها تلك المواطنون.

 

وأكد أن عدد السكان الذين يعيشون في العشوائيات يتجاوز الـ 50 ألف نسمة في شابهار وحدها، وتلك المناطق تفتقد الكهرباء والمياه الصالحة للشرب ناهيك عن البيوت التي بنيت من القش والطين والخشب.

 

وفي سياق متصل، قال القائم بالأعمال للحاكم العسكري في مدينة شابهار، أحمد علي موهبتي، بأن أكثر من 63 بالمئة من سكان مدينة شابهار يسكنون في العشوائيات، ويفتقد هؤلاء لأبسط مقومات الحياة الكريمة وأقل إمكانيات السلامة التي تحميهم من عواصف المنخفضات الجوية الممطرة ويعيشون في اكواخ، فيما لا تتواجد في تلك المناطق العشوائية مدارس او مراكز صحية.