في بلد العمامة.. الإيرانيون لم يستوصوا بالمسيحيين خيرًا

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


 

تفاقمت حالات كبح الحريات الدينية وتضييق الخناق على الأقليات خاصة المسيحية - في الآونة الأخيرة بإيران، وأصبح النظام الإسلامي المتشدد في البلاد يبحث عن أي فرصة من أجل الضغط على المسيحيين، عن طريق إغلاق الكنائس والاعتقالات وممارسة التعذيب داخل السجون والاعتقالات لأسباب غير معلنة، والنفي وكل أساليب الاضطهاد مما دفع بالعديد من المسيحيين من مغادرة البلاد.

 

منذ عام 2011 ازدادت الضغوطات والقيود المفروضة على المسيحيين الايرانيين بشكل كبير، الكثير من المسيحيين العابرين من الاسلام يتعرضون لتحرشات وضغوطات من السلطات الحاكمة، وقد ركزت الاستخبارات وقوات الأمن الإيرانية جهودها في الآونة الأخيرة لإغلاق العديد من الكنائس في جميع أنحاء الجمهورية_ بحسب وكالة CNS الإخبارية.

 

تشير الإحصائيات الرسمية الإيرانية إلى أن عدد المسيحيين الإيرانيين لا يتجاوز 90 ألف شخص، في حين تذهب المنظمة الخيرية الكاثوليكية "ميسيو" إلى تقديرهم بأضعاف ذلك، حيث يناهز 500 ألف شخص، يتوزعون بين الطوائف البروتستانتية والأرمنية، والآشورية، والكلدانية، أما الكنيسة الكاثوليكية، فتعتبر أن المنتمين إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فقط يبلغ عددهم 15 ألف مؤمن.

 

ويبدو أن تفاوت الأرقام الخاصة بأعداد المسيحيين قد يشير إلى اختلاف في طرق ومناهج الإحصائيات، إلا أن الأرقام المختلفة تشي أيضا بوجود نية رسمية في التقليل من عددهم "بين 90 ألف مسيحي حسب المصادر الرسمية و500 ألف"-حسب مصادر حقوقية.

 

منع المسيحيين من الاحتفال علنا بأعيادهم

نعت السلطات الإيرانية في طهران، المسيحيين، من الدعوة والترويج علنًا لإقامة احتفالات بمناسبة عيد الميلاد.

 

 وقال المدير العام للتراث الثقافي في وزارة الثقافة الإيرانية في طهران، رجب علي خسرو آبادي: "قررنا منع الطائفة المسيحية من دعوة باقي المسيحيين بشأن القدوم إلى طهران لإقامة احتفالات عيد الميلاد".

 

وأضاف آبادي، أن "القانون الإيراني يضمن لكل الأقليات الدينية إقامة أعيادهم وفق معتقداتهم مع الحفاظ على النظام العام، واحترام باقي المجتمعات الأخرى"_ بحسب وكالة أنباء "مهر".

 

جلد مسيحي وزوجته لأدائهم الصلاة بالكنيسة

وفي 21 سبتمبر 2005،  تم إعتقال متنصر إيرانى وزوجته المسيحية الآشورية عندما كانا يحضران الصلاة فى إحدى كنائس البيوت وظلا معتقلين حتى حكمت المحكمة الثورية عليهما بالجلد فى يوليو 2007.

 

تعذيب مسيحي لاقتنائه الكتاب المقدس

في الرابع من مايو 2007، إصطدمت سيارة شرطة  بسيارة مواطن إيراني وبعد بهدلته من قبل رجال الشرطة الذين كانوا في السيارة  قاموا بتفتيشه وتفتيش سيارته فعثروا على الكتاب المقدس و DVD فيلم يسوع مدبلج باللغة الفارسية، فسألوه عن دينه فأجاب بشجاعة أنه كان مسلماً وأصبح مسيحيًا، فتمت إهانته وحبسه وجلده وتعذيبه لكي يرجع للإسلام.

 

كنائس المنزل

هناك مسيحيون يمارسون شعائرهم الدينية في ما يطلق عليه "كنائس المنزل" وهم جزء من أعداد كبيرة ولدوا مسلمين وتحولوا إلى المسيحية، وهم جماعة لا تقبلها إيران وتعمل على مقاضاتها.

 

عذاب نفسي يمارس على المسجونين

وعن وعن قمع المسيحيين  المساجين في إيران، قال أحد المساجين المسيحيين في حديث له مع محاباة نيوز،  إن العذاب النفسي في السجون الإيرانية هو أكثر ما يعانيه المسيحيون، بالاضافة لأبشع أنواع التعذيب غير الإنسانية.

 

واستناداً إلى ناشطين هناك 90 مسيحياً في السجون الإيرانية. وعلى رغم وعد الرئيس حسن روحاني في الحملة الإنتخابية عام 2013 بأنه "يجب على كل الاثنيات، وكل الأديان، وحتى الأقليات الدينية، أن تشعر بالعدالة"، فإن ملاحقة المتحولين إلى المسيحية متواصلة.

 

مريم زارغاران

وتعتبر مريم ناغهاش زارغاران، البتاغة من العمر38 عاما،  التي كانت تحولت من الإسلام إلى المسيحية وحكم عليها بالسجن أربعة أعوام نموذجاً لهؤلاء المضطهدين. وعلى رغم أنها تعاني أصلاً مشاكل صحية بما فيها القلب، فإنها بدأت إضراباً عن الطعام في مايو الماضي، وبعد هبوط حاد في ضغط الدم نقلت من سجن إيفين إلى المستشفى. ومن ثم أعيدت إلى زنزانتها قبل ان تتماثل للشفاء كلياً، وفق الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران.