في إيران.. للبهائيين اضطهاد خاص: اعتقالات وحملات للتحريض ضدهم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية والتي تؤكد في مبدأها الأساسي على الوحدة الروحية للجنس البشري وترتكز الديانة البهائية على ثلاثة أعمدة تشكل أساس تعاليم هذه الديانة وهي وحدانية الله، وحدة الإنسانية، أن جميع البشر قد خلقوا متساوين، إلى جانب الوحدة في التنوع، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي كونه جدير بالتقدير والقبول.

 

وفقا لتعاليم الدين البهائي، فإن الغرض من حياة الإنسان هو أن تتعلم كيفية معرفة ومحبة الله من خلال وسائل مثل الصلاة وممارسة التأمل الباطني و خدمة الإنسانية. تأسست العقيدة البهائية على يد حضرة بهاء الله في القرن 19 في بلاد فارس.

 

ولكن يبدو أن دولة إيران لا تعترف بحرية الإعتناق الديني، لذلك تضهد البهائيين.

 

حملة تحريضية ضد البهائيين

وبحسب صحيفة "إيه بي سي نيوز"، قال ممثلو المجتمع البهائي في تقرير امتد على 122 صفحة، إن حكومة "روحاني" كثفت حملة التحريض على الكراهية ضد البهائيين، بما في ذلك نشر أكثر من 20 ألف قطعة من الدعاية المناهضة للبهائيين في وسائل الإعلام الإيرانية.

 

وأشار التقرير، إلى أنه منذ تولي "روحاني" السلطة في أغسطس 2013، تم القبض على 151 بهائيًا على الأقل، وتم توثيق 388 حادثة تمييز اقتصادي بدءًا من التهديد والتخويف حتى إغلاق المحلات.

 

وأضاف، أنه تحت حكم روحاني، مُنع الآلاف من البهائيين من حضور الجامعات وتم فصل 28 منهم.

 

وفي عام 2013، أصدر الزعيم الإيراني الأعلى "آية الله علي خامنئي" فتوى يدعو فيها الإيرانيين إلى تجنب جميع التعاملات مع البهائيين.

 

وقال التقرير، إن “الحكومة الإيرانية تواجه ضغوطًا على كل الجبهات لوضع حد لعقود الاضطهاد المنهجي للبهائيين، ولكن بدلاً من الوفاء بوعودها لوضع حد للتمييز الديني، حولت الحكومة استراتيجيتها القمعية، وابتعدت عن الاعتقالات والسجن، لتستخدم وسائل يسهل حجبها مثل الإقصاء الاقتصادي والتعليمي بحسب التقرير.

 

وقال "بني دوجال" ممثل البهائية في الأمم المتحدة: "عند النظر لمجمل ما يحدث، فإن ما رأيناه هو التحول الشامل في التكتيكات من قبل الحكومة الإيرانية، وهذا على ما يبدو جزء من محاولة لإخفاء جهودها المستمرة لتدمير البهائية من المجتمع الدولي".

 

اعتقال البهائيين في إيران

كما ذكر التقرير، أنه منذ أن بدأت حكومة محمود أحمدي نجاد السابقة تكثيف اضطهاد البهائيين في العام 2005، تم القبض على أكثر من 860 من أتباع البهائية، ونحو 275 تم إرسالهم إلى السجن، وهناك 950 حادثة قمع اقتصادي و80 هجمة عنيفة ضد الشركات والممتلكات المملوكة للبهائيين، بما في ذلك الحرق والتخريب.

 

ويحث التقرير المجتمع الدولي على الاستمرار في الضغط على إيران لوضع حد للتمييز ضد البهائيين.

 

واختتم دوجال قائلًا: "إن الهدف من التقرير هو أن الضغط الدولي على إيران، سواء من قبل الأمم المتحدة، ووسائل الإعلام والناشطين أو حتى عامة الناس، لا يزال وسيلة هامة للحماية من مذبحة واسعة تستهدف أكبر مجموعة دينية غير مسلمة في إيران".

 

زيادة اضطهاد البهائيين

وأعلنت جمعية للدفاع عن البهائيين في باريس، أن البهائيين يتعرضون لمزيد من الاضطهاد مؤخرا في إيران حيث يعتقل حاليا 113 من هذه الأقلية الدينية التي لا تعترف بها الجمهورية الإسلامية.

 

وصرحت صوفي مينار المسؤولة عن جمعية البهائيين في فرنسا لوكالة فرانس برس "رغم وعود الرئيس حسن روحاني" بتحسين وضع الأقليات "ازدادت الاعتقالات هذا الصيف وأوقف عشرون شخصا في طهران وحدها".

 

وقالت إن 113 فردا من هذه الجالية معتقلون حاليا منهم سبعة قياديين -امرأتان وخمسة رجال- اعتقلوا في 2008 وأدينوا بالسجن عشرين سنة.

 

ونددت مينار "بحملة اضطهاد منهجية" تستهدف هذه الجالية التي يبلغ عددها حوالى 300 ألف شخص في إيران، "محرومين من حقوقهم المدنية" وممنوعين من "العمل في الوظيف العمومي" والجامعة بسبب انتمائهم الديني.

 

وأضافت أن "كل أماكن عبادة البهائيين دمرت أو صودرت ودمرت مقابرهم بما فيها مقبرة شيراز نهاية أبريل 2014".

 

وتؤكد أقلية البهائيين أن عدد أتباعها يضاهي سبعة ملايين في العالم وتتبع تعاليم حسين علي النوري المعروف باسم "بهاء الله" المولود في إيران في 1817 وتعتبره نبيا، لكن إيران تعتبر ذلك كفرا وغالبا ما ترى في عناصر هذه الأقلية "جواسيس" يعملون لحساب إسرائيل حيث مقرهم العالمي في حيفا.

 

وقد أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مرارا عن القلق حيال مصير البهائيين.

 

واعتبر مقرر الأمم المتحدة الخاص حول إيران أحمد شهيد في تقرير نهاية سبتمبر أن ما لا يقل عن 126 بهائيا معتقلين في أغسطس 2014 وأكد قيام الحرس الثوري بتدمير مقبرة شيراز البهائية.

 

الحبس داخل السجون الإنفرادية

وتقول أسما جهانغير، الناشطة في حقوق الإنسان، أنّ البهائيين ليس لهم حقوق في تلك الدولة، فالحكومة تحكم عليهم بالحبس التعسفي والإعتداء والسجن الإنفرادي لفترات طويلة، الأمر الّذي وصَفته على أنّه شكل من أشكال التعذيب، كما أنّ إجراءات محاكماتهم تخالف حتّي القوانين الإيرانية ذاتها.

 

وأضافت: "ويتمّ التنديد بالمحامين المسلمين الشجعان بسبب الدفاع عنهم، وتتمّ مصادرة منازل البهائيين وممتلكاتهم، ويُحرمون من التوظيف أو دخول الجامعات... كما يتمّ سجن المعلّمين البهائيين الذين يقدمون تدريسًا بديلاً في الدراسات العليا للطلاّب البهائيين في منازلهم الخاصّة".