سجن "إيفين".. سلخانة تعذيب السياسيين في إيران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يتربط إسمه بعمليات تعذيب السياسيين، فخلف أسواره المرتفعة عالم آخر من انتهاكات حقوق الإنسان، إنه سجن "إيفين" الإيراني المعروف بالسيط سيء السمعة.

 

عرف سجن إيفين بأشهر السجون في العالم، لاشتهاره باحتجاز السجناء السياسيين بأعداد كبيرة من قبل وبعد الثورة الإيرانية عام 1979.

 

المكان

 يقع سجن إيفين في منطقة تجارية وسكنية تعرف بإسم إيفين، بالقرب من منطقة سعادات أباد، وتقع في المنطقة حديقة كبيرة مع مقهى شعبي شهير بالإضافة إلى مطعم يقعون جميعهم ملاصقين للسجن.

 

ويعد التقاط الصور محظور في المنطقة القريبة من السجن.

 

الإنشاء

أنشيء سجن إيفين عام 1962، في عهد شاه إيران محمد رضا بهلوي، وتنقسم أجنحته إلى جناج 209 الذي تديره المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، وجناح 350 الذي يدار من قبل السلطة القضائية.

 

أبرز السجناء

من أبرز سجناء سجن إيفين، محمد رضا رحيمي، المساعد الأول للرئيس الإيراني السابق، ومحمود احمدي نجاد ومهدي هاشمي نجلعلى أكبر هاشمي رفسنجاري، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام.

 

كما ارتبط أسم الكثير من السجناء بهذا المعتقل في عهد حسن روحاني ومنهم مهندسة الديكور ريحانة جباري والتي أعدمت بعد فاعها عن نفسها أمام محاولة اعتداء من قبل مسئول إيراني سابق بالاستخبارات الإيرانية.

  

اشتهار سجن إيفين بالتعذيب الأبيض

ويشتهر سجن "إيفين" بعمليات التعذيب الأبيض لفترات طويلة من خلال الحبس الانفرادي خارج نطاق سيطرة سلطات السجن.

 

التعذيب الأبيض في إيران هو نوع من أنواع التعذيب النفسي، وهو يتضمن وحشية في الحرمان الحسي، وفي هذا النوع من التعذيب يحمل المعتقل إلى فقدان هويته الشخصية وانخفاض إنتاجه البشري، من خلال فترات طويلة من العزلة.

 

القرآن في سجن إيفين تمويه للإعتداء الجنسي

قال برويز سيري، كشاهد على التعذيب في سجن إيفين:"يذكّرني صوت الأذان والراديو بسجن إيفين، ويذكّرني ارتفاع الصوت بالاعتداء الجنسي على نزيل الزنزانة المجاورة، فعندما كانوا يريدون الاعتداء جنسياً على أحد السجناء في الجناح (ألف) كانوا يرفعون صوت القرآن، وعلى حدّ قولهم كانوا يلقنونه درساً".

 

كاميرات الحمامات في سجن إيفين

كما كشفت الرسامة والناشطة الإيرانية آتينا فرقداني، المفرج عنها قبل فترة من سجن "إيفين" في وقت سابق من خلال شريط مصور عن وجود كاميرات مراقبة في داخل الحمامات بسجن إيفين، وقالت: "عندما أخذوني للحمامات كانت هناك كاميرات للمراقبة وعندما استفسرت عن ذلك قالوا لي إن هذه الكاميرات ﻻ تعمل".

 

وأضافت: "وجدت في ذلك اليوم في سلة المهملات كأسين ورقيين فأخذتهما وخبأتهما تحت ثيابي ولكن عندما أخذوني إلى زنزانتي سمعت في الممر حديث الحارسات حيث تخاطب إحداهما الأخرى أن تحرّك الشريط إلى الوراء كي ترى لماذا قمت بأخذ الكأسين؟! فعرفت أن الكاميرات تعمل وتسجل كل شيء ومنذ ذلك الحين أنا أشعر بعذاب نفسي شديد".

 

وتابعت: "ثم بعد لحظات دخلت عليّ إحدى السجانات وفتحت الباب الحديدي بعنف وصرخت بوجهي: إخلعي ملابسك! فأجبت هذا لا يجوز، فظلت تصرخ بوجهي كي أخلع ملابسي حتى أخرجت الكأسين من تحت ثيابي ورميتهما على الأرض".

 

وأضافت:" لم تقتنع السجانة بذلك وأصرّت على خلع ملابسي وعندما قاومتها جاءت سجانة أخرى وقامت الاثنتان بحشري في زاوية الزنزانة وأمسكتا بي من يديّ، حيث بدأت بالصراخ، فوضعت إحداهن يدها على فمي وقالت: لا تصرخي لأنه يوجد تحتنا زنزانات الرجال وسيسمعون صوتك وإن صرخت سأضربك على فمك حتى يمتلأ دما".

 

واستطردت: "بعد ذلك ضربت إحداهن يديّ بالحائط حيث تورمت إحدى يديّ وبقيت تؤلمني لفترة طويلة ومن ثم قامتا بتجريدي من ملابسي بشكل كامل وبعنف، وبقيت آثار أظافرهما على جسمي لمدة طويلة، وترافق ذلك مع كيل الشتائم والألفاظ البذيئة التي أعجز عن وصفها".