من التعذيب للاغتصاب.. هكذا تتعامل إيران مع السجناء!

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فرضت كافة منظمات حقوق الإنسان بمختلف دول العالم العديد العديد من البنود التي تستخدمها الدولة في الحفاظ على حقوق السجناء، ألا أن إيران لم تلتزم بتلك المواثيق وقامت بإتباع أبشع أساليب التعذيب تجاه السجناء هناك من اغتصاب السجينات وتعذيب المعتقلين السياسيين والصحفيين في أمكان حساسة بأجسادهم.

 

المرتبة السادسة

بالرغم من أن إيران تأتي في الترتيب الـ19 عالمياً من حيث عدد السكان، إلا أنها جاءت في المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث عدد السجناء، وذلك بحسب الإحصائيات العالمية فما يحدث داخل السجون الإيرانية جعل تصنيفها مستقلاً بذاته من حيث أساليب التعذيب والترهيب، خاصةً في ما يتعلق بالمعتقلين السياسيين.

 

عدد السجناء

ووفقاً لأحدث إحصائية نشرتها مصلحة السجون الإيرانية بتاريخ 5/4/2014، بلغ إجمالي السجناء في المحافظات الإيرانية 210 آلاف و672 سجيناً، وحظيت العاصمة طهران بالنصيب الأكبر، حيث وصل عدد السجناء فيها إلى 31 ألفاً و900 سجين، يمثلون حوالي 0.3 % من إجمالي عدد السكان، فيما بلغ عدد السجناء في خراسان حوالي 20 ألفاً و119 سجيناً، وفي محافظة فارس 15 ألفاً و540 سجيناً، وفي أصفهان 14 ألفاً و147 سجيناً، وفي خوزستان 13 ألفاً و285 سجيناً، وفي كرمان 11 ألفاً و419 سجيناً، وفي إيلام 1285 سجيناً، وفي زنجان 1102 سجيناً، وفي تشهار محل وبختياري 1656 سجيناً، وفي كهكيوليه وبوير أحمد 2009 سجناء، وأخيراً في محافظة خراسان الشمالية 2222 سجيناً.

 

إيران فشلت

أكدت منظمة العفو الدولية، أن هناك عشرات الشباب الذين يقبعون في السجون انتظاراً لتنفيذ أحكام الإعدام فيهم بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا أحداثاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وكتبت تقرير بعنوان "أطفال يكبرون وهم ينتظرون تقديمهم إلى حبل المشنقة"، مؤكدة أن إيران تواصل تقديم الأحداث إلى حبل المشنقة، بينما تتباهى بالإصلاحات المجزأة التي أدخلتها على قوانينها الجنائية، قائلةً إنها تمثل تقدماً كبيراً، لكنها في الواقع فشلت في إلغاء عقوبة الإعدام ضد الأحداث.

 

الأحكام غامضة

كما أكد تقرير المنظمة العفو أن هناك 73 حالة إعدام للجانحين الأحداث ما بين 2005 و2015، وتقول منظمة الأمم المتحدة إن 160 مذنباً من الأحداث على الأقل ينتظرون حالياً تنفيذ أحكام الإعدام، ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من الأرقام المذكورة نظراً لأن استخدام عقوبة الإعدام في إيران غالباً ما يلفه الغموض والسرية.

 

سجون سرية

وهناك سجون رسمية وأخرى سرية تمارس فيها التعذيب بشتى أنواعه:

-سجن "رجائي شهر" أو جوهردشت: وهو يقع في مدينة كرج القريبة من طهران، وقد شهد إعدام آلاف السجناء السياسيين من كلا الجنسين خلال عام 2009م، ولا يزال يشهد إعدامات يومية.

 

-سجن "كهريزك": وهو يقع خارج مدينة طهران، وقد شهد على فترات عدّة ومنذ قيام الثورة، اعتداءات جنسية متكررة على سجناء سياسيين من كلا الجنسين وفي مختلف الأعمار، مما أثار غضب الشارع الإيراني.

 

-معتقل 59 التابع للحرس الثوري: وهو أحد معتقلات الحرس الثوري السرية الكثيرة، ويقع داخل حامية عسكرية في طهران، ولا يمكن زيارته لأي شخص حتى لكبار شخصيات السلطة القضائية، وتمّ مؤخراً إلحاقه بسجن إيفين بضغط من الحركة الطلابية.

 

-معتقل "أفسريه": وهو تابع للحرس الثوري، ويقع شرق طهران في منطقة تعرف باسم (قصر فيروزه)، وهي منطقة تعج بالقوات العسكرية عالية التدريب، وفي هذا السجن كانت تتم عمليات التعذيب للمحتجين على نتائج انتخابات عام 2009 الرئاسية.

 

-سجن "قرجك": يقع شرق مدينة طهران، وهو سجن خاص بالنساء، يفتقد أدنى متطلبات الصحة، وتتعرض فيه السجينات بشكل دائم للضرب والشتم والتحقير بجميع أنواعه، وهو يضم عدداً كبيراً من السجينات السياسيات.

 

التعذيب الأبيض

التعذيب الأبيض في إيران هو نوع من أنواع التعذيب النفسي، وهو يتضمن وحشية في الحرمان الحسي، وفي هذا النوع من التعذيب يحمل المعتقل إلى فقدان هويته الشخصية وانخفاض إنتاجه البشري، من خلال فترات طويلة من العزلة، ويُدعى هذا النوع من التعذيب "شكنجه سفيد"، وتتم ممارسته على السجناء السياسيين ومعظمهم من الصحفيين، ولا يحتاج بالضرورة إلى إذن مباشر من قبل الحكومة الإيرانية، وتجري في سجن "إيفين" عمليات التعذيب الأبيض لفترات طويلة من خلال الحبس الانفرادي خارج نطاق سيطرة سلطات السجن، ويشتهر به القسم 209.

 

جرائم ترتكب 

ومن سجن السياسيين، أسس ناشطون إيرانيون ينتمون لـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" وحقوقيون دوليون لجنة "العدالة لضحايا مجزرة السجناء السياسيين" التي ارتكبها نظام روح الله الخميني وتم الإعلان عنها على هامش اجتماعات الدورة الـ 33 لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف المنعقدة ما بين 13 حتى30 سبتمبر الماضي.

 

 اغتصاب السجينات

ونشرت وكالة "هرانا" التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين، تقريراً مفصلاً عن سجن "قرتشك" للنساء الذي يقع في صحراء شرق طهران، مشيرة إلى أنه أخطر السجون في إيران وأسوأها نظراً لتعرضهن للاغتصاب والتعذيب والظروف الصحية والنفسية السيئة المفروضة على السجينات.

 

تصوير النساء بالحمامات

وتناولت الوكالة تفاصيل قصة الرسامة والناشطة الإيرانية "آتينا فرقداني" التي تعتبر مثالاً لما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في سجن إيفين، وكشفت الوكالة أن المفرج عنها تعرضت لحالات تعذيب والإساءة وتصوير النساء في الحمامات من خلال كاميرات سرية في القاطع الثاني الخاص بالنساء والذي تشرف عليه استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وأكدت "فرقداني" أن الغرض من وجود الكاميرات بالحمامات في السجون هو نشر هذا الفيديو على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

 

ضغوط نفسية

وتحدثت الناشطة أتينا في شريط مصور عن تعرضها خلال فترة اعتقالها إلى شتى الضغوط النفسية، وقالت إنها أضربت عن الطعام بعد مرور شهر ونصف الشهر، وتم الإفراج عنها بكفالة مالية بعد تدهور حالتها الصحية، بانتظار مثولها أمام محكمة الثورة بطهران.