6 محطات تُلخص زيارة البابا فرنسيس إلى أرض مصر .. من المطار إلى المطار

أقباط وكنائس

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان


كانت زيارة البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان إلى مصر، بمثابة ضربة قوية قصفت جبهة الإرهاب، لاسيما بعد الحادث الإرهابي الاخير والذي شهدته مصر بكنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، أثناء إتمام طقوس احتفال الأقباط بأحد لسعف أو أحد الشعانين.

وكان لتلك الزيارة ملامح أساسية حرصت "الفجر" على تجميعها؛ لتخليد تلك الزيارة التاريخية لبابا السلام في أرض المحبة والسلام.      

 

الصغيرات يستقبلن "فرنسيس" بالورود

استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، فور نزوله إلى  مطار القاهرة مجموعة من الفتيات بباقات من الزهور احتفاءً بزيارته التاريخية لمصر والتي استغرقت يومين.

كما كان في استقباله وفد كبير من قيادات الدولة والكنائس المصرية وعلى رأسه المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والأنبا عمانوئيل عياد، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك.

كما شهدت البلاد حالة شديدة من الاستنفار الامني، حرصًا على حياة البطيريرك الضيف من أي محاولة من الإرهاب الغاشم لتكدير الصفو العام وفرحة المصريين باستقبال بابا السلام.

كما قامت المدارس الكاثوليكية بالمشاركة بما يقارب 50 طفل وطفلة من كل مدرسة ليرتدون الزي الابيض ويحملون الورود، طيلة الطريق حتى القصر الرئاسي، بينما شاركت الكنائس بعدد كبير من الشباب - ما يقارب 20 شاب من كل كنيسة- وذلك للمشاركة في كافة الفاعليات التي يمر بها البابا فرنسيس بمصر.

 وتزينت شوارع القاهرة استعداد لزيارة البابا فرانسيس، لمصر، حيث كتب على لوحات الترحيب "بابا السلام.. فى مصر السلام".

 

مؤتمر الأزهر العالمى للسلام

 شارك البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، خلال يومه الأول في زيارته التاريخية لأرض مصر، بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام.

وشدد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، واعتماد استراتيجية كاملة للوصل لـ" الهوية والشجاعة والإخلاص".

وقال بابا الفاتيكان، خلال كلمته بالمؤتمر، إنه أولاً لا بد من واجب الهوية، لأنه يمكن بناء حوار على الغموض وعدم الصراحة، ثانيا الشجاعة على الاختلاف، لأن الاختلاف الدينى والثقافى لا يعنى وجود العداوة الدينية بين الأطراف، ونحن مقتنعون أن خير الجميع هو أيضا خير لجميع الأفراد، وثالثا الأخلاص فى النوايا، حيث لا بد من اعتماد استراتجية كاملة للوصل لهذه الأهداف.

وأكد البابا على أهمية وجود استراتيجية لتحويل التنافسية إلى تعاون، وتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص مع الآخر، مع الاعتراف بحرياته وحقوقه وخاصة حرياته الدينية لأن هذا الطريق الأمثل للوصل للنجاح فى المستقل حتى نصبح بناة حضارة، حيث لا يوجد أى بديل عن اللقاء وعدم الاعتراف بمدنية الصدام،  ولا بد من رفض البربرية التى تدعو إلى العنف.

وأضاف البابا أن المسيحيين لا يستطيعون أن يدعوا الله الواحد الأحد، إذا كانوا يتصرفون كإنسان تجاه الإنسان ضد صورة الله، مردفاً: "نحن إخوة الجميع، ولذلك نعترف أنا مشاركون فى مكافحة الشر الذى يهدد العالم، حتى أنه لا يكون أرض الأخوة، وإن طريق الإحسان مفتوح أمام كل البشر حتى تستطيع كل الجهود تحقيق الإخاء العالمى".

وتابع البابا:" هذه الجهود ضرورية.. لا يخدم رفع الصوت أو زيادة التسليح لحماية أنفسنا، واليوم لا بد أن نكون صانعى سلام، ونحن اليوم فى حاجة ماسة إلى صنع السلام لا إلى إثارة النزاعات، ولا بد أن نكون دعاة تصالح لا ناشرى دمار".

واستطرد:"نشهد أننا من جهة نبعد عن واقع الشعوب بأسماء أهداف تبعد عن حقائق الشعوب، من خلال الديماجوجية، والتى لا تساعد فى تعزيز السلام، ولا يساعد الحث على العنف على نشر السلام، ولا بد أن الدعوة إلى العنف عامل يساعد دعاة الأصولية والعنف للوقاية من النزاعات ولصناعة السلام، فإن من الأساسى التعاون لإنهاء حالات الفقر والاستغلال، حيث تسهل نمو الأصولية وتبريرها، وتدفقات المال والسلاح نحو من يشجع العنف وأيضا فى أصل الأمر لا بد من مقاومة انتشار الأسلحة التى إذا ما صنعت وبيعت فإنها يوم ما سيتم استخدامها".

ووجه البابا فرنسيس، رسالته لرجال الدين، قائلاً :" إننا كرجال الدين مسئولون عن كشف العنف الذى يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء دينى ولا بد من ان نكشف حقيقته التى تبنى على الأنانية وليس حب الآخر، ولا بد أن نكشف كل صورة من صور الكراهية التى تعارض حقيقة كل الأديان.. إنه إله السلام ..إنه الله السلام.. ولذلك لا يمكن تبرير أى شكل من أشكال العنف باسم الله".

وأضاف بابا الفاتيكان،:"معاً ومن هذه الأرض التى تمثل لقاء السماء والأرض، لا بد أن نكرر رفضنا الواضح لأى شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التى ترتكب باسم الدين أو باسم الله.. معاً نؤكد قدسية كل حياة بشرية بعيداً عن أى نوع من العنف البدنى أو الاجتماعى أو التربوى أو النفسى.. إن الإيمان الذى لا يولد من  قلب خالص وصافى ومن حب حقيقى تجاه الله، هو عبارة انضمام اجتماعى ونفسى لا يحرر الإنسان بل يدمره وكلما ينمو الإنسان فى إيمانه نحو ربه فإنه ينمو فى حب نحو الآخر.. الدين مدعو إلى نشر السلام دون التخلى عن الأدوات المساعدة للوصول إلى التصالح، ولا بد أن نطلب من الله أن يهبنا السلام ونستطيع الحوار وأن نصل إلى الوئام والتعاون والصداقة".

 

الرئيس المصري وبابا الفاتيكان

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمواقف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، قائلاً ": إننى أؤكد لكم قداسة البابا إن مواقفكم التى تقوم على تشجيع التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم هى موضع إعجاب واحترام وأذكر لقائى الأول بقداستكم فى الفاتيكان فى نوفمبر 2014 وأتذكر بامتنان أننى استمعت لرؤيتكم التى تدل على بصيرة ثاقبة".

وتابع الرئيس المصري خلال لقاء البابا الفاتيكاني بفندق الماسة: "بصيرتكم الثاقبة تنبع عن روح متشبعة بالإيمان بقدرة البشر لى فعل الخير ومتمتعة بحكمة عميقة تدرك أهمية التعامل مع تعقيدات واقع صعب لبلوغ الاهداف النبيلة التى تحفظ للبشر إنسانيتهم وتشيع العدل والسلام والخير بينهم".

وأضاف: "أرحب بكم قداسة البابا فى أرض مصر الطيبة التي سطرت عبر الزمن  فصول مضيئة فى تاريخ الإنسانية والتى مزجت بعبقرية متفردة بين رسالات سلام إلى البشر وبين ما أنتجه من حضارة وثقافة ليخرج إلى العالم نور يضيء الطريق نحو السلام والتسامح بين كافة بنى البشر وعبر مختلف العصور".

كما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن تقديره لمشاركة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، قائلاً إنها تؤكد حرصكم على ترسيخ ثقافة الحوار بين كافة الأديان لتدعيم قيم المحبة والسلام والتعايش المشترك، وبالمثل كانت الزيارة التاريخية التى قام بها البابا تواضروس للفاتيكان عام 2013، وإعلان 10 مايو يوم للصداقة بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية خطوة هامة للتواصل بين مؤسسات مصر الدينية العريقة والفاتيكان".

وأضاف الرئيس :"أنتم يا قداسة البابا تحلون ضيفاً عزيزاً على مصر اليوم بحضور ممثلى مؤسساتها الدينية العريقة، ليكون استقبالنا لقداستكم على أرض مصر إعلاناً للعالم عن متانة وحدتنا الوطنية وصلابتها، تلك الوحدة التى نعتبرها خط دفاعنا الاساسى ضد من يضمرون ضد وطننا شراً".

وتابع:"قداسة البابا إننا نرحب بكم مجدداً ضيفاً كريما على أرض مصر، فإننا نشاطركم عظيم الأمل فى مستقبل أفضل يحمل التسامح ونتمنى لكم إقامة سعيدة وطيبة فى بلدنا داعين الله العلى القدير أن يديم على مصر والعالم بأثره نعمة الأمان والطمائنية والاستقرار".

 

الباباوان

استقبل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، لدى وصوله مقر الكاتدرائية بالعباسية بحفاوة وحب كبيرين، وتخلل الاستقبال عناق بينهما.

ووقع الباباوان اتفاق تاريخي حول " سر المعمودية"، لينهي الاتفاق الخلاف بين الكنيسيتين الشرقية والفاتيكانية، وينص على عدم إعادة سر التعميد للمسيحي المنتقل من كنيسة إلى أخرى.

 

وينص الاتفاق كما نشرته صفحة المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على الاتي:

"طاعة لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلى المسيح من أجلها، نحن اليوم البابا فرانسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، نسعي جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستنا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاثة في نيقية والقسطنطينية وأفسس، نطلب من الله الأب أن يقودنا في الأوقات وبالطرق التي يريدها الروح القدس إلى بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السري».

 

الوجه الرعوي للزيارة

بدأ البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، عظته، فى قداس اليوم السبت، الذى ترأسه فى استاد الدفاع الجوى وسط حشود من المصريين الأقباط والشخصيات العامة، بقول السلام عليكم فى رغبته لكسر حاجز اللغة.

وتحدث البابا فى عظته عن قدرة الله التى تتعلق بالمحبة والمغفرة والحياة، مشيرًا إلى أن صلب السيد المسيح وقيامته من الأموات هى مثال على ضرورة صلب أفكارنا المتحجرة لنرى صورة الله المحب وليس الجبار.

وقال: "إن الإيمان الحقيقى هو ذلك الذى يجعلنا أكثر محبة وصدقا وإنسانية وهو ذلك الذى ينعش القلوب ويدفعها إلى محبة الجميع دون تمييز .. الإيمان الحقيقى هو الذى يجعلنا ننشر ثقافة الحوار والأخوة وشجاعة المغفرة لمن يسئ إلينا ومساعدة من يسقط وإكساء العريان وإطعام الجائع".

وخلال زيارته تعمد البابا الاستعانة بالعديد من العبارات العربية فى رغبة على كسر حاجز اللغة وانعكاسا لرسالته فى بناء الجسور مع المصريين والعالم الإسلامى، وبدأ البابا أمس الجمعة خلال خطابه فى الأزهر الشريف أيضا بقول "السلام عليكم".

كما رد خلال خطابه فى لقاءه مع الرئيس السيسى ورجال الدولة بفندق الماسة، عبارات بالعربية مثل "مصر أم الدنيا" و"االدين لله والوطن للجميع " وختم خطابه بـ"تحيا مصر".

 

كما التقى البابا فرنسيس في ختام رحلته الرعوية إلى أرض مصر بشعبه الكاثوليكي الكلية الاكليريكية للاقباط الكاثوليك بالمعادي.

 

الوداع

ودع الشعب المصرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان، منذ قليل، بعد زيارة يومين للمحروسة بعث خلالها رسائل السلام للعالم أجمع.

ودشن رواد موقع تويتر هاشتاج "يومين مش كفاية ياقداسة البابا"، وطالبوه بزيادة مدة الزيارة لتفقد معالم مصر السياحية، ونشر تراتيل السماء فى أرجاء مصر.

واحتل الهاشتاج قائمة الأكثر تداول فى مصر بما يقرب من 2000 تغريدة.