هانى سامى يكتب: لو أنت محرر فن وثقافة تبقى أكيد "صبى عالمة"

الفجر الفني

بوابة الفجر


اعرف أن عنوان مقالي هذا يحمل كثيرًا من القسوة تجاه زملاء المهنة وهم من ينتمون للعمل فى أقسام الفن والثقافة وأنا منهم بالطبع، لكن رغم تلك القسوة إلا أن ما أقوله واقعا فعليا يعانى منه تلك الشريحة من الصحفيين.

 

الخلفية الذهنية الراسخة فى عقول الكثير من الجمهور والقراء بل وأبناء المهنة أنفسهم تجاه زملائهم بأقسام الفن والثقافة، هى خلفية لا تخرج عن كون هؤلاء يعيشون حياتهم بين الحانات والمواخير وعلب الليل وينتهى يومه باصطحاب إحدى الراقصات أو العاهرات لفراش المتعة، وفى مربع آخر فى تلك الخلفية السيئة نجد انطباعات أخرى عن محرر او صحفي الفن بأنه من عشاق المظاريف المغلقة المتاخمة والمكتظة بالأموال ليكتب خبر أو موضوعا يلمع به هذه النجمة أو تلك الراقصة، ونجد أخر يهوى إثارة الفتن بين نجوم ونجمات الفن ليكسب ودهم جميعا وان كان ذلك عن طريق النميمة والتلفيق بل ويصل الأمر للخوض فى الأعراض أحيانا.

 

نحن لا ننكر أن هناك بعض النماذج السيئة من بين محرر وصحفيي الفن والثقافة ولكن هذا أمر استثنائي يحدث فى كل المهن الموجودة على سطح الكرة الأرضية وأؤكد ان النموذج السيء هو الاستثناء، لذا نجد السواد الأعظم منهم يتألم لنظرة الآخر إليه بأنه مجرد كاتب بالأجر وموضوعاته لاتتجاوز الراقصات المغمورات بل انه يتعرض للغمز واللمز من زملاؤه بأقسام الحوادث والتحقيقات والسياسة والرياضة ويصل الأمر بوصفه بـ"صبى العالمة" فى قالب من المزاح المر الذى يصل للاحتقار أحيانا كثير.

 

الأسباب كثيرة في تلك النظرة الدونية لمحرر وصحفى الفن ولكن ارى ان السبب بل والمتهم الأول والرئيسي فيها هو السينما وأسوق لكم البراهين دون أقوالا مرسلة بعد أن دققت وحققت فى الأمر عبر وقت ليس بقصير فنجد اكثر من تسعة أفلام أهانت واحتقرت محرر الفن بشكل فاضح واذكر لكم هنا فيلم "لعبة الست" إنتاج عام 1946 بطولة نجيب الريحانى، تحية كاريوكا، تأليف بديع خيرى وإخراج ولى الدين سامح ففى مشهد شهير يقف الصحفى الذى جسد دوره حسن البارودى منحنيا أمام الراقصة فاتينيتسا "تحية كاريوكا" التى انتهت من رقصتها توا فيقتحم جلستها الخاصة قائلا: انا المندوب الفنى لمجلة العصفور الأزرق فتقول له : اووووه هو ده وقته يا استاذ فيرد بتطفل اكثر بعد ان يجذب كرسى وينضم لهم: ثلاث دقائق لا اكثر ويسألها عدة اسألها تافهة أكثرها شهرة : اين ترعرعت سيدتى؟ وبمرور الوقت صار هذا السؤال وطرحه دليلا على تفاهة محرر الفن.

 


مركز تحميل الصور

 

أشهر الأفلام التى قدمت نموذج الصحفى على الإطلاق هو الفيلم الشهير "القاهرة 30" إنتاج عام 1966 بطولة سعاد حسنى، احمد مظهر، حمدى احمد، عبد العزيز مكيوى عن قصة لنجيب محفوظ وإخراج صلاح ابو سيف وكان هذا الفيلم مخلا لكشف نوع آخر من الصحفيين وهم من يعملون بالسياسة ويرتضون على أنفسهم القوادة وذلك عبر نموذج محجوب عبد الدايم – احمدى احمد – والمعادل المثالى لهذا النموذج داخل الفيلم هو على طه – عبد العزيز مكيوى – وهو الصحفى الثورى الذى يعد المنشورات من خلال مجموعة سرية لتحرير البلد من الاحتلال وهنا ولان النموذجان على طه ومحجوب عبد الدايم رغم اختلافهما إلا أنهما يتصفان بالرصانة فوجد المؤلف تخفيفا لوطأة الأحداث السياسية ان يطرح نموذج لصحفى تافه ولم يجد بالطبع سوى صحفى الفن الذى جسده عبد المنعم إبراهيم تحت اسم الصحفى احمد بدير، ففى مشهد ساخن للغاية وفى الوقت الذى تعد مجموعة على طه لمطبوعة صحفية وطنية ويقول طه ان هذا انفع للناس من ان ننشر قصة الراقصة التى خطفت فلان من مراته وفلان اللى حب فلانة وهنا يقفز للمشهد الصحفى احمد بدير ويمنحه على طه بروفة الصفحة الاولى من المطبوعة لطرح رأيه فيمسكها صحفى الفن جيدا ويقرأ بصوت عال: نحو مجتمع جديد.. ديمقراطية الشعب وبعدها يلقى بالبروفة على الارض قائلا: دى مش صحافة دى، الصحافة لها اصول.. الصحافة أسرار وعواطف وفضايح فيرد اخر: ما هو فيه قصة الحب عندك يا احمد فيرد: الحب المطلوب فى الصحافة حب المغامرات وحب اوض النوم وهنا يتدخل على طه قائلا: دى مش تبقى صحافة دى تبقى دعارة، فيرد احمد بدير: والله انتوا ما تعرفوا الف به من اصول الصحافة انتوا بالمنظر ده عددين اتنين وهاتفلسوا باذن الله دا اذا متصادرتوش من اول عدد.

 


مركز تحميل الصور

 

فيلم "معبودة الجماهير" إنتاج 1967 بطولة عبد الحليم حافظ وشادية وإخراج حلمى رفلة ويأتى العجب هنا لان قصة الفيلم  للصحفى الكبير مصطفى أمين وكأنها شهادة منه على الصورة السيئة التى اظهر عليها صحفى الفن ضمن أحداث الفيلم وهو ابو بكر عزت والمصور الصجفى الذى قام بدوره احمد الحداد حيث جاء محرر الفن هنا اشبه بالمخبر الذى يبحث عن علاقة يسرق اخبارها دون السماح من ابطالها بطرحها لرغبتهم فى السرية فى تلك الفترة حيث كان ابراهيم – عبد الحليم حافظ – فنانا صاعدا وسهير – شادية – نجمة كبيرة وفى مشهد اخر نجد ابو بكر عزت يقف امام عادل رئيس التحرير – محمد اباظة - يقول له وهو يعرض عليه مجموعة من صور ابراهيم وسهير: الصور اهى والريبورتاج جاهز يا استاذ بعنوان " فضيحة الموسم الغرامية " فيرد رئيس التحرير الموضوع مش بسيط انا راييى ننتظر لحد ما نتصل بسهير فيرد محرر الفن : بس ده سبق صحفى يافندم ، فيقوم رئيس التحرير تقريبا بطرد المحرر الذى يردد وهو يغادر ومستقبلى؟! وكأن مستقبله المهنى توقف على تللك الواقعة التى يراها فضيحة.

 


مركز تحميل الصور

 

فيلم "أيام الحب" إنتاج عام 1968 بطولة احمد مظر ونادية لطفى، سهير البابلى تأليف محمد ابو سيف اخراج حلمى حليم ، فى هذا الفيلم يقوم الفنان عبد المنعم ابراهيم بدور صحفى فن اسمه حنفى وهو نموذج صارخ للفساد الصحفى حيث اشتهر عنه نقل الكلام من هذا وذاك واثارته للفتن وسكير طوال الوقت يلهث خلف العجائز فى الحفلات العامة والخاصة ويستغل علاقته بالمخرج السينمائى شريف لطفى – احمد مظهر -  والممثلة السينمائية الهام – سهير البابلى – ليخرج بغائم عديدة منها الرخيص مثل منحه الخمور او دعوته على العشاء مقابل ان يدلو بما لديه من أسرار.


مركز تحميل الصور


 

فى عام 1971 تم عرض فيلم "ثرثرة فوق النيل" عن قصة لأديب نوبل الراحل نجيب محفوظ وسيناريو وحوار لممدوح الليثى إخراج حسين كمال وبطولة عدد من النجوم منهم عماد حمدى وماجدة الخطيب، احمد رمزى، ميرفت امين، ماجدة الخطيب، عادل ادهم والذى جسد دور صحفى الفن على السيد احد مجموعة المساطيل فى العوامة التى تضم الممثل وكاتب القصص والمحام والموظف وغيرهم ويبدا التعارف الاول من رجب القاضى – احمد رمزى – بين انيس زكى – عماد حمدى – فيقول ويشير تجاه عادل ادهم او على السيد وهو يتناول مخدر الحشيش: ده صحفى كبير ممكن يكتب يطلعك سابع سما او ينزلك سابع ارض فيرد الصحفى موجها حديثه لرجب القاضى: مساء الفن يا جميل.. اه ابقى اقرا المقال بكره كتبت كلمة ماتستاهلهاش طلعت فيلم للمريخ فيرد اخر: هو انت شفت الفيلم وتأتى اجابة  الصحفى: بقى انت عايز امبراطور المملكة والصحافة والنقد يشوف فيلم عربى فيضحكم الجميع ويسأله اخر: امال بتكتب وتنقد إزاى ؟ فيرد الصحفى: ما هية حكاية واحدة يا درش اتعملت خمستلاف فيلم ولسه هاتتعمل كمان خمستلاف فيلم وسط ضحكات الحضور المختلطة بدخان الحشيش وكؤس الخمر ممزوجة بضحكات العاهرات ويظهر الصحفى على السيد طوال الفيلم لا يفعل شى سوى عيش كل الملذات بل والموبقات ومجاملة صديقه الممثل الذى أفل نجمه بالكتابة عنه مجاملة لا اكثر ، ورغم محاولة المؤلف فى الفيلم ايجاد توازن درامى ومعادل سوى لشخصية صحفى الفن المنحل على السيد بطرح شخصية  صحفية الفن الصاعدة وتلميذة الصحفى الكبير وهى سمارة التى جسدتها باقتدار ماجدة الخطيب الا ان النموذج الطاغى على الاحداث كان للاسف هو النموذج السىء عبر الدور الذى جسده بكل براعة واقتدار عادل ادهم.


مركز تحميل الصور


 

سونيا سليم هو دور الراقصة الذى جسدته نبيلة عبيد فى فيلم " الراقصة والسياسى " عام 1990 وشاركها فى بطولته صلاح قابيل تاليف احسان عبد القدوس واخراج سمير سيف ، فى هذا الفيلم تقاعس احد موظفى الدولة الكبار لمنح الراقصة ترخيص لاقامة دار ايتام ورفض بحجة انها راقصة فلم تجد تلك الراقصة من حيلة سوى استضافة محرر وصحفى فن كبير يدعى حبيب وجسد دوره الممثل محمد التاجى وذلك لاعلانها كتابة مذكراتها من خلاله حيث قامت باستغلاله والتلاعب والضغط على الدولة فى معركتها ، ففى احد المشاهديقول صحفى الفن لسونيا سليم عايزين نكتب مذكرات محترمة فيها حقايق فترد الراقصة : الغريب ان كل الحقايق فضايح فيضحك موافق وهو يقول ما باليد حيلة وتنجح الحيلة وتنتصر الراقصة باستخدامها محرر الفن.

 


مركز تحميل الصور


فيلم " الستات" من الافلام التى اكدت عى نظرة تبدو اكثر دونية مما طرحناه  لنموذح صحفى الفن ، رغم ان مؤلفته هى فى الاصل محررة فن وامتلكت يوما مطبوعة متخصصة فى الفن باسم " ستديو مصر " وهى الناقدة ماجدة خير الله ، الفيلم انتاج عام 1992 اخراج مدحت السباعى ، وبطولة محمود ياسين ، عبلة كامل ، هالة صدقى، فيفى عبده ، نبيل الهجرسى الذى جسد شخصية محرر فن يدعى فريد وهو دور محورى للغاية فى الفيلم الذى تبدأ احداثه بمشهد له وهو يمارس التآمر والنميمة عبر الهاتف بشكل عبثى حيث يقول فريد وهو يمسك سماعة الهاتف : " يامدام ثريا متشغليش بالك بيها وتعملى مقامك من مقامها ، دى لا فنانة ولا ممثلة ولا حاجة خالص ، اوووووووه ياربى ، هو انا مش ناقد واعرف كل الحاجات اللى فى الحاجات .. ابدا ابدا الحكاية وما فيها ان شوية الفساتين اللى فضلت تغير فيهم 100 مرة طول الفيلم هما اللى عملوا لها جو وخلوا الناس يلتفتوا ليها ، طبعا وعلى فكرة بقى انا قدرت اعرف عن طريق مصادرى السرية هى جابت الفساتين دى منين وازاى ، طبعا راجل مليونير ياستى تاجر ادوات صحية هو اللى جابهم لها .. هاهاهاها عربون محبة ، اه طبعا لازم انشر كل الحاجات دى لان الجمهور من حقه يعرف الحركة الفنية اليومين دول ماشية ازاى " وفى نهاية هذا المشهد نجد الصحفى عزمى رئيس قسم التحقيقات – محمود ياسين والذى يراقب اداء فريد صحفى الفن فى مكالمته .. ينصرف عزمى من المكتب ساخر من فريد قائلا له " ربنا يوفقك " .. بتفكيره المتآمر الذى وضعته مؤلفة فيلم " الستات " كاحدى صفات محرر الفن نجد الصحفى فريد فى مشهد اخر وبسبب علاقته المريبة مع احدى الفنانات وتدعى نورهان – ايمان – والتى يحاول ابتزازها ايضا باكثر من شكل فتبلغ نورهان عزمى رئيس قسم التحقيقات الذى صار رئيسا للتحرير بما يفعله محرر الفن وتدعوه لضبطه فى منزلها فيتواجد عزمى فى منزل الفنانة ولكن فريد محرر الفن يفهم الامر حينما يرى سيارة رئيس التحرير اسفل منزل الفنانة نورهان فيقوم على الفور بابلاغ زوجة عزمى هاتفيا بان زوجها فى علاقة غير مشروعة مع فنانة ويمنحها العنوان لتكون الفضيحة بين الصحفى وزوجته والفنانة بسبب محرر الفن قذر الاخلاق كما صورته مؤلفة الفيلم.


مركز تحميل الصور

 

انتهت أفلام السينما لننتقل بعدها لسبب اخر من الأسباب التى أساءت وشوهت بشد ببالغة محرر الفن والثقافة وهم محرري الفن والثقافة أنفسهم والذين سلكوا سلوكا غير لائق حينما يتعرضوا للضغوط التى ذكرناها سابقا فبدلا من السعى لتصويب الخلفية الذهنية المعروفة عنهم لدى الجميع لجأوا لأمر اخر وهو اهمال الكتابة والتحرير فى الفن والثقافة واللجوء لقسم السياسة فى المطبوعة التى يعملون بها ويتحولوا فجأة لمنظرين وفقهاء وكتاب فى صفحات السياسة صاحبة البريق السريع والتى تحقق شهرة ومكاسب اسرع من العمل والكتابة بصفحات الفن وبذلك يكون محررى الفن هم شركاء فى النظرة الدونية لهم بل انهم يساعدون على ترسيخها فى الاذهان وذلك بهجرهم للكتابة فى الفن والهاب لاقسام اخرى.

 

من الأسباب ايضا التى ساهمت فى إظهار محرر الفن والثقافة بصورة مهينة كالتى طرحناها هو مطالبة الزملاء فى قسم الثقافة فى كافة المطبوعات بانشاء قسم متخصص للثقافة بعيدا عن الفن بدعوى ان ملف الثقافة ثقيل ويستحق ان يكون له قسم مستقل وتحقق لهم ذلك بالفعل وانضم لهذا القسم مجموعة كبيرة من محررى الفن هربا من العار الذى بات يلاحقهم.

 

رغم كل ما سبق فنجد على ارض الواقع بعض من محررى الفن مثار فخر واعتزاز وشرف واجبروا الكثير على احترامهم وتقديرهم فنجد رؤوف توفيق الذى بدا محررا للفن وصل لرئاسة تحرير مجلة عريقة مثل " صباح الخير " وكتب احد الأفلام الهامة فى تاريخ السينما المصرية وهو "زوجة رجل مهم" للنجم الراحل احمد زكى ، كما تولى توفيق رئاسة مهرجان الإسكندرية السينمائى ونجد ايضا الراحل قبل عدة اشهر عميد النقاد العرب وهو الاستاذ سمير فريد والذى عمل محررا فنيا بجريدة الجمهورية فى بداية حياته بعد تخرجه من قسم النقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية وحقق شهرة واسعة بسبب نشره لعدة موضوعات وحوارات هامة بالجمهورية وسرعان ما تحول للنقد وقدم لمكتبة السينما اكثر من 50 كتاب متخصص وشارك فى كل مهرجانات العالم بصفات مختلفة وحصل على جائزة الدولة للتفوق فى الفنون وحصل على الميدايلية الذهبية من مهرجان كان.

 

هناك عبد النور خليل الذى توفى عام 2011 عن عمر يناهز80 عاما وهو محرر فن وناقد شهير وابرز مؤلفاته كتاب " دولة ام كلثوم " وكان الراحل يجيد عدة لغات ويراسل مطبوعات دار الهلال مجلتى الكواكب والمصور من المهرجانات الدولية السينمائية ولا يجب ونحن نكتب موضوع مثل هذا الا نتذكر  احمد صالح محرر الفن بجريدة الاخبار والذى رحل عن عالمنا عام 2012 بعد ان قدم لمكتبة السينما والدراما المصرية كمؤلف اكثر من 51 عملا الكثير منها لنجوم كبار مثل " لا تسالنى من انا " لشادية ، " عصابة حمادة وتوتو " لعادل امام ولبلبة ، " الشيطان يعظ " لنور الشريف وعادل ادهم ، " الاخرس " لمحمود ياسين ، " المطارد " لنور الشريف ، " منول العائلة المسمومة " لنادية لطفى ويسرا ، " القتل اللذيذ " لميرفت امين ومنى زكى ، وكتب احمد صالح سيناريو وحوار اهم افلام السينما التى طرحت شخصية الصحفى وهو فيلم " موع صاحبة الجلالة " عن قصة موسى صبرى وجسد فيه سمير صبرى شخصية الصحفى محفوظ عجب.