طبيب حرب أكتوبر النفسي لــ"الفجر": الروح المعنوية للضباط السبب الرئيسي في انتصارنا على إسرائيل

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


تحتفل مصر اليوم بعيد تحرير سيناء، ذلك اليوم الذي استرجعت فيه مصر أخر جزء من أرض الفيروز "طابا" لتعود سيناء الحبيبة التي حاربت لأجلها مصر في السادس من أكتوبر، كاملة إلى أحضان الأراضي المصرية.

تحرير سيناء كان نتاج لمعركة شاقة أثرت في الجيش المصري ونفوس ضباطه، ومن بين الكواليس التي شهدها الجيش المصري هي معاناة جنوده عقب نكسة 1967، الأمر الذي عانى خلاله ضباط الشؤون المعنوية من محاولة إرجاع ثقة الجنود لانفسهم وتهيأتهم لخوض حرب شرسة لاسترداد أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي.

السيد محمود عرفات... أحد الجنود المجهولة في الجيش المصري، ضابط الإحتياط بالشؤون المعنوية بحرب أكتوبر، والمسئول عن إعداد الجنود وتهيئتهم نفسياً للحرب، ويعتبر الرجل الخفي الذي تسبب في انتصارات ملحمة أكتوبر التي أهّلَّ نفسية جنودها لتلك الحرب العظيمة.

وتزامناً مع الذكرى الـ35 على تحرير أرض المعركة "سيناء"، تحدث طبيب أكتوبر النفسي، محمود عرفات لـ "لفجر" عن قصصه ورواياته حول الحرب.

بدايةً يقول السيد محمود عرفات، "الطبيب النفسي" وأحد ضباط الاحتياط بالشؤون المعنوية بحرب أكتوبر، والمسؤول عن إعداد الجنود وتهيئتهم نفسياً للحرب، والذي شارك في العبور كجندي مقاتل: "حرب أكتوبر معجزة، والمعجزة ليست في العبور ولكن في إعادة تأهيل وتحضير الجيش المصري في 6 سنوات بعد نكسة 67، فالكثيرون توقعوا نهوض الجيش المصري بعد مدة لا تقل عن 20 عاماً، لتأتي معجزة أكتوبر لتقلب الموازين للجميع، ومعحزة تأهيل الجيش بسبب حالتهم النفسية والحافز الذي دفعهم للمقاتلة لتحقيق النصر".

وتابع قائلاً: "مصر لم تكن تخطِّط لتجاوز هزيمة 67 فقط وإنَّما سعت لإنجاز مشروع وطني يضعها في صفوف الدول الأمامية، مصر خسرت في العبور نحو 200 شهيد فقط رغم أنَّها عبرت في ثاني يوم بخمسة فرق و80 ألف مقاتل فقط".


وعن ذكريات "عرفات" السعيدة أثناء العبور، يقول في حديثه لـ"الفجر": "أسعد لحظات حياتي كانت الساعة الثانية في يوم الـ7 من أكتوبر، أثناء مروره على معبر (سرابيوم) في طريق الإسماعيلية، حيث أنه كان أشبه بنروري بسيارة ملاكي على كوبري قصر النيل بالقاهرة، فسيطرتنا على المعبر بهذه السرعه وبذلك الانتشار كان مصدر فخر للجميع، كما أنه كان دافع قوي لرفع الروح المعنوية للضباط".


واستكمالاً لحديث الطبيب النفسي لحرب أكتوبر، يقول: "قبل الحرب كان الكثير من الضباط أصابهم الإحباط، فجميعهم كان يسعى للثأر لشهدائهم في 67، وتأجيل إعلان موعد الحرب تسبب في إحباط الضباط، وكانت مهمتي قبل يوم 6 أكتوبر إعداد الجنود معنويًا للقتال والعبور من خلال الترفية وعرض الأفلام".

وتابع عرفات في حديثه عن أصعب المواقف التي عاصرها خلال الحرب، لحظة تأكد القوات المصرية من حدوث "الثغرة الإسرائيلية" وعبور القوات الإسرائيلية من شرق إلى غرب القناة، حيث قال: "كنت في وحدة المدرعات التي بدأت عملها بعد فرقة المشاة، فبدأنا استلام الرايات من الفرقة 16 مشاة التي كنّا ندعمها يوم 7 أكتوبر قامت إسرائيل بمناوشات لمهاجمة وحداتنا المتمركزة، وفي 8، 9 أكتوبر قامت إسرائيل بهجمات مضادة ضد الجيش المصري حتى نجحت في خلق الثغرة واستطاعت اقتحام القناة".

واستطرد قائلاً: "إسرائيل قامت بالهجمات المضادة بقوة شديدة نظراً للخسائر الكبيرة التي تكبدتها، فركزت كل جهودها القتالية على الجانب الأيمن للفرقة 16 مشاة بكل انواع أسلحتهم «مدفعية بعيدة المدى، طيران، مدرعات» حتى تراجع الجانب الأيمن للفرقة 16 مشاة حتى تراجعت إلى الاسماعيلية".

وأكد عرفات، أن سبب خلق إسرائيل الثغرة الإسرائيلية هو زيادة الكثافة العددية للإسرائيلين عن القوات المصرية.