«أرامكو السعودية» محورٌ رئيسٌ في تطبيق رؤية المملكة 2030

السعودية

بوابة الفجر


انطلاقا من دورها الوطني التنموي التاريخي وإنجازاتها التنموية المستمرة نحو 84 عامًا، تنظر أرامكو السعودية لرؤية 2030 باعتبارها نقلة مهمة إلى المستقبل التنموي والاقتصادي في المملكة وتعد الشركة نفسها محورًا رئيسيًا للمساعدة في تطبيق هذه الرؤية، حيث وضعت الشركة عبر تاريخها الطويل، أسسًا متينة للتطوير التنموي والاقتصادي في المملكة. واستثمرت أرامكو السعودية في الطاقات البشرية السعودية التي يقودون الآن أعمالها وسيقودون أعمالها في ظل رؤية 2030، كما تعمل الشركة أيضًا على أساس التنويع في اقتصاد المملكة وتضع ذلك على رأس أولويات مشاريعها الداخلية والخارجية، فضلًا عما تمتلكه الشركة من مخزون هائل من التجارب والخبرات التي ستسخرها لخدمة أهداف وطموحات وبرنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030.

مشاريع عملاقة
ومن هذا المنطلق، فقد شهدت الشركة أواخر العام الماضي، تدشين عدد من المشاريع التنموية الاقتصادية في المملكة، حيث رعى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -يحفظه الله- يوم الثلاثاء 29 صفر 1438هـ الموافق 29 نوفمبر 2016م، حفل افتتاح اثنين من أضخم المشاريع في العالم في صناعة الكيميائيات والبتروكيميائيات، وهما مشروع مجمع صدارة للكيميائيات (صدارة)، ومشروع أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات (ساتورب)، حيث يعد هذان المشروعان ثمرتا شراكةٍ بين أرامكو السعودية وشركات نفط عالمية، هي شركة داو كيميكال وشركة توتال. وفق صحيفة الشرق

كما وضع – يحفظه الله-، حجر الأساس لإقامة مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية في رأس الخير بالقرب من مدينة الجبيل الصناعية على الساحل الشرقي للمملكة، وهو مشروع مشترك بين كل من أرامكو السعودية بالشراكة مع الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري «بحري»، وشركة «لامبريل»، وشركة «هيونداي للصناعات الثقيلة» الكورية. وتمثل هذه المشاريع نقلة نوعية في صناعة الكيميائيات السعودية، وهو ما يعزز رؤية المملكة 2030 التي تهدف لإقامة صناعات جديدة توظف كوادر وطنية، وكذلك تعزيز الاستثمار الأجنبي في المملكة.

كما أطلقت أرامكو السعودية تحت رعايته – حفظه الله – آواخر العام الماضي، عددًا من مشاريع إنتاج الزيت والغاز التي تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تهيئة المناخ لاستدامة التوسع والتنويع في اقتصاد المملكة وزيادة قدراتها، والتمكين لتأسيس قطاع طاقة وطني قوي ومنافس، حيث شملت هذه المشاريع، زيادة الطاقة الإنتاجية لمشروع حقل منيفة، ومشروع معمل الغاز في واسط، مشروع توسعة حقل خريص وزيادة انتاجه، وتوسعة حقل الشيبة، وإنشاء معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة.

وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، تم، أيضا، تدشين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) الذي تعده أرامكو السعودية هديتها الكبرى لمجتمع وشباب المملكة، باعتباره صرحًا معرفيًا وثقافيًّا فريدًا لتشجيع الإبداع والابتكار والتواصل مع مختلف الثقافات والحضارات وتعزيز جهود المملكة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، والتعاطي مع التقنيات الحديثة لدى الأجيال الجديدة.

مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية
يُعد مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية في رأس الخير، أكبر مجمع للصناعات البحرية في المملكة والمنطقة، خصوصًا من حيث القدرة الإنتاجية، ويتماشى مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى نمو وتنويع الاقتصاد السعودي وتوطين صناعات جديدة في المملكة. وعند الانتهاء من بناء المجمع سيكون قادرًا على تلبية احتياجات بناء الحفارات البحرية للنفط والغاز، والمنصات البحرية وسفن الدعم البحري، وناقلات النفط الخام العملاقة، إلى جانب مجموعة متنوعة من المعدات البحرية والسفن التجارية، بالإضافة لإمكانية توفير أعمال الصيانة والترميم لجميع هذه المنتجات. كما يتوافق المشروع مع جميع المتطلبات البيئية السعودية.

وتعتزم أرامكو السعودية مع شركائها في هذا المشروع بناء حوض لتصنيع وإصلاح السفن ومنصات الحفر البحرية في رأس الخير. ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الإنتاج الرئيسة في المشروع المشترك، الذي تسهم فيه أرامكو السعودية بالحصة الأكبر، في بداية عام 2019م، على أن تكتمل القدرة الإنتاجية للمجمع في عام 2021م. وينتظر أن يسهم المجمع بنحو 64 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، إضافة إلى الحد من واردات المعدات والخدمات البحرية بقيمة تصل إلى 45 مليار ريال، وتوليد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تزيد عن 80 ألف وظيفة بحلول 2030م.

مشروع صدارة
يُعد مشروع صدارة أكبر مجمع متكامل للكيميائيات في العالم يتم تشيده في مرحلة واحدة. وهو مشروع مشترك للمواد الكيميائية مع شركة «داو كيميكال» في مدينة الجبيل الصناعية التي تقع على الساحل الشرقي من المملكة. وقد بدأت المرحلة الأولى في عام 2015م، والعمل جارٍ على تشغيل باقي وحدات التشغيل وفق الجدول الموضوع بنهاية عام 2016م. وتصل الطاقة الإنتاجية إلى أكثر من 3 ملايين طن من مختلف المواد الكيميائية والبلاستيكية سنويًا.

وتأسس مشروع صدارة باستثمارات أجنبية مباشرة هي الأكبر في قطاع البتروكيميائيات السعودي، ويمثل حجر الزاوية في استراتيجية أرامكو السعودية لتحقيق التكامل في المعالجة والتكرير، وهو ما يتيح لأرامكو السعودية الدخول في مجال المواد الكيميائية عالية القيمة، وتقديم قيمة حقيقية لعملائها ولشركائها وللمملكة ومواطنيها.
كما يضم مجمع صدارة، وحدةَ تكسيرٍ مختلطة اللقيم قادرة على معالجة 85 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، ومعالجة 53 ألف برميل في اليوم من النفتا كلقيم لإنتاج ثلاثة ملايين طن في السنة من اللدائن عالية الأداء واللدائن عالية القيمة. وسيقوم المشروع وحده، عندما يعمل بطاقته التشغيلية الكاملة، بتوظيف ما يزيد عن 4 آلاف شخص، كما يُتوقع أن يخلق مجمع بلاس كيم المضيف للقيمة التابع له 15 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة للسعوديين في الجبيل وحدها.

مشروع ساتورب
يعتبر مشروع شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات (ساتورب) وهو مشروع مشترك للتكرير مع شركة توتال الفرنسية، واحدًا من أهم المحطات في رحلة أرامكو السعودية الرامية إلى التوسع أكثر في جميع مراحل سلسلة القيمة وتحقيق أقصى فائدة ممكنة من موارد المملكة. ويُعَدُّ هذا المشروع، الذي يتخذ من مدينة الجبيل الصناعية مقرًا له، واحدًا من أكبر المصافي في العالم وأكثرها تطورًا وتعقيدًا. فهو قادرٌ على تحويل 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل إلى منتجات بنزين وديزل ووقود طائرات بمحتوىً منخفضٍ من الكبريت، بحيث تُلبي أعلى المعايير والمواصفات في كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان. كما سيُسهم هذا المشروع المشترك الجديد في توفير حوالي 5700 فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة، كما يُمثّل خطوة بالغة الأهمية في تحقيق رؤية أرامكو السعودية المتمثلة في أن تكون واحدة من أكبر ثلاث شركات تكرير في العالم، وجهةً عالميةً رائدةً في مجال تصنيع الكيميائيات. ويؤكد مشروع ساتورب كيفية إسهام الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفادة المجتمع السعودي. ففي ذروة أعمال إنشاء هذا المشروع، بلغ عدد العاملين فيه أكثر من 45 ألف عامل، وتم تنفيذ 80% من أعمال الإنشاء من قبل مقاولين من الباطن من داخل المملكة، وبلغت نسبة السعودة في أعمال إنشاء المصفاة 65%..

مشروع حقل منيفة
يُعتبر حقل منيفة، وهو حقل مغمور يقع في المياه السعودية شمال الجبيل على الخليج العربي، خامس أكبر حقول النفط في العالم. ومن أقدمها في المملكة، وقد أكتُشفَ في عام 1957. وتصل مساحة هذا الحقل المكون من 6 مكامن، إلى حوالي 45 كيلومترًا طولًا، و18 كيلومترًا عرضًا. ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها ما بين متر واحد و15 مترًا.

وتؤدي منيفة دورًا مهمًا مع تزايد عدد المشاريع العملاقة المصممة لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من موارد النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها. وتصل طاقة حقل منيفة الانتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يوميًا.

وقد أعيد الإنتاج من هذا الحقل، في العاشر من أبريل لعام 2013م، بينما تم إنجازه وتشغيله في نهاية عام 2014م. ويُسهم إنتاج هذا الحقل في تغذية المصفاتين التابعتين للمشروعين المشتركين في شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير (ياسرف)، وشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات (ساتورب)، إضافة إلى مصفاة جازان عندما تصبح قيد التشغيل ومصفاة «موتيفا»، (مصفاة أرامكو السعودية «موتيفا إنتربرايز»، وهو مشروع مشترك للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأميركية، والمملوكة مناصفة بين أرامكو السعودية وشركة شل الأميركية). وتشكل زيادة طاقة انتاج النفط الخام من حقل منيفة جزءًا مهمًا من استراتيجية أرامكو السعودية بعيدة المدى لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال الطاقة على الصعيدين المحلي والعالمي، والوفاء بالتزاماتها، وإيجاد مزيد القيمة لاقتصاد المملكة، والحفاظ على حصتها كمورد رائد وموثوق للطاقة على مستوى العالم.

معمل الغاز في واسط
يأتي معمل الغاز في واسط، الواقع شمال مدينة الجبيل الصناعية، كأحدث معمل للغاز يساعد في تلبية احتياجات المملكة من الطاقة، وكجزء من رؤية المملكة 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاجنا من الغاز وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه.

ويسهم هذا المعمل العملاق بمفرده في رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20% . وعلى عكس معامل الغاز الأخرى العائدة لأرامكو السعودية، التي تعالج الغاز الطبيعي المصاحب للنفط الخام في الحقول التقليدية، صُممت معامل جديدة – ومن بينها معمل واسط – لمعالجة كميات ضخمة من الغاز غير المصاحب تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وإنتاج 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع أو الميثان وضخها إلى شبكة الغاز الرئيسة، و4800 طن متري يوميًا من الكبريت المذاب التي تقوم بدورها بتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه التي تلبي احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه في القطاعين الصناعي والسكني.

كما يعالج معمل واسط 250 ألف برميل زيت يوميًا لإنتاج أنواع متعددة من اللقيم مثل الإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي للقطاع الصناعي للبتروكيميائيات، الأمر الذي سيُسهم في نمو قطاعي البتروكيميائيات والتصنيع في المملكة، اللذان يُتوقع لهما أن يوفرا آلاف الفرص الوظيفية الجديدة التي تتطلب مهارات فنية عالية.

مشروع توسعة حقل خريص
حقل خريص هو أحد آخر الحقول الكبيرة العملاقة التي تم اكتشافها في العالم كله، وهو يحتل مرتبة متقدمة من حيث الحجم بين حقول النفط في كافة أرجاء الأرض، ويجاورأكبر حقل للبترول في العالم على الإطلاق، وهو حقل الغوار.

كان الهدف الأول من تطوير مشروع حقل خريص هو زيادة إنتاج المملكة العربية السعودية من الزيت بمعدل مليون ومائتي ألف برميل يوميًا. وهو ما يساوي مجمل إنتاج بعض الدول الأعضاء في منظمة أوبك. ولم يكن الغرض من هذه التوسعة هو زيادة القدرة الإنتاجية للمملكة، المصدر الأكبر للبترول عالميًا فحسب، بل كان الهدف من وراء ذلك تلبية الطلب العالمي المتزايد على البترول، بما يعنيه ذلك من التأكيد على أن المملكة على أهبة الاستعداد للاستجابة لتلك المطالب في الوقت الراهن ولعقود عديدة قادمة، وذلك تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها.

لقد ساعد اكتمال هذا المشروع على زيادة طاقة إنتاج النفط الخام في أرامكو السعودية إلى 12 مليون برميل يوميًا، ليحافظ على مكانة المملكة باعتبارها من أكبر موردي النفط والغاز في العالم وأكثرهم موثوقية. ويشمل مشروع خريص، الذي بدأ الإنتاج في يونيو 2009م، مرافق لإنتاج 1.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام العربي الخفيف من خلال مرافق المعالجة المركزية الأكبر في المملكة، إضافة إلى معمل لمعالجة الغاز المصاحب، ينتج 70 ألف برميل يوميًا من المكثفات و420 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز. كما أضاف المشروع 4.5 مليون برميل يوميًا من طاقة حقن مياه البحر عبر شبكة أنابيب يصل طولها إلى 920 كيلومترًا. وقد تم الانتهاء من أعمال الحفر لأكثر من 300 بئر، التي كان من المقرر أن تستغرق ثلاث سنوات، قبل 10 أشهر من الموعد المحدد، بعد أن تم تطبيق مزيج من أساليب الهندسة والأعمال المبتكرة في المشروع.

توسعة حقل الشيبة
يظلُّ مشروع حقل الشيبة، واحدًا من أكبر المشاريع الفريدة من نوعها، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية والمنطقة فحسب، بل على مستوى العالم بأسره. هذا المشروع كان شاهدًا حقيقيًا ومِصداقًا واقعيًا لمدى قدرة أرامكو السعودية وموظفيها ومقاوليها على إنجاز ما هو في حكم المستحيل. وقد تجسد واقعًا جميلًا شامخًا على رمال صحراء الربع الخالي؛ المنطقة صعبة المِراس حيث تعزلها كثبانها الرملية الشاهقة عن العالم وتقل فيها فرص الحياة بل تكاد أن تكون معدومة. غير أن مشروع حقل الشيبة بدد تلك النظرة وأثبت خلاف ذلك، بل وأوجد انسجامًا رائعًا بين تناقض بساطة البداوة وطبيعة الصحراء؛ وبين زخم التقدُّم الصناعي والتقني المعقَّد راسمًا بذلك لوحة جميلة مشرقة تستحق أن تخلّد سيرتها. وقد تمت توسعة حقل الشيبة، الذي يقع في صحراء الربع الخالي على بعد مئات الكيلومترات من أقرب منطقة مأهولة بالسكان، التي بناءً عليها ستزيد طاقة الحقل الإنتاجية بمقدار 250 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى مليون برميل يوميًّا، أي ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية للحقل عندما بدأ أعماله التشغيلية في عام 1998م.

معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة
بغرض التكامل مع مرافق إنتاج الزيت في الشيبة، أنشأت أرامكو السعودية معملًا جديدًا في الشيبة هو معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي الذي بدأ أعماله التشغيلية في نهاية عام 2015م. وتبلغ طاقة معالجة الغاز في هذا المعمل 2.4 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المصاحب، فيما تبلغ طاقة استخلاص سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الإيثان والعناصر الأثقل 275 ألف برميل في اليوم.

ويصب هذا المشروع في استراتيجية أرامكو السعودية الرامية إلى تقليص اعتماد المملكة على الوقود السائل في توليد الكهرباء، وتوفير طاقة أنظف لتلبية الاحتياجات المحلية من اللقيم اللازم للمنتجات البتروكيميائية المضيفة للقيمة والتي تساعد بشكل ملموس على تنويع الاقتصاد الوطني.

مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي
إلى جانب هذه المشروعات الصناعية العملاقة، ومع دخول المملكة إلى سباق مجتمع واقتصاد المعرفة، كان لزامًا على أرامكو السعودية، المعروفة بمبادراتها الرائدة في المواطنة، أن تواكب هذا التطور فكان قرارها بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الذي تهدف برامجه وفعالياته، المنتظر أن تنطلق منتصف العام الجاري، إلى تحفيز طاقات شباب المملكة من خلال إذكاء شغفهم بالمعرفة والإبداع والابتكار وتأسيس ثقافة التواصل الحضاري مع العالم.

ويعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، مركزًا استثنائيًا على أكثر من صعيد، فإلى جانب تصميمه الفريد والمبتكر، فإن المركز يتفرد بتنوع مكوناته وبرامجه، إذ أنه يعد المركز الأول من نوعه في المنطقة الذي يضم تحت سقف واحد مركزًا للتعليم المستمر، ومختبرا للأفكار، ومكتبة عصرية، ومتحفًا للتاريخ والثقافة السعودية، وأول متحف للأطفال، ومعرضًا للطاقة ومسرحًا وقاعة للعروض المرئية.

وفي حين تُدشِّن هذه المشروعات مجتمعة لنهضةٍ اقتصاديةٍ شاملةٍ في قطاع البترول في المملكة والعالم، فإنها تعد أيضًا حجر أساس في تنفيذ رؤية المملكة 2030، لاسيما وأنها ستوفر الآلاف من الوظائف بالمملكة، وستزيد القيمة المضافة من خلال برنامج اكتفاء لزيادة المحتوى المحلي في سلسلة التوريد. كما أن هذه المشروعات من شأنها تعزيز مكانة المملكة كأكثر موردي النفط موثوقية، فضلا عن أنها ستقود أرامكو السعودية لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في أن تصبح شركة متكاملة رائدة عالميًا للطاقة والبتروكيميائيات بحلول عام 2020. وتسعى أرامكو السعودية من خلال هذه المشاريع العملاقة إلى مضاعفة قدراتها، والتحول من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، حيث بدأت الشركة برنامجها الخاص للتحول الاستراتيجي قبل بضع سنوات، وهو يخضع للتطوير ليواكب رؤية المملكة 2030 التي سرّعت من وتيرة تنفيذه. وكذلك الاستمرار في تخصيص الأصول المملوكة للدولة ومنها الشركات الرائدة والأراضي والأصول الأخرى، والذي من شأنه أن يحقق عوائد إضافية ومتنوعة للاقتصاد، مما سينتج عنه زيادة مواردها النقدية. وسيؤدي استثمارها بحكمة إلى إحداث أثر إيجابي على المدى الطويل، وسيتيح ذلك تنمية الأدوات الاستثمارية التي تمتلكها وتطويرها، وبخاص صندوق الاستثمارات العامة الذي تهدف إلى أن يصبح أكبر صندوق سيادي استثماري في العالم بعد نقل ملكية أرامكو السعودية إليه.