ننفرد بنشر طرق تمويل قطر لـ"الإخوان" والجماعات الإرهابية في المنطقة العربية

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


دويلة الإرهاب.. هكذا كان تصنيف دولة قطر في عيون الكثير من العرب بسبب دعمها للجماعات الإرهابية، فلم تتوان تلك الدولة في أن تقف لدعم صفوف الإرهاب، لذا عددت من طرق ذلك الدعم فتارة يكون سريًا بطريقة غير مباشرة، وتارةً تنساق وراء حقيقتها ويظهر ذلك الدعم جليًا أمام الجميع.

 

الهجوم عن طريق وسائل الإعلام على محاربي الإرهاب

في عام 2015، أثبتت وثائق ويكيليكس، أن حمد بن جاسم وزير خارجية الكيان القطري، يدعم الإرهاب في مصر عبر قناة الجزيرة، وتحقيق الأهداف السياسية تجاه الدول العربية، فضلًا عن أنه تم عقد اجتماع بين وزير الخارجية القطري وقناة الجزيرة لإثارة القلاقل في مصر، وهنا يتبين أن دولة قطر تدعم الإرهاب في مصر من خلال تسليط إعلامها لتسوئ سمعة الدولة المعادية كـ"مصر".

 

يظهر جليًا في مصر الدور الذي تلعبه دولة قطر في احراج الدولة المصرية أكب الدول المحاربة للإرهاب، وخير دليل على ذلك، العلاقات المصرية القطرية المقطوعة بعد عزل جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم في مصر، وأيضًا رفض قطر الضربات المصرية على تنظيم داعش الإرهابي في فبراير 2015، بعد ذبح الأقباط على يد التنظيم الإرهابي.

 

تهريب الأسلحة للجماعات الإرهابية

الصحفي الأمريكي، سيمور هيرش، كشف فى إبريل 2014عن وثائق أمريكية تفصح عن المدى الكامل لتعاون الولايات المتحدة مع تركيا وقطر فى مساعدة المتمردين الإسلاميين فى سوريا، وقال فى مقال بمجلة "لندن ريفيو أوف بوكس": إن إدارة أوباما أسست ما تسميه وكالة الاستخبارات المركزية بـ"خط الجرزان"، وهى قناة خلفية للتسلل إلى سوريا، وتم تأسيس هذه القناة بالتعاون مع قطر وتركيا فى 2012 لتهريب الأسلحة والزخائر من ليبيا عبر جنوب تركيا ومنها إلى الحدود السورية حيث تتسلمها المعارضة.

 

ويقول الصحفى الأمريكى: إن المستفيد الرئيسى من هذه الأسلحة كان الإرهابيون، الذين ينتمى بعضهم مباشرة لتنظيم القاعدة، وهو أيضا ما يؤكد العلاقة الوطيدة بين الدوحة والجماعات المتطرفة فى ليبيا التى سيطرت على مخازن الأسلحة عقب سقوط القذافى.

 

ويوضح أنه وفقا لوثيقة سرية مرفقة مع التقرير الأمريكى الاستخباراتى، فإن اتفاقا سريا عقده أوباما وأردوغان، أوائل 2012، يخص ما يوصف بـ"خط الجرزان"، وينص الاتفاق على أنه بتمويل تركى وقطرى ودعم من الـCIA والاستخبارات البريطانية الخارجية MI6، يتم الحصول على أسلحة خاصة بترسانة القذافى، بواسطة قطر، ونقلها إلى سوريا، ويشيرالصحفى الأمريكى إلى أن هذا يكمن وراء الأسباب الخفية لتراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن شن ضربة عسكرية على سوريا، سبتمبر 2013.

 

شراء الأسلحة لتمويل التنظيمات الإرهابية

كشفت وثائق سرية مؤخراً عن حجم الأسلحة التي أقدمت الحكومة القطرية على شرائها في الفترة من عام 2011 الذي انطلقت خلاله الشرارة الأولى لثورات الربيع العربى، حتى عام 2015، وعلى الرغم من ضآلة حجم الجيش القطرى الذى لا يتجاوز عدد أفراده 12 ألف ضابط ومجند، إلا أن الوثائق كشفت أن الإمارة الصغيرة اشترت أسلحة في الفترة سالفة الذكر بما يقرب من 22 مليار دولار، بما يؤكد أن غالبية تلك الأسلحة تم تسليمها لجهات وكيانات آخرى ليس من بينها جيش قطر.

 

وكشفت الوثائق عن تمويل حكومة قطر على مدار السنوات القليلة الماضية كيانات وحركات مسلحة فى مقدمتها تنظيم داعش الإرهابى، موضحة أن إمارة الدوحة مررت تمويلات، عبر وسطاء أمريكيين لتنظيم القاعدة في صورة تبرعات، بهدف ضرب استقرار دولاً من بينها مصر وليبيا وسوريا، كما كشفت عن كم الأسلحة التي اشترتها قطر فى الفترة بين عام 2008 وحتى عام 2015، وتشير الوثائق إلى أن قطر اشترت فى الفترة ما بين عامى 2008 وحتى عام 2011 أسلحة تقدر بـمليار دولار ، حيث اشترت من الولايات المتحدة فقط بـ200 مليون دولار ومن دول غرب أوروبا بـ800 مليون دولار .

 

كما اشترت قطر أسلحة فى الفترة ما بين 2011 وحتى عام 2015 أسلحة تقدر بـ22 مليار و900 مليون دولار وجاءت على النحو التالي أسلحة ومعدات من الولايات المتحدة بـ9 مليار و900 مليون، ومن دول غرب أوروبا بـ12 مليار و100 مليون دولار، ودول أوروبية أخرى بـ900 مليون دولار .

 

وبحسب الوثائق فإن قطر احتلت المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط فى شراء الأسلحة فى عام 2015 حيث بلغ إنفاقها على السلاح فى هذا العام فقط 17.5 مليار دولار  مقارنة بحجم جيشها الضئيل.

 

تمويل مالي

ونشرت قناة "سي إن إن" الأمريكية، فيديو عن التمويل القطري للإرهاب، مؤكدًا أن قطر هي الكيان الذي استخدم قناة الجزيرة المشبوهة كأداة لعقد الصفقات الدبلوماسية، وأن الكيان القطري يضخ الأموال لتنظيم "داعش" الإرهابي، فضلًا عن أن دولة قطر هي الدولة الوحيدة التي لها علاقة بقاعدة طالبان وتمويل القاعدة الأمريكية المتواجدة هناك، والتي تنفق ما يقرب من 400 مليون دولار عليها.

 

وأوضح الفيديو، أن المقاتلين في سوريا يشكرون قطر على تمويلها بالسلاح وتدعيم القاعدة والجماعات المرتبطة بها وأنها ملاذ آمن لدعم المتطرفين.

 

قطر تدعم الجماعات الإرهابية تحت غطاء الأزمة السورية

ومن جانبه قال مصطفى عامر، متخصص في الجماعات الإسلامية، أنه لا يوجد حتى اليوم دليل على تمويل قطر الواضح والصريح للجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن قطر تدعم بعض الجماعات المسلحة في سوريا علنًا تحت طائلة الوضع في سيناء.

 

وأردف عامر، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن دولة قطر تقوم عن طريق تمويل الجماعات المسلحة في سوريا بتمويل عدد كبير من الجماعات الإرهابية.

 

قطر تموّل الجماعات الإرهابية بطريقتين

ولفت طارق أبو السعود، خبير الحركات الإسلامية، أن قطر تقوم بدعم الجماعات الإرهابية بطريقتين، الأولى، مباشرة من خلال سيولة نقدية لأحد المؤيدين لتلك الجماعات بدون حسابات بنكية، حيث يقوم بنقلها عن طريق طرف آخر.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الطريقة الثانية تكون غير مباشرة، عن طريق الوسائط كـالشركات، وشراء مؤسسات خيرية، ومراكز بحثية حيث تقوم قطر بضخ الأموال لتلك الوسائط أمام الرأي العام ثم يقوموا هم بتحويلها لصالح الجماعات الإرهابية.