بحجة الحصار والتهديدات.. "الحرس الثوري" يتلاعب بمقدرات الشعب الإيراني

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يُعد الحرس الثوري الإيراني من أكثر الجهات التي تتداخل في جميع مفاصل الدولة الإيرانية، فالأمور أينما اتجهت وكيفما كانت السيناريوهات المتعلقة بطهران، فإن من يربح دائما هو الحرس الثوري الإيراني، أمام خسارة كبرى يمنى بها الشعب الإيراني، فالحرس الثوري كان له اليد الطولى في الاستفادة من ثروات البلاد منذ تشكيله على يد "الخميني" بحجة الحصار والتهديدات الخارجية.

 

أكبر من مجرد قوة عسكرية

يعتبر الحرس الثوري الإيراني، الذي يطلق عليه الجناح العسكري ، والمتولي بتصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج، ونشر التشيع حول العالم، وتجنيد المليشيات الشيعية من كل بقاع الأرض، ومع ذلك هو أكثر من مجرد قوة عسكرية، إذ يعد إمبراطورية صناعية لها نفوذ سياسي اتسع نطاقها بشدة في السنوات العشر الأخيرة، وكانت مرحلة الرئيس محمود أحمدي نجاد العضو السابق بالحرس الثوري في الحكم، ضمن أهم الفترات التي استفاد منها الحرس الثوري.

 

الدخل السنوي

 يأتي هذا فيما أكد دبلوماسي غربي يتابع الشأن الإيراني عن كثب لرويترز، إن الدخل السنوي للحرس الثوري من مجمل أنشطته التجارية يقدر بما بين 10 - 12  مليار دولار.

 

السيطرة على شركات كبرى

وأكد مسؤول إيراني في طهران، إن الحرس الثوري يسيطر على شركات كبرى وقطاعات في إيران مثل السياحة والنقل والطاقة والبناء والاتصالات والإنترنت، والتي استفاد منها بالطبع بعد رفع العقوبات الأمريكية جزئيا.

 

دوره في قمع الاحتجاجات

ولا يقتصر دور الحرس الثوري خارجيا فقط، وإنما يوجد لديه جناج يسمى بقوات الباسيج، حيث لعبت دورا كبيرا في قمع احتجاجات الطلبة عام 1999 وأخمد الاحتجاجات الداعية للإصلاح التي أعقبت الانتخابات التي فاز فيها أحمدي نجاد بولاية رئاسية جديدة عام 2009 وثارت نزاعات حول نتائجها.

 

شركات يسيطرون عليها

وتشير وكالة رويترز في تقريرلها،  أنه عندما بدأت العقوبات الأمريكية في التأثير على إيران طلب  الحرس الثوري تولي الأعمال التي كانت تقوم بها شركات النفط الأوروبية التي اضطرت للانسحاب، وبالفعل كافأتهم الحكومة بعقود ضخمة بالإسناد المباشر، وشركات الواجهة التابعة لهم فازت بمعظم المناقصات، وتطور شركة خاتم الأنبياء وهي شركة المقاولات التابعة للحرس الثوري، التي تعد أكبر شركة إعمار في إيران.

 

كما سيطر الحرس الثوري على أجزاء من حقل بارس الجنوبي ولديها عقد قيمته 1.2 مليار دولار لبناء خط لمترو طهأران، وعقد قيمته 1.3 مليار دولار لمد خط أنابيب إلى باكستان، حسبما أكد رئيس شركة إيرانية للاستشارات النفطية

 

كيف تجري معظم الأنشطة التجارية للحرس الثوري؟

وتجري معظم أنشطة الحرس الثوري التجارية من خلال شركات واجهة لا تملك القوة، والكثير منها رسمية، وإنما يملكها أفراد وشركات مرتبطون بها، وتحتاج الشركات الأجنبية إلى شريك إيراني حتى تمارس نشاطها في إيران، مما يعني أنه في حالة المشاريع الكبيرة ستكون في الأغلب شركات يسيطر عليها الحرس الثوري.

 

تحايل الحرس الثوري

ويتحايل الحرس الثوري على العقوبات التجارية، من خلال التجارة عبر دولة ثالثة، فإنه تبين أن هناك بعض القيود التي لا يمكن تجاوزها، هناك طرق كثيرة يتبعها الحرس الثوري، لتحاشي ذلك، يأتي هذا فيما يتهم بعض الساسة الداعين للإصلاح  الشركات المرتبطة بالحرس الثوري بسوء الإدارة.

 

الحرس الثوري ماض في سرقاته

وفي الوقت الحالي لا توجد مؤشرات تذكر على أن الدعم السياسي الذي يتمتع به الحرس الثوري سيتراجع، فزعماء إيران يشيدون علنا بدوره في إدارة قطاع النفط الإيراني، لقد رحل أحمدي نجاد لكن أعضاء سابقين غيره بالحرس الثوري يشغلون مناصب مهمة ومنهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني، يأتي هذا وفق دراسة أجراها مركز المزماة للدراسات والبحوث.