"مملكة الخير".. السعودية رسول السلام في البلدان المنكوبة

المملكة العربية السعوية، دائمًا تسعى إلى أن تكون رسول الخير فيما تتعرض له الدول المنكوبة بتقديم المساعدات الإنسانية لتلك الدول، ليس ذلك وحسب بل تقديم الحلول السلمية لحل الأزمات في تلك الدول بعيدًا عن أي تدخلات عسكرية.

 

مساعدات السعودية في اليمن

قدمت السعودية لليمن مساعدات بلغت إجماليها 3,25 مليار دولار أمريكي، منها مليار دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مليار وسبعمائة وخمسين مليون دولار لتمويل مشاريع إنمائية واقتصادية وصحية وأكاديمية، ومساعدات إنسانية، بالإضافة لخمسمائة مليون دولار أمريكي لتمويل وضمان صادرات سعودية، كما أسهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي لدعم قطاع الكهرباء، وحزمة من المعونات لتمويل مشاريع تنموية، وتجاوزت نسبة ما خصصته المملكة 93 % من إجمالي ما تعهدت به تجاه اليمن".

 

وقدمت حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله - العاجلة للشعب اليمني الشقيق لمساعدة الفقراء والمحتاجين، التي تقدر بمبلغ 54 مليون ريال لتلبية الاحتياجات الملحة من المواد الغذائية ل 45 ألف أسرة فقيرة في مختلف المحافظات. وقد بدأت بتوزيع المساعدات على المستفيدين بمحافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، بإشراف وتنفيذ هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وهي الأولى لهيئة الإغاثة في سقطرى.

 

 كما وزعت حملة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العاجلة للشعب اليمني 450 سلة غذائية في محافظة أبين، و500 سلة في الشحر، و500 سلة في المهرة، و400 سلة في مديرية تريم، و250 سلة لمديرية طور الباحة بمحافظة لحج وأكثر من 2000 سلة غذائية بكل من سيئون، ووداي ساه، ووغيل بايمين، إضافة الى 300 سلة غذائية، على أسر الأيتام بمحافظة المكلا.

 

ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الواجهة الإنسانية السعودية، ويتخذ من المعايير والمبادئ الإنسانية العالمية مرجعا في جميع تدخلاته التي تدعمها الأنظمة السعودية وتوجيهات القيادة الحاثة على كل ما فيه رفعة للإنسان في كل زمان ومكان ومن باب أولى في الأزمات والكوارث وخاصة للفئات الأشد ضعفا الأطفال والنساء.

 

وفي الشأن اليمني، التزمت المملكة كذلك عبر المركز بـ274 مليون دولار أمريكي وهو المبلغ الكلي الذي أعلنته الأمم المتحدة بندائها العاجل لليمن في أبريل 2015، ولم تتوقف مساعدات المركز لليمن على النداء العاجل للأمم المتحدة بل تخطتها إلى مساعدات إضافية قدمت عبر منظمات دولية ومحلية يمنية وبلغ إجمالي تلك المساعدات 186 مليون دولار، حيث بلغت قيمة جميع المساعدات المقدمة لليمن حتى يونيو 2016 أكثر من 460 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى هذا اعتمد المركز 110 ملايين دولار أمريكي للمشاريع بخطته للنصف الثاني من 2016.

 

أما فيما يخص المساعدات الإنسانية الخاصة بالأطفال والنساء فقد دعم المركز مشاريع تغذية الأطفال والصحة والتطعيم والإصحاح البيئي والتعليم والدعم النفسي والحماية حيث استفاد من هذه المساعدات أكثر من 4 ملايين طفل يمني.

 

كما قدم المركز تمويلا لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسف) UNICEF بمبلغ 29.6 مليون دولار أمريكي، حيث قدمت بموجبه خدمات طبية وتطعيم وتغذية ومياه الشرب النظيفة وأعمال صرف صحي لعدد 4 ملايين طفل وأكثر من 500,000 امرأة مرضع وحامل داخل اليمن.

 

وفي مجال الغذاء والتغذية قدم المركز تمويلا بمبلغ 145.4 مليون دولار أمريكي لبرنامج الغذاء العالمي تم بموجبه تقديم غذاء وتغذية لأكثر من مليوني شخص شهريا في اليمن استفاد منه 1.3 مليون مستفيد من النساء والأطفال في 19 محافظة يمنية وفق التقرير الصادر من برنامج الغذاء العالمي بتاريخ 2 يونيو 2016.

 

وفيما يختص بمجال الصحة الإنجابية وصحة الأمومة والطفولة فقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة مساعدات لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمبلغ 2.6 مليون دولار أمريكي لـ 300,000 امرأة و67,250 طفلا وطفلة.

 

كما مول المركز منظمة الصحة العالمية "WHO" بـ 16 مليون دولار أمريكي لتقديم خدمات الأمومة والطفولة (التطعيم والتغذية والرعاية الصحية) لأكثر من 3.8 ملايين امرأة و3.4 ملايين طفل يمني لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما حسب المشروع المشترك مع المركز، وبالإضافة لهذا فقد استوعبت وزارة التعليم بالسعودية أكثر من 285,644 طالبا وطالبة يمنية (دون سن 18 سنة) في مدارس المملكة.

 

وأوضح مركز "الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، أن السعودية "نفذت العديد من البرامج الطبية والبيئية والإغاثية، بجميع محافظات اليمن، استفاد منها أكثر من 16 مليون مواطن يمني وبتكلفة تجاوزت أكثر من 139 مليونا و600 ألف دولار أمريكي".

 

وقال مصدر مسؤول في المركز، لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إن من بين الخدمات "تأمين الوقود لمولدات الكهرباء لجمـيع المستشفيات اليمنية في المحافظات المحررة (جنوب)، كما شملت المشاريع الإنسانية والإغاثية جميع المحافظات اليمنية، وبينها مساعدات طبية وصحية للمحتاجين والمنكوبين".

 

وأوضح المصدر "لم تسمه الوكالة"، أن المركز يتعاون مع شركائه الرئيسين؛ مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف، وتقديم دعم للهلال الأحمر اليمني بسيارات إسعاف ومعدات أخرى بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

 

مساعدات السعودية في ليبيا

وكانت المساعدات السعودية الليبيبة سياسية أكثر منها إنسانية، ففي الأيام الأخيرة أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، إشادته بالمبادرة التونسية لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا، مؤكدا دعم السعودية لها بما يخدم مصلحة تونس وليبيا ودول الجوار ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وأفصح الإعلامي والكاتب السياسي الليبي، صالح الزوبيك، عن دور المملكة العربية السعودية في حل الأزمة الليبية، قائلًا إن المملكة العربية السعودية تدفع باتجاه حل عربي للأزمة الليبية، مضيفا أن الرياض ستتسلم رسميا الملف الليبي، وإنه سيكون هناك تعاونا ما بين مصر والسعودية كقوى إقليمية من جهة وأمريكا وروسيا كقوى دولية.

 

وأفاد الكاتب الليبي، أن التعاون بين الدول الأربع السابقة قد يشمل اليمن وسوريا، في البحث عن تسويات سياسية عادلة للأزمات التي تواجه العديد من دول المنطقة وضمنها الأزمة الليبية.

 

وتابع في حديثه، بخصوص السعودية، أنها "باعتبارها بلد لها سابقة في تسوية الأزمة اللبنانية من خلال اتفاق الطائف، فإن هذا يمهد لها للعب دورا هام في ليبيا، لا سيما وأنها تقود التحالف الإسلامي قيد الإنشاء لمكافحة الإرهاب".

 

وأشار إلى أنه قد تكون السعودية ليست ضمن دول الجوار الليبي، لكنها ستنشط في الساحة الليبية، من خلال مصر، وسيكون دورها فاعلا في تسوية الأزمة الليبية، لسببين، الأول، توافقها مع مصر حول الأسس التي ينبغي أن تبنى عليها أي تسوية للصراع الليبي الدائر، والثاني التشابه في الأصل والعادات والتقاليد بين قبائل السعودية والقبائل الليبية سيمكنها من احتواء النزاعات القبلية".

 

مساعدات السعودية بسوريا

وعلى نفس النهج تسير السعودية بسوريا، ففي الساعات الأخيرة استكملت الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين مرحلتها الأولى في مخيم الأزرق ضمن مشروعها الإغاثي "شقيقي سفرتك هنية" المعني بتأمين احتياجات الأشقاء السوريين من مستلزمات السفرة ليبلغ إجمالي عدد المستفيدين من هذه المساعدات 35605 مستفيدين بواقع 7507 أسر، إذ يحتوي طقم الأواني على 29 قطعة تتضمن حزمة من الأطباق والأكواب بأحجام مختلفة، كما يرفق بكل طقم 24 قطعة من ملحقات المائدة الأخرى.

 

وأفاد المدير الإقليمي للحملة الدكتور بدر السمحان بأن الحملة السعودية مستمرة بتنفيذ مشروعها نظرا للحاجة الماسة من قبل الأشقاء السوريين لمثل هذه المساعدات الإغاثية.

 

وفي يناير، وصلت 25 شاحنة محملة بمواد غذائية ومواد تدفئة الأراضي السورية عبر معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، وهي الدفعة الأولى من المساعدات التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

 

وفي هذا السياق، قال مدير إدارة المساعدات الإنسانية في المركز، عبد الله بن مدرك الرويلي: "نحن في معبر الريحانية نطلق أول حملة لمركز الملك سلمان لإغاثة الشعب السوري وتغطي 850 ألف نازح سوري بواقع 130 ألف سلة تتنوع ما بين سلال غذائية وسلال للمساعدات الشتوية وهي باكورة أعمال مركز الملك سلمان الموجهة للشعب السوري".

وتجاوزت قيمة المساعدات الكلية الـ300 مليون ريال سعودي، وُجِهَت الدفعة الأولى منها لإدخال مساعدات عاجلة للمتضررين من قسوة شتاء مناطق الشمال السوري، كما تضمنت المساعدات العاجلة مواد مخصصة للتدفئة، وملابس شتويةَ قدمها فريق الاستجابة السريع في مركز الملك سلمان بالتنسيق مع منظمات دولية وإقليمية ومحلية.

 

وفي فبراير، أرسلت الحملة الوطنية السعودية قافلة مساعدات جديدة لمخيمات النازحين السوريين في شمال سوريا، وتضمنت القافلة 50 شاحنة ضمن "مشروع الشتاء" الذي أطلقته الحملة قبل عدة أشهر، وتنوعت المساعدات مابين ألبسة شتوية ومساعدات غذائية تم تصنيعها وتعبئتها في مصانع تركية بمدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.

 

مساعدات المملكة الإنسانية

وأكد الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة سواء الإنسانية أو من خلال القروض والمنح للبلدان النامية، بلغ في عام 2014 (54) مليار ريال سعودي بنسبة 1.9% من الدخل القومي الإجمالي للمملكة، محتلة بذلك المركز الأول، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية لم تقتصر على المخصصات الرسمية وإنما شملت المبادرات الإنسانية وحملات الإغاثة الشعبية بدعوة رسمية.