80 صحابي شاركوا في تحديد قبلة جامع عمرو بن العاص.. تعرف على القصة

إسلاميات

جامع عمرو بن العاص
جامع عمرو بن العاص


قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، إن جامع عمرو بن العاص ، هو أول جامع أقيم في مصر والرابع في الدولة الإسلامية، أنشأه بالفسطاط بمصر القديمة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه عام 21 هـ/ 641م بعد فتحه لمصر، واشترك في تحديد قبلته 80 من الصحابة.

وأضاف «ريحان»، في تصريح له ، أن عمرو بن العاص رضى الله عنه، اختار بناء جامعه على الضفة الشرقية للنيل في منطقة بها أشجار كروم تبعد نحو 100 متر جنوب حصن بابليون، وكان جامع عمرو عند إنشائه يقع مباشرة على النيل وقد أخذ مجرى النيل ينتقل تدريجيا نحو الغرب حتى صار على ماهو عليه الآن، مشيرًا إلى أن الجامع الحالي لا يشتمل على شئ من الجامع الأصلي القديم الذي بناه عمرو غير مساحة الأرض التي كان قد بنى عليها، وتقع هذه المساحة في النصف الشرقي من رواق القبلة، أي على يسار الواقف في رواق القبلة تجاه المحراب.

وقال إن تخطيط جامع عمرو على نسق أقدم الطرز المعمارية لبناء المساجد وأهمها، وهو الطراز المشتق من عمارة الحرم النبوي الشريف الذي يتألف من صحن أوسط مربع يحيط به من جوانبه الـ 4 أربعة أروقة، أعمقها رواق القبلة، كما استوحى عمرو بن العاص في تخطيطه بناء داره من جهة الشرق ومحاذي لجداره وترك بينها وبين المسجد طريقاً يبلغ عرضه نحو 4 أمتار أسوة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وداره في المدينة المنورة.

ومن جانبه، قال الباحث الآثرى أبوالعلا خليل، إن هناك زيادات عديدة أضيفت على المسجد عبر العصور الإسلامية منها زيادة الوالى مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبى سفيان سنة 53 هـ/ 673م، والزيادة الثانية على يد الوالي عبد العزيز بن مروان من قبل الخليفة الأموى عبدالملك بن مروان عام 79هـ/ 698م.

وأضاف، أن الزيادة الثالثة كانت على يد الوالى قرة بن شريك من قبل الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك عام 93هـ /711م واستغرقت عاماً كاملاً زادت فيه مساحة الجامع، حيث أدخل فيه أجزاء من دار عمرو ودار ابنه عبدالله في الجانب الشمالي الشرقي، كما وسع قليلا من ناحية القبلة، وفي عام 94هـ /713م أضاف قرة بن شريك منبر خشبي لجامع عمرو وقد تبع ذلك إدخال المنابر في قرى مصر.

وتابع أن الزيادة الرابعة بجامع عمرو كانت عام 133هـ /750م على يد القائد العباسى صالح بن على بعد سقوط الخلافة الأموية، وقد أضاف بابا للمسجد في جداره الشمالى عرف بـ «باب الكحل»، لأنه كان يقع في مواجهة زقاق الكحل، أما الزيادة الـ 5 التي تعتبر أكبر الزيادات فكانت في عهد والي مصر عبدالله بن طاهر من قبل الخليفه العباسي المأمون عام 212هـ/ 827م حيث أضاف مساحة جديدة إلى المسجد من ناحية الجنوب تعادل المساحة التي كان عليها وأصبحت مساحة المسجد على ماهو عليه الآن 120م طول، 112م عرض.

وذكر أنه في عام 702هـ/ 1303م تعرضت البلاد لزلزال مدمر أدى إلى تصدع جدران المسجد فقام الأمير سلار على عهد السلطان المملوكى الناصر محمد بن قلاوون بعمل عماره كبيره للجامع بقى منها الآن محراب جصىي لايزال يشاهد فىي واجهة الجامع الرئيسية من الخارج، بالإضافة إلى بعض الشبابيك الجصية في ذلك الجدار وللمحراب شريط من الكتابة العربية بالخط الثلث الجميل من بينها اسم «سلار» وزخارف نباتيه غاية في الدقه والإبداع.

ولفت أبوالعلا خليل إلى أنه في العصر العثماني شهد جامع عمرو بن العاص إصلاحات الأمير مراد بك عام 1212هـ/ 1797م وبنى به منارتين وهما الباقيتان إلى الآن وفرشه جميعاً بالحصر الفيومي وعلق به قناديل وأثبت مراد بك تاريخ هذه العمارة في ألواح تاريخية فوق الأبواب الغربية والمحرابين الكبير والصغير برواق القبلة وفى جدار القبلة يوجد محرابان يرجعان إلى عهد مراد بك.