قبل "شم النسيم".. "الفسيخ والرنجة" للفرجة فقط في الإسكندرية.. ومواطنين: الأسعار نار وأصبحنا ضحايا (صور)

محافظات

بوابة الفجر


حالة من الركود الشديد تشهدها أسواق الفسيخ والرنجة بمحافظة الإسكندرية، اليوم الأحد، وقبل يومًا واحدًا من الإحتفال بعيد شم النسيم، وذلك في ظل الإرتفاع الكبير في الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما أدي إلى تراجع إقبال المواطنين على عملية الشراء، حتي أصبحت لـ"الفرجة فقط".

ورغم أن الإسكندرية من المحافظات الساحلية والتى فيها الأسماك من مصادر رزق أبنائها، فقد واجه بائعي الأسماك والمواطنين عيد شم النسيم بإقامة الشوادر وعرض الفسيخ والرنجة والملوحة والسردين وغيرها من الأسماك المملحة، وتحديدًا في مناطق "العطارين" وميدان "محطة مصر"، وهو الميدان الشعبي الأول في الإسكندرية، والذى لم يخلو هذا الأيام من الوجبات الشعبية الأولي للمصريين خلال إحتفالات شم النسيم، وسط حالة ركود لم يشهدها الميدان من قبل.

كاميرا "الفجر" إنتقلت إلى أسواق العطارين ومحطة مصر، من أجل رصد أسعار الأسماك المملحة مقارنة بالعام الماضي، وسؤال البائعين عن المشهد العام للإقبال خلال هذا العام، ورؤيتهم عن السبب الرئيسي لحالة الركود التى تشهدها أسواق الأسماك في وقت عُرف بإقبال المواطنين على شراء الأسماك المملحة وخاصة الفسيخ والرنجة كعادة موروثة من أيام الفراعنة.

في بداية دخولك إلى سوق "محطة مصر" تجد مشهد إنتشار لفروشات الفسيخ والرنجة من مواطنين عاديين يلجأون في هذا الوقت من كل عام للبحث عن مصدر رزقهم، في وقت كان لا يخلوا فيه السوق من قدم للشراء، على أمل أن يخرجوا من هذا المناسبة بمصدر رزق ولو قليل في ظل أزمة إرتفاع المعيشة.

"حماده زيزو – أحد أصحاب الفروشات بسوق "محطة مصر" تحدث لـ"الفجر" قائلًا: هناك حالة ركود كبيرة في السوق هذا الأيام لم نراها من قبل، وليس على الأسماك فقط ولكن بشكل عام، في ظل الإرتفاع الشديد من وجهة نظرى في الأسعار، ولأن الإسكندرية مدينة تعتمد على الأسماك كواجبه رئيسية في المقام الأول، فهناك أزمة تشهدها منذ فترة أثرت بالسلب على بائعي الأسماك وأدت إلى قيامهم بغلق محلاتهم وتأثير ذلك على إقبال المواطنين، والسبب في >ذلك الصيادين الذين لجأو إلى لتصدير الأسماك ورفع أسعارها على البائعين.


وتابع "زيزو": وظيفتى الرئيسية عامل أمن في إحدي شركات المنطقة الحرة في العامرية، ولكني أعتاد على التواجد هنا وبيع الفسيخ والرنجة والسردين مع عيد شم النسيم، على أمل أن أخرج منها بمصدر رزق يساعدني في إحتياجات أسرتي الصغيرة، ولكن هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية لا يوجد إقبال من المواطنين، وإذا تواجدوا بمجرد علمهم بالأسعار يذهبون بلا رجعة، فالأسعار زادت إلى حد الضعف، وخاصة الفسيخ حيث زادت عن العام الماضي ليصل إلى 120 جنيه كأفضل نوع منه بدلًا من 65 و70 جنيها في العام الماضي، وكذلك الرنجة التى إرتفعت أسعارها لـ100% بعدما كانت تباع بـ13 و14 جنيه أصبحت تباع اليوم بـ 28 حتي 50 جنيهًا.

وتستكمل "الفجر" جولتها في أسواق الفسيخ والرنجة، وبالإنتقال إلى منطقة العطارين، هي المنطقة التى عُرفت بتواجد العشرات من محلات الأسماك وأكبر محلات الفسيخ في الإسكندرية، حيث قام كل محل بعرض الأنواع العديدة من الأسماك المملحة على طاولات أمام وجهات المحل، ليسعي كل واحدًا منهم لإستقطاب المواطنين بفرق أسعار نصف جنيه أو جنيهًا على الأكثر بين محل وأخر.

وتحدث أحمد رضوان – بائع فسيخ: هناك إرتفاع في الأسعار كثيرًا عن الأعوام الماضية، وهو ما أدي إلى ضعف إقبال المواطنين على الشراء رغمًا أن المنطقة أشتهرت بمحلات الفسيخ، ولكن إرتفاع الاسعار قابله ضعف إقبال من المواطنين وقيامه البعض بشراء كميات قليلة لإرتفاع أسعارها، مرجعًا السبب في ذلك للموردين وغلاء خامات التصنيع.

وعن الأسعار هذا العام، كشف "رضوان" على أن سعر كيلو الفسيخ تراوح من 70 حتي 120 جنيهًا حسب نوعه وجودته، وسعر كيلو الرنجة من 25 إلى 50 جنيهًا، وكيلو السردين 28 جنيهًا، وسعر كيلو الملوحه 30 جنيهًا، مؤكدًا أن الإعتماد كله خلال العام على يوم شم النسيم، فكل محل يكثف من عماله مثل الأعوام الماضية للتغلب عن إقبال المواطنين، إلا أن حتي هذا اللحظة المشهد العام المسيطر قلة الإقبال من المواطنين على الشراء.

من جانهبا، فقد عبرت إحدي السيدات وتُدعي "إيمان حسن" عن غضبها عن الإرتفاع الشديد في أسعار الفسيخ والرنجة هذا العام بالمقارنة عن الأعوام الماضية، منوهة إلى أن أسرتها مكونة من 7 أفراد وكانت تحرص في السابق على شراء 2 كيلو من الفسيخ و2 من الرنجة وكيلو سردين، إلا انها هذا العام إضطرت لشراء كيلو من كل نوع للإرتفاع الكبير والذى وصفته بالغير متوقع، خاصة عقب الحملة التى شنوها أهالي الإسكندرية لمقاطعة الأسماك والتى جاءت بنتائجها على حد تعبيرها، وأدت إلى غلق العديد من المحلات بعدما أعطي المواطنين درسًا للبائعين لتماديهم في رفع الأسعار.

وتابعت السيدة قائلة: البسطاء دائما هم من يدفعون ثمن تقاعس وفساد المسؤولين في الرقابة على السلع، وأصبحنا ضحية بينهما وبين تجار وبائعين إستغلالين، ولكن المواطن من السهل جدًا أن يتقاعس عن شراء بعض السلع وخاصة الأسماك والتى إذا ظلت عند البائع دون شراءئها يومين أو ثلاثة أيام فسدت، ومن المعروف أن شم النسيم هو عيد لجميع المصريين ونحتفل به منذ أجدادنا الفراعنة، بـ أكل الفسيخ والرنجة لذلك هم يستغلون الشعب في هذا المناسبة وجني أرباحهم من دماء البسطاء.