الفوز حليفه من المهد حتى "آراب أيدول".. عمار العزكي: انطلاقتي الفنية من مصر ويكفينا حروب بالوطن العربي (حوار)

الفجر الفني

عمار العزكي
عمار العزكي


والدي رفض عملي بالفن من أجل الطب

الحرب منعتني من العودة لليمن واضطُررت للبقاء والعمل في الإمارات

للوصول للعالمية سأكسر بعض العادات والتقاليد

لم أحصل على اللقب ولكني فزت بقلوب الجماهير

مايحدث بالوطن العربي يُبكي القلب ويكفينا حروب

سأكون مدرسة صنعانية غير موجودة بالساحة العربية

انطلاقتي الفنية من مصر وأثق في ذوق الجمهور المصري

 

وسط المعارك وأمام خط النار، نشأ الفتى الصغير يعاني لوعة الحرب والحصار يرى وطنه اليمن مهد الحضارات القديمة تدخل كل يوم في معركة ضد الحياة.. الحياة التي سلبها منهم الجميع ليعيشوا في رعب مابين الموت من الحرب والقذائف أو من الفقر والجوع والمرض.

نشأ الفتى الصغير يحمل رسالة سلام ومحبة، يريد أن يوصل أصوات أبناء شعبه، الأصوات التي باتت تنادي وتنادي ليسمعها أحد، ليشعروا أنهم في ملاذ عن الحياة التي حاصرهم فيها الجميع.

أمام منزله وفي جلساته مع الأصدقاء تكون أصوت القذائف مثل أصوات المارة في الشارع بالحياة اليومية لامفر منها، فلا تستطيع أن تُسكتها ولا أن تبتعد عنها.

وفي خضم الحرب يخرج لكي يدافع عن أمله قبل أن تختنق أنفاسه، يحارب ليس الحياة فقط ولكن ألم الفراق، البعد عن موطنه وعن أهله، عن زوجته وأبنائه، ليُري العالم أجمع بأن هناك بصيص أمل ولو صغير لعودة اليمن السعيد.

ورغم معاناتهم إلا أن أبناء شعبه ظلوا واقفين بجانبه يساندوه في موهبته لكي يكون بالفن خير سفير يمثلهم ويحمل رسالتهم، فغنائه هو لحظة تجرد تنقلهم من الحياة الأليمة التي يعيشوها إلى عالم آخر ملئ بالسعادة والحياة.

 

إنه الفنان اليمني عمار العزكي، الذي خرجت دموعه فأبكت الملايين في الوطن العربي، عمار الذي وصل لنهائي برنامج المواهب "آراب أيدول" ونافس بقوة على اللقب، لم يفز باللقب ولكنه فاز بقلوب الجماهير، فمن رحم المعاناة خرج الإبداع.

عمار تحدث لـ "الفجر الفني" عن بداياته وحياته في اليمن والمعاناة التي عاشها وعن أعماله في الفترة المقبلة وكان هذا نص الحوار:

 

 

حدثنا عن بدايتك الفنية؟

بدأت ممارسة الغناء في المدرسة وفي الحفلات البسيطة، حيث كنت أغني الأناشيد الدينية، وبعدها اشتركت لأول مرة في مسابقى مدرسية كانت بعنوان "صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004" وفزت بالمركز الأول في الإنشاد، وبعدها التحقت بمسابقة بالشارقة عام 2006 وأيضًا فزت بالمركز الأول.

 

كيف دخلت من البداية مجال الغناء فوالدك طبيب جراح كيف وافق على أن تسلك هذا الطريق؟

بالفعل واجهت صعوبة كبيرة، لأن والدي كان يريد أن أكون طبيبًا مثله، ولكني أحببت المجال الفني لذا التحقت بكلية الإعلام فهي الأقرب لهذا المجال، وعندما جاء وقت برنامج "آراب أيدول" دخلت في عدة مناقشات مع والدي حتى استطعت إقناعه بالنهاية بأن هذا هو الطريق الذي أريد أن أسلكه في الحياة، ودعا لي بالتوفيق.

 

كيف انتقلت من اليمن إلى الإمارات ولماذا؟

أنا أعيش باليمن وعائلتي كلها هناك وعشت أيام الحرب، وذهبت للإمارات للعمل لمدة معينة، وعندما إنتهت هذه المدة حاولت العودة مرة أخرى ولكنهم أغلقوا كل المطارات، وظللت فترة طويلة أحاول العودة ولم أفلح في ذلك ، فاضطُررت إلى العمل وتكوين فرقة موسيقية لكي أعمل.

 

أنت المشترك اليمني الوحيد الذي يصل لنهائي برامج مسابقات ويحوز كل هذه الضجة والاهتمام، ماذا تمثل لك هذه المرحلة؟

على العكس كل اليمنيين يصلون لمراحل نهائية في برامج المسابقات، ولكن الاختلاف هو برنامج "آراب أيدول" لأنه برنامج ضخم ويتم تسليط الضوء عليه بشكل كبير

وهذه المرحلة تعني لي الكثير، فالحمد لله أشعر بالفخر لأني استطعت أن أوصل ثقافي بلدي اليمن إلى الوطن العربي كله وأن يسمعها الجميع، وفي هذه المرحلة محبة الناس وقلوب التي حصلت عليها هي الأهم وهي أكثر مايعنيني، فالجمهور أحب عمار الإنسان قبل الفنان.

 

 

للوصول للعالمية هل نحتاج لكسر بعض القيود ؟ كالعادات والتقاليد؟ وهل يمكن الوصول للعالمية دون كسر تلك القيود؟

أنا أمثل الشاب اليمني المنفتح، واللي كان ظاهر في البرنامج ليست شخصية عمار بالكامل الذي يمزح ويضحك مع الجميع، والآن هي مرحلة تحدي لأكمل على نفس المنوال

بالتأكيد سيكون هناك كسر لبعض العادات والتقاليد التي أرى معظمها مبالغ فيها، ولكن لن أتخلى عن العادات بشكل عام، بالتأكيد سأتجنب كل الأفعال الحرام.

 

ألن تخشى ردة فعل الجمهور إذا كسرت بعض العادات والتقاليد؟

على العكس أنا متأكد أن الجمهور سيقف بجواري، لأنهم يريدون رؤية عمار الشخص الذي صوتوا له في البرنامج يصل للعالمية، فالشعب اليمني من أطيب الشعوب وسيكون بجانبي، وكما قلت في السابق لن أتخلى عن العادات والتقاليد فقط ما أرى أنه مبالغ فيه.

 

وحدّت العالم العربي من خلال دمعتك التي ذرفتها على اليمن، والجميع شاركك أوجاعك حدثنا عن شعورك في تلك اللحظة؟

مايحدث في الوطن العربي حاليًا يجعل القلب يبكي، وأدعوا الله ألا يذيق أحد لوعة الحرب والإنقسام، فلدينا في اليمن 18 مليون تحت خط الفقر، وهناك 2 مليون لاجئ داخل اليمن غير اللاجئين خارجها في الصومال وجيبوتي والسعودية، وأنا كفنان كان واجبي أن أوصل شعورنا للناس وبالفعل وصل لهم الكلام لأني بالفعل كنت أتحدث من قلبي، والكثير تحدثوا معي وقالوا أنهم بكوا من كلامي في الحلقة النهائية فيارب لا تذق أحد لوعة ما نعانيه.

 

وعلى الصعيد الفني ما هي خطتك للمرحلة المقبلة؟

لدي هدف في تكوين مدرسة يمنية أو صنعانية غير موجودة بالساحة العربية، وهذا سيتطلب مني أن أكون ملمًا بجميع الألوان الموسيقية وأغنيها مثل المصري والشامي والخليجي، وفي هذه المرحلة الهدف الأكبر أن أكسب قلوب ومحبة الجمهور حتى يتعرف على عمار ويتقبل بعدها المدرسة الجديدة التي أريد أن أدخلها للساحة.

 

ومن أين تحبذ أن تكون بدايتك؟

أريد أن تكون بدايتي من هنا من القاهرة في مصر

 

ألا تشعر بالخوف من عدم تقبل الجمهور المصري للون اليمني أو الخليجي بشكل عام؟

على العكس تمامًا فالفن دائمًا هو الذي يحكم، وأثق في ذوق الجمهور المصري، وإذا كانت اللهجة بيضاء واللحن خفيف فلماذا لايسمعوه، بالطبع المصريين لديهم تحفظ فيمن يغني بغير لهجتهم وهذا لأن لديهم تشبع في الألوان الغنائية وتشبع من ناحية الفنانين، ولكن هناك الكثير من المصريين يسمعوا الفن الخليجي.

 

هل اخترت مصر لأن الجالية اليمنية فيها كبيرة؟

الجالية اليمنية في مصر حوالي 400 ألف، ولكن عندما أقول أريد أن أغني في مصر فالمسألة ليست أغني للمصريين أو للجالية اليمنية هنا فقط، ولكن مصر يعني أقوى الموزعين وأقوى مهندسين الصوت والاستديوهات والجمهور أيضًا فبعيدًا عن الجمهور اليمني هنا، فالكثير من المصريين كانوا يعيشون في الخليج ويريدون الاستماع إلى هذا التراث، كما أننا نفخر بأننا تربينا في اليمن على أيادي مصريين.

 

وما هي أعمالك الفترة القادمة؟

أحضر لحفل في دار الاوبرا المصرية.

 

على الصعيد الإنساني ماهي رسالتك؟

أتمنى التوجه للعمل الإنساني وبدأت فيه بالفعل ، وأدرك تمامًا حجم المسئوليات فأنا أحمل رسالة محبة وسلام، وأريد أن تنتهي الحرب فلقد عشتها وأدرك لوعتها لذا أدعو الله أن يوفقني في هذا المجال للتخفيف عن الناس في أوجاعهم وإرسال صوتهم للعالم أجمع.