في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن"صبري أبو علم" فخّر المحاماة الذي حوّل المصريين جنازته لـ"مظاهرة"؟

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


كثيرون لا يعرفون "صبرى أبو علم" إلا من خلال شارع يحمل اسمه في وسط القاهرة، متفرعًا من ميدان طلعت حرب، لكنهم لا يعلمون سيرة المشرع والأديب المحبوب، صاحب قانون استقلال القضاء، أحد الأقطاب الكبرى في حزب الوفد.

 

كان من أقوى العقليات القانونية والدستورية، لذلك عين عضواً في لجان عديدة من لجان التشريع وسن القوانين، واعترف بكفاءته كل ساسة مصر حتى دعاه علي ماهر باشا للاشتراك في اللجان التي ألفها لتعديل القوانين، فكان المحامي الوحيد الذي دعى للمساهمة في هذه المهمة التي انقطع سنة كاملة لها، وكان محل تقدير رجال القضاء العالي، حتى أن عبد العزيز فهمي باشا ذكر أنه كان مثال المحامي المخلص الكفء، وأنه كان من أئمة التشريع في المحاماة.

 

كان أبو علم مُشرعًا رفيعًا وباحثاً ومحاورًا ومساجلاً وخطيبًا وأديبًا ومحبوبًا من معاصريه، وكانت وفاته التي تمر ذكراها في مثل هذا اليوم، صدمة للكثيرين الذين خرجوا يودعونه في جنازة مهيبة، وتخليداً لذكراه العطرة نقدم لكم خلال السطور التالية التكريمات التي تظهر قيمة المحامي الكبير، قبل وفاته وبعدها.

 

صبرى أبو علم ولد في 21 مارس 1893 في مدينة منوف، بمحافظة المنوفية، ومن مدرسة المساعي المشكورة هناك حصل على الابتدائية، ثم هبط إلى القاهرة ليتم تعليمه الثانوي والعالي.

 

وتدرج في مراحل التعليم حتى نال ليسانس الحقوق من مدرسة الحقوق السلطانية 1917 وقد تأخر عاماً في التخرج لفصله سنة كاملة لتزعمه حركة وطنية قاصدة إساءة استقبال السلطان حسين كامل، وبعد أن تخرج في مدرسة الحقوق عمل محاميًا في منوف وأشمون.

 

تم اختياره زعيمًا للمعارضة بمجلس الشيوخ بالإجماع، ومثل مصر فى العديد من المؤتمرات البرلمانية، وأطلق عليه المحامون لقب "فخر المحاماة"، وكان الساعد اليمنى لمصطفى النحاس والوزير الأول فى وزارته، حتى إنه كان يصفه بالوزير (صفر)، وشارك فى تنفيذ معاهدة مونترو.

 

أُعيد انتخابه وزيراً للعدل 1942 فأصدر قانون استقلال القضاء في 10 يوليه 1943 وعمل على تأسيس نادي القضاة بمنح حكومة الوفد لرجال القضاء قطعة أرض مساحتها حوالي الفي متر مربع وعشرة آلاف جنيه لنادي القضاة.


حصل "أبو علم" على عدد من التكريمات منها واحدة منهم فقط قبل وفاته، والآخريين بعد وفاته التي جاءت مفاجئة فصدمت الجميع.

 

تكريم ملك السعودية

قبل وفاته انتخب "صبري أبو علم" أميراً للحج فسلمه الملك عبد العزيز آل سعود حزام الكعبة لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو استثناء نادر قام به عاهل السعودية تكريما لشخص صبري أبو علم حيث لا يسلم الا لملوك ورؤساء العالم الاسلامي وحدهم، وألقى حينها خطبة مؤثرة في وصف قبر الرسول أذيعت في راديو القاهرة والسعودية في نفس الوقت.

 

جنازة مهيبة تحوّلت لمظاهرة

توفى فجأة صباح 13 أبريل 1947 عن عمر يناهز 54 سنة، وهو في كامل صحته وحيويته، فأحدثت وفاته المفاجئة دويا هائلا في ذاك الحين، وتسابقت اقلام الادباء والشعراء تنعي الفقيد الى الأمة، وخرجت مصر في موكب مهيب من ميدان التحرير، تودعه الى مقره الأخير، وتحوّلت الجنازة لمظاهرة شعبية، حيث قام الشعب يطلب من صبرى أبو علم أن يشكو لله ولسعد زغلول ما يقع عليهم من ظلم.

 

وشارك في جنازة "أبو علم" مصطفى النحاس، زعيم الوفد، مع زعماء الأحزاب ورؤسائها، وكان يشيعه النحاس خاطبا في الجماهير: "كان صديقاً وفياً، ورجلاً أبياً، وعلى المساومين في حقوق الوطن جباراً عصياً".

 

إطلاق اسمه على الشوارع والقرى

وبعد وفاته أطلقت الدولة اسمه على شارع رئيسى بوسط القاهرة كما أطلق اسمه على شوارع عديدة ببلدان القطر المصري تخليداً لذكراه، كما أن هناك قرية في محافظة الدقهلية تحمل اسمه، منشأة صبرى أبو علم.

 

تكريم نقابة المحاميين

قامت نقابة المحامين في عهد النقيب سامح عاشور في 30 سبتمبر 2001 بتكريمه كنقيب سابق للمحامين ضمن الاحتفال بتكريم نقباء المحامين السابقين منذ 1912، وهو أول تكريم رسمي للسياسي الوطني صبري أبو علم منذ عام 1952.