"الإعدام العلني والمواد السامة".. طرق إيران للتخلص من معارضيها.. وخبير: تقليد فرنسي اتبعه "خامئني"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أمام حشود كبيرة يوقفونه على رافعة، معصوب العينين، يديه مربوطتين من الخلف، وما إن يشير أحدهم بالبدء، تتم إزالة الرافعة ليسقط الرجل من عليها، ليعلن تنفيذ حكم الإعدام، الذي تستقبله الأهالي من بين الحشود بالصرخات والدموع.. هذا المشهد لم يكن فيلم سينمائي، بينما تجسيد لمشهد إيراني حقيقي تتبعه طهران في إعدام سجنائها.

 

وفي آخر إعدامات إيران، قام نظام الملالي، أمس بإعدام السجين "هوشانغ سرفاتي" في أصفهان، الأربعاء الماضي، بعد يومين من تعرضه لأزمة قلبية خطيرة، جـراء سجنه الانفرادي والظروف القاسية التي عاشها في سجنه على امتداد اعـوام، من التعذيب والمعاملة المُهينة.

 

وفي تبريز المدينة الإيرانية الكبرى الأخرى، أعدمت الحكومات قبل يوم واحد، متهماً آخر، رغم أن ملفه الشخصي يضم وثيقة إعفاء من الخدمة العسكرية "جـراء مشاكله النفسية وسلامة مداركه العقلية".

 

فيما سجلت إيران أعلى نسبة إعدام بين دول العالم، وشملت فئات من المعارضين والمختلفين معها سياسياً ودينياً وطائفياً، وقد ازدادت حالات الإعدام منذ تولي حسن روحاني الحكم في أغسطس عام 2013، وتفننت الحكومة الإيرانية في ابتكار طرق قاسية لتنفيذ أحكام الإعدام، لضحاياه المعدومين، نرصدها لكم خلال السطور التالية.

 

عمليات الإعدام العلنية

طبقت "إيران" طريقة قاسية في إعدامها لسجنائها، وهي طريقة  الإعدام العلنية، تبدأ بإرسال جنود للاستقرار في الشوارع فجرا، أي قبل تنفيذ الحكم بساعات خوفاً من حدوث أي طارئ، بعد ذلك يجلب المنفذون المتهمون في الصباح الباكر لتنفيذ الأحكام أمام حشد من الناس.

 

ونشر الموقع الإيراني المختص في قضايا حقوق الإنسان صورًا مفزعة بحالات الإعدام في إيران، وقد انتهجت فيها السلطات الإيرانية ابتكاراً جديداً في طريقة تنفيذ حكم الإعدام العلني، من خلال وضع المنفذون حافلة ركاب بدل الرافعة تحت أقدام المتهم لتنفيذ الحكم.

 

الإعدام بالمواد السامة

كشفت مصادر أحوازية، أن طهران تلجأ في حالات كثيرة إلى إعدام معارضيها بطرق غير قانونية، مثل نشر مواد سامة في محيط معين، ليستنشقها الشخص المستهدف الذي ما يلبث أن يموت بعد أيام قلائل نتيجة لاستنشاق المواد السامة.

 

الإعدام بالحقنة السامة

رصدت منظمة العفو الدولية تنفيذ 1031 حكم إعدام العام الماضي، ووفقا للمنظمة فإن 87% من أحكام الإعدام التي نفذت كانت في إيران حيث بلغ عدد الأحكام المنفذة 567 حكماً مقارنة بـ 154 حكماً في السعودية و88 حكماً في العراق و 87 حكماً في باكستان.

 

وعزت المنظمة هذا التطور إلى مشاكل في توفير المواد الكيميائية الضرورية لتنفيذ الأحكام من خلال الحقنة السامة.

 

تعذيب أهالي المعدومين

وبعد الإعدام تتم عملية تسليم الجثث بصعوبة، حيث يتعهد ذوو الضحايا أمام السلطات بعدم إجراء أي مراسم، مثل استقبال المعزين وتتم عملية الدفن خفية، ومع بعض المعدومين ترفض السلطات تسليمهم لأهاليهم، وتقوم بدفنهم ولم يقوموا بالكشف عن المكان إلا بعد أشهر أو سنين.

 

الجمل: طريقة لتسهيل التمدد الشيعي

ومن جانبه قال هاني الجمل، خبير الشأن العربي، أن الدولة الإيرانية تستخدم عقوبة الإعدام علانيةً إتباعًا لتعاليم الإسلام الذي يشير إلى علانية الحكم في حالة الخطأ والجريمة حتى لا يكرره أحد، مؤكداً أن ايران تستخدم ذلك ولكن لأهداف أخرى خفية لخدمة مآربها الخاصة لإثارة الذعر والخوف في نفوس معارضيهم.

 

وأشار الجمل، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن إيران تسعى للقضاء على معارضيها وإقصائهم، وتستخدم تلك الطرق حتى يسهل عليها التمدد بدون مقاومة ومعارضة أحد، فهي تبث الخوف والفزع في قلب كل من يعارضها حتى تضمن في أقل الظروف عدم وجود من يعارض مخططاتها.

 

وأضاف أن إيران استخدمت طريقة الإعدام بطريقة معلنة كتقليد لفرنسا، حيث أن خامئني كان معتقل في السجون الفرنسية، وقد اتخذ منهم طريقة الإعدام بالمقصلة التي كانت تستخدمها السلطات الفرنسية مع من تعدمهم.